في الذكرى 32 لرحيل الإمام الخميني ..الإمام الخامنئي: الثورة الإسلامية شجرة ضخمة وصلبة لا تُقتلع .
أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في الذكرى الـ32 لرحيل قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد روح الله الخميني (قدس)، أن “صمود الإمام وحزمه وانتصارات الشعب الإيراني أسقطت التوقعات التي تحدثت عن إمكانية زوال الجمهورية الاسلامية”، مشيرا إلى أن “الذين يتنبّؤون بزوال هذه الجمهورية فشلوا”.
وقال الإمام الخامنئي في كلمة متلفزة اليوم الجمعة، إن “من أهمّ ابتكارات الإمام الخميني كان إيجاد الثورة الاسلامية”، مضيفا أن “المتربصين والأعداء لم يطيقوا تحمّل تأسيس الجمهورية الايرانية منذ تأسيسها”.
وذكر سماحته أن “مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية أعلن أن الجمهورية الاسلامية لن ترى عامها الأربعين لكن تكهّناته فشلت”، لافتا إلى أن “الإمام الخميني كسب النجاحات الكبيرة وأزال الكثير من العقبات السياسية والامنية من أمام الثورة”.
وأضاف أن “الجمهورية الاسلامية نامية ومتقدّمة، وقد كان كمُن سر صمود الثورة الإسلامية في تلازم كلمتي “الثورة” و”الاسلامية” اي حكم الشعب والإسلام”.
وتحدث الإمام الخامنئي عن الامام الخميني الذي “كان إنسانًا كبيرًا من جوانب مختلفة كالمعرفة الدينية، كما كان يؤمن كثيرًا بقدرات الشعب وصموده وعزمه”، لافتا إلى أنه “كان مُلمًّا بكلّ تفاصيل إسلامية النظام وسيادة الشعب الدينية وكان لذلك معارضون أشداء”.
الإمام الخامنئي أشار إلى أن “الأعداء كانوا يُعارضون حاكمية الإسلام”، موضحًا أن “هذه الحاكمية تتجلّى بوضوح في القرآن الكريم، وقد سار الإمام الخميني على هذا النهج في تأسيسه للجمهورية الإسلامية، على أساس أن “من حق الله على الشعب ان يتعاونوا على اقامة حكومة الحق والعدل” وأن “الناس أحرار في تقرير مصيرهم””.
وشدد على أن “الإمام الخميني لم يجامل أحدا على حكم الله، وقد استطاع مشروعه أن يجعل من الشعب الايراني حاكمًا وسيّدًا لمصيره وواثقًا بنفسه بعد الدكتاتورية المطلقة”، مشيرا إلى أن “الإمام وظف قدرات الشعب العظيمة لتحقيق أعمال كبيرة، وأنقذه ووثق به وبقدراته وجاء به الى الساحة”.
ووصف الإمام الخامنئي “الثورة الاسلامية اليوم بالشجرة الضخمة والصلبة، لا طوفان أو إعصار يستطيع اقتلاعها”.
ولفت إلى أن “الإسلام الذي اعتقد به الإمام الخميني هو الإسلام المعارض للاستكبار والفساد والاستفراد بالسلطة، معتبرا أن “إرادة الشعب الإيراني تتجسد في الانتخابات، وقد كان الإمام يعتبرها واجباً شرعيا ومظهرا لسيادة الشعب الدينية”.
وأسف سماحته من أن “البعض في الداخل كان وما زال يردد كلام الأعداء”، مؤكدا أن “على الشعب الايراني ان ينتبه الى ان الاعداء يريدون اجتثاث جذور الاسلام وحاكمية الشعب الدينية”.
الإمام الخامنئي شدد على أن “أجواء الانتخابات تزداد حماوة يومًا بعد يوم لكن البعض يريد بذرائع مختلفة تثبيط عزيمة الشعب الإيراني”، مشيرا إلى أن “أعداء هذا الشعب مارسوا مؤامرات أمنية وسياسية واقتصادية وفشلوا”.
ودعا الإمام الخامنئي إلى “المشاركة في الانتخابات وليس مقاطعتها، إذ نُصحّح من خلالها بعض الأمور وننتخب إدارة إسلامية وحكيمة”، وقال: “الإحباط وسوء الإدارة إذا وجدا يجب إصلاحهما بالانتخاب الصحيح وليس بعدم المشاركة”، مذكرا بأن “الدستور أوضح أن السياسييين هم من يجب أن يتسلّموا السلطة التنفيذية”.
كما توجه إلى الشعب الإيراني، قائلا: “ثقوا بالعمل لا بالشعارات ولا تؤخذوا بالكلام المعسول”، مضيفا: “أتوقّع من المرشحين ألّا يُطلقوا الوعود التي لا يمكن تحقيقها وان يكونوا صادقين مع الشعب وألّا يُطلقوا شعارات لا تنسجم مع معتقداتهم وأن يعتبروا أنفسهم متعهدين لمكافحة الفساد والتهريب والاستيراد الواسع”.
وطالب الإمام الخامنئي الأجهزة المسؤولة بالتعويض عن عوائل المرشحين الذين لم تُحسم أهليّتهم، داعيا إلى أن “تكون هذه الانتخابات مباركة وسبيلا لكسر الأعداء”.