كتبت ليندا حمّورة | التنجيم بين الإحتيال والإختلال
ليندا حمّورة | كاتبة واديبة لبنانية
منذ بداية البشريّة حتى يومنا هذا يسعى الإنسان جاهداً لمعرفة ما يخفيه الغد من أحداثٍ وأخبارٍ عن الكون والإنسان، ولا نخفي بأن الإنسان القديم كانت لديه أساليب عديدة للتنبؤ بالمستقبل كالإستعانةًبالجنّ، الرياضات الذهنية والبدنية، حركة الطيور وحركة الكواكب والنجوم وغيرها، لكن كلها تكهّنات خالية من المنطق والعلم . فكم من جاهل اليوم يعلّق آماله بأكاذيب المنجمين ؟
غريب أمرنا نحن البشر كيف استطعنا الوصول إلى القمر وما زلنا نعيش تحت رحمة المنجمين ليدلوا لنا بأكاذيبهم وخطتهم الأقرب إلى الشعوذة والإحتيال والتكهّن والتنظير … أي قصور هذا في وعينا وادراكنا للغيبيات الذي يدعونا للجوء لمن يجدون تفسيرات تلائم سذاجتنا ؟
كيف نسمح لأنفسنا بأن نجلس قبالة شاشة التلفاز لساعات ونحن نستمع لمشعوذة هاربة من كتب التاريخ، ويستضيفها إعلامي متحضّر ويفترض أنه نال من العلوم والمعرفة جرعات كافية لمعرفة حقيقة ضيفته ! أو ضيف دجّال أعطى لنفسه لقب منجّم باعتبار أن النجوم كلّمته وأعطته خريطة مستقبلنا حصرياً بشهادة تقدير !
متى نستفيق من ظلمات الجهل ونعرف بأن التنجيم لا علاقة له بما سيحصل لنا في الغد، فكلمة تنجيم مأخوذة من “النجم” وهو الكوكب وقد أطلق على المشتغل بعلم النجوم ومراقبة سيرها ومداراتها بالمنجّم ويطلق عليهم أحياناً بعلماء الهيئة أي هيئة النجوم وأحوالها . فكل ما باستطاعة المنجم رؤيته لا يتخطى حدود أوقات هبوب الرياح وتساقط المطر وظهور الحر والبرد . وعرّف شيخ الإسلام ابن تيمية التنجيم بقوله : ” الإستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوايل الأرضية كما يزعمون “.
التنجيم والسحر وجهان لعملة واحدة ألا وهي الكذب، فالأحكام الصادرة عن المنجمين يكون فيها الكذب أضعاف صدقهم تمسك المنجمين بأكاذيبهم وادعاءاتهم واستخدامها في خداع المواطنين، واعتبروه بأنه علم متكامل سليم رغم تقدم العلم وسيادة التكنولوجيا إلا أنه مؤثر قوي في وعي البشر وثقافتهم.
يعتبر الفرنسي “نوستراداموس” أشهر عرّاف أو منجم على مر التاريخ، ورغم اعتباره متنبئًا على نطاقٍ واسع، وجد الباحثون أن معظم التنبؤات المشهورة المنسوبة إليه ليست سوى نتيجة لجهل تاريخي ولغوي من الأشخاص الذين ترجموا أعماله.
التنجيم” مجموعة أنظمة واعتقادات وأفكار وتطبيقات غريبة، سادت لمئات وآلاف السنين، رفضته الشرائع السماوية، واعتبرت اللجوء إليه محرماً، و يعتبر كمفهوم أحد أشهر الخرافات والفلسفات الزائفة التي لا يؤمن بها علم رغم انتشارها في شتى أصقاع المعمورة.
التنجيم كذبة والمنجمون الكَذَبة الأكبر، هم الدجالون
كيف لهم ان يعلموا مافي الغيب والله وحده العليم الخبير،
ولا يؤمن بالتنجيم الا النفوس الضعيفه، وهناك عبارة صحيحة اشتهرت على ألسنة الناس تقول “كذب المنجمون ولو صدقوا”والمستقبل والحياة لا يكونان تحت عباءة المنجمين…
فلتصحوا من كربتكم أيها العالقون في براثن الكذب.