كتب محمود بري | ثورة عالمية ضد الصهيونية
محمود بري| كاتب وباحث سياسي
ما جاء به المسؤول الأمني الأعلى لجمهورية ماكرون الفرنسية إلى بيروت، أثقل من ان يمرّ بلا تعليق. فالواضح من السلوكية الفرنسية الرسمية السوداء تجاه لبنان، انها جاءت لتنسف كل ما حفظناه غيباً عن ديمقراطية جمهورية بلاد الغال وقد جعلت من ذاتها طرفاً مباشراً في وأد الإرث التاريخي الديغولي برمّته، ودفن شعارات الجمهورية (حرية، مساواة، أخوة) في مقبرة الخُدّام الأمينين للسياسة الأميركية ــ الصهيونية العاثرة، وكل ذلك على حساب فرنسا وشعبها ومعه مختلف شعوب أوروبا وأميركا والعالم، التي خرجت في الساحات والجادات تحتجّ بكل الأسى والعنفوان ضدّ سياسات حكوماتها المُستعبدة والسائرة في جنازة الإنسانية وحقوق الشعوب في السلامة والامن والحرية.
لا شيء بقي من ورقة التوت التنكرية؛ فقد ذاب الثلج وبان المرج وما تنطوي عليه نوايا الغرب الآسنة. ليس فقط أن “الأم الحنون” سقطت في حفرة الشيطان، وظهرت كأي مومس عارية ببشاعة حقيقتها المُخزية، بل هي شعارات الغرب اللامعة كلّها التي سقطت بكل ادعاءاتها ووجوهها المزيفة تحت مطرقة محكمة التاريخ والإنسانية.
عيبٌ ما حمله مندوب الأمن الماكروني إلى بيروت. والعيب على ما يبدو هو مفهوم مُعتمدٌ لدى شعوب المشرق للتعبير عن منتهى الخزي والعار، وهو ذاته ما تعتمده شعوب العالم كافة، ولا غرابة. والمعنى أن أسى اللبناني والشرقي عموماً هو ذاته أسى الغربي وكل العالم، وبالتالي فالثورة على الحكومات المتصهينة باتت دأب الشارع والناس في كل مكان.
فإلى متى تعاند حكومات هذا الغرب والعالم أجمع أمام محكمة الشعوب، شعوبها، وإلى متى تواصل أنظمة الحكم هناك وهنالك وهنا ارتهانها للصهيونية المجرمة على حساب ناسها وكراماتهم ومصالحهم وما تبقّى لهم من شبح الرفاهية والعيش الكريم…
كأنما الثورة العالمية في وجه الصهيونية باتت في طريقها إلى تحطيم أصنام هذا العصر.