كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي ـ اليوم 29
مواضيع العرض: وضعية إقليم الدونباس ـ وضعية الجبهة الشرقية.
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض: وضعية إقليم الدونباس ـ وضعية الجبهة الشرقية.
بدخول الساعة الـ 12 ليلاً بتوقيت بيروت تاريخ 25 آذار/ مارس 2022 تكون العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا قد انهت شهراً من العمليات التي حدّد الرئيس فلاديمير بوتين أهدافها الرئيسية على الشكل التالي:
1ـ حماية إقليم الدونباس بجمهوريتيه لوغانس ودونييتسك من الإعتداءات الأوكرانية علماً بأنه سبق العملية اعتراف رسمي من الإتحاد الروسي بسيادة الجمهوريتين وهو الشكل القانوني الذي استند اليه الرئيس بوتين .
2ـ نزع سلاح أوكرانيا.
3ـ منع أوكرانيا من تصنيع سلاح نووي.
4ـ منع أوكرانيا من الدخول في حلف الناتو.
علماً بانني سأركز في هذا المقال على ما يرتبط بإقليم الدونباس على ان أقارب المسائل الأخرى في مقالات لاحقة.
ـ بمراجعة بسيطة نستطيع التأكيد ان ما يرتبط بإقليم الدونباس قد تحقق الهدف منه بنتيجة العمليات بنسبة كبيرة حيث باتت الوحدات الروسية وقوات إقليم الدونباس تسيطر على حوالي 82 % من المساحة الإجمالية للإقليم البالغة 65 الف كلم مربع علماً ان قوات الدونباس كانت تسيطر تقريباً على نصف مساحة الإقليم.
ـ وبالنظر الى طبيعة خطوط الدفاع الأوكرانية التي مضى على تجهيزها وتحصينها ثمان سنوات يمكن القول ان انجازاً هامّاً قد تم تحقيقه في هذا الشأن خصوصاً ان القوات الروسية وقوات الدونباس نقلت القوات الأوكرانية من مرحلة الدفاع الحصين الى مرحلة القتال التراجعي ، حيث باتت القوات الأوكرانية تقاتل خارج تحصيناتها في اغلب المحاور وهو ما سيعجل من حسم مراحل القتال القادمة بشكل اسرع نظراً لتفوق الوحدات الروسية وقوات الدونباس بقوة الصدم والنار المتمثلة بالوحدات المدرعة والمشاة المحمولة المدعومة من طائرات الدعم القريب والحوامات الهجومية وعدد كبير من الراجمات والمدفعية ذاتية الحركة.
ـ ومن المفيد الإشارة الى ان مدينة “ماريوبول” تقع ضمن حدود إقليم الدونباس والتي باتت الوضعية القتالية فيها محسومة لصالح الجيش الروسي وقوات الدونباس حيث تمت السيطرة على اكثر من 70% من المدينة المحاصرة اصلاً منذ أسبوعين بشكل كامل من الجهات الأربعة.
إضافة الى ذلك ستؤمن السيطرة الحالية ممّراً مباشراً بين شبه جزيرة القرم وروسيا عبر أراضي إقليم الدونباس التي من المتوقع ان يحصل فيها استفتاء شعبي للإنضمام الى الإتحاد الروسي.
وضعية الجبهة الشرقية
منذ حوالي الأسبوع تركز الوحدات الروسية جهدها على الجبهة الشرقية لإتمام بتاء خط جبهوي متماسك على غرار ما أنجزته في الجبهة الجنوبية مع العلم ان خط الجبهة التي تعمل وحدات الجيش الروسي على تشكيله في الجبهة الشرقية يقارب بامتداده ال 400 كلم ويبدأ من شمال غرب مدينة سومي حتى حدود إقليم الدونباس في الجنوب الشرقي.
وهنا لا بد من الإشارة الى ان زخم العمليات في الجبهة الشرقية يتركز في هذه المرحلة على محور مدينة “كراماتورسك” وهي احدى المدن الأساسية في إقليم الدونباس حيث تعمل وحدات الجيش الروسي على الإقتراب اليها من الشمال الغربي وتحديداً من مدينة “ايزيوم” التي تم الإعلان عن بسط السيطرة عليها بشكل كامل صباح اليوم 24 آذار/ مارس 2022 ، في حين ان قوات الدونباس تتقدم الى “كراماتورسك” من محور “غوليفكا” بهدف وضعها داخل الطوق إضافة لمنطقة واسعة تقارب الـ 600 كلم ستضطر القوات الأوكرانية بمجرد انهاء وضعية الكمّاشة التي تنفذها الوحدات المشتركة باتجاه “كراماتورسك”.
بالسيطرة على “كراماتورسك” ستكون مدينة “بافلوغراد” هدفاً رئيسياً لوحدات الجيش الروسي وهي تقع غرب “كراماتورسك” إضافة الى كونها عقدة مواصلات هامة للطرق والسكة الحديدية ناهيك عن انها ستسهل الإندفاع لاحقاً نحو مدينة “دنيبرو” الت تخطط وحدات الجيش الروسي الوصول اليها عبر تطوير هجمات لاحقة باتجاه مدينة “زاباروجيا”.
واذا ما استطاع الجيش الروسي إتمام المهمة بسرعة وبسلاسة سينتج عن ذلك نطاق سيطرة يقارب ال 6000 كلم مربع وهي مساحة تزيد عن نصف مساحة لبنان .