سوريا ،، وحق الرد
كمال فياض | كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية
دائما ما تتردد الاسئلة بعد كل اعتداء ( اسرائيلي ) على سوريا أين الصواريخ الروسية !! ولماذا تمنع روسيا الجيش السوري من إستعمال هذه المنظومة المتطورة من الصواريخ في المواجهة مع الطائرات ( الاسرائيلية ) !!
أسئلة محقة بطبيعتها وعفويتها ، رغم ان غالبية هذه التساؤلات هي صناعة ( اسرائيلية ) وغربية وهدفها إضعاف الثقة بروسيا والتشكيك في أهدافها وهي من ألعاب المخابرات الإعلامية والنفسية ،،
بالعودة في تاريخ المواجهات مع ( اسرائيل ) ننسى دائما حادثة مهمة حين وقعت معركة جوية بين الطائرات السورية و ( الاسرائيلية ) قبل حرب تشرين اكتوبر في اجواء سوريا وسقط فيها العديد من الطائرات السورية رغم ان سوريا كانت تمتلك حينها منظومة صواريخ سام الحديثة حينها ولم تستعملها إلا كمفاجأة خلال أيام حرب تشرين اكتوبر والتي تساقطت فيها الطائرات ( الإسرائيلية ) كالعصافير ، قبل ان تقوم معامل الأبحاث ( الاسرائيلية ) والأميركية بإكتشاف طريقة لمواجهتها بواسطة البالونات الحرارية ،،
مع واقع الإعتداءات ( الإسرائيلية ) هذه الأيام نسأل بكل منطق هل هذه الإعتداءات مواجهة كبرى في حرب كبرى ام انها لا تتعدى إعتداءات بإطلاق صواريخ من خارج الأجواء !!
في البداية علينا أن ندرك ان من ضمن الأهداف ( الإسرائيلية ) من خلال هذه الإعتداءات من خارج الأجواء وإطلاق صواريخ هو ما نطلق عليه الإستطلاع بالنار والهدف كشف رادارات منظومة الدفاع الجوي السوري وفعاليتها ومدى قدرتها على التصدي وكيف تتصدى وقدرتها على التعامل مع الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى وهل هناك رادارات سورية حديثة لكشف الأهداف الطائرة عن بعد او قرب ومدى فعاليتها وقدراتها والهدف ( الإسرائيلي ) هو إستحداث انظمة ألكترونية تمتلك القدرة على التأثير في أنظمة الرادارات السورية وإخراجها من المعركة تمهيدا لإستهداف مواقع الصواريخ البعيدة المدى التي سوف تكون حينها مكشوفة ودون حماية ، إضافة إلى معرفة حجم الرد السوري وطبيعته وتطوره ،،
حتى اللحظة سوريا ليست في مواجهة او حرب كبرى مع ( اسرائيل ) لإستخدام ما تمتلكه من انظمة رادارات ودفاع جوي حديثة او محدثة وخاصة صواريخ s300 ,, s200 التي كثر الحديث عنها وخاصة ان سوريا تمتلك أنظمة دفاع جوي قادرة على المواجهة وإسقاط معظم الصواريخ العدوة ، ومنها منظومة بانتسير التي تم صنعها وتحديثها وتجهيزها بالمدافع المضادة للطائرات والصواريخ الجوية والطائرات المسيرة وطائرات الهليكوبتر ، وهذه المنظومة مخصصة للدفاع عن الرادارات والمنشآت الهامة والصواريخ المضادة البعيدة المدى ومنها منظومات s200 و s300 ، ومنظومة بانتسير تعمل بشكل ترادفي مع هذه الصواريخ البعيدة المدى لحماية متعددة الأبعاد والمسافات والطبقات ،، وللعلم فإن منظومة بانتسير للدفاع الجوي الموجودة مع قوات الدفاع الجوي السورية تستخدمها أيضا القوات الروسية لحماية قواعدها العسكرية في سوريا ومنها قاعدة حميميم الجوية وأثبتت نجاحا كبيرا في مواجهة الدرونات التي كانت تطلقها التنظيمات الإرهابية من الشمال السوري وإضافة انها أثبتت فعاليتها في مواجهة الدرونات التركية ( بيرقدار ) التي شاركت بقوة وكان لها تاثيرها خلال معارك تحرير سراقب وريف إدلب ،
ايضا تمتلك سوريا صواريخ sam5 المعروفة بإسم s200 الروسية والذي تم تعديله بخبرات سورية ولا ننسى هذا الصاروخ المعدل الذي اطلقته سوريا وقام بملاحقة طائرة ( اسرائيلية ) وتم توجيهه كصاروخ ارض أرض لينفجر قرب مركز ديمونا النووي في رسالة سورية كانت الأخطر خلال المواجهات الأخيرة ،، مع العلم ان هذا الصاروخ قليلا ما يتم إستعماله وسبق له إسقاط طائرة تركية في بدايات الحرب على سوريا وايضا إسقاط طائرة إسرائيلية لاحقها واسقطها فوق اجواء فلسطين المحتلة منذ اعوام قليلة ،،
وهناك اخيرا منظومة s300 التي تسلمتها سوريا من روسيا مع نهاية عام 2018 والتي تحاول ( اسرائيل ) في كل مرة إثارة رادارات هذه المنظومة بهدف إستعمالها وإكتشاف قدراتها وقدرات راداراتها لإستحداث انظمة تكنولوجية جديدة مضادة لإخراج او تعمية رادارتها وتدميرها ،،
رغم معرفتنا ان روسيا دولة كبرى ولها مصالحها الوطنية الكبرى في العالم ومع مختلف دول العالم ومنها دولة الإحتلال ( اسرائيل ) ولها سياساتها المختلفة الأهداف في التكتيك والتي تخدمها في الإستراتيجيا والتي ترسمها بكل دقة إلا أنه غير صحيح البتة أن روسيا تمنع القوات السورية من إستعمال هذه المنظومة والتي طالما تحدث الإعلام الصهيوني عن منع روسيا لسوريا في استخدام هذه الصواريخ في المواجهة وتكهنت بعدة اسباب لذلك ،
والصحيح والحقيقة ان إدارة هذه المنظومة من الصواريخ وإستعمالها هو قرار سوري سوف يأتي قرار إستخدامها في الوقت المناسب وفي المواجهة الكبرى فقط وتبقى اسرار هذه الصواريخ وانظمة راداراتها بعيدة عن الكشف في الوقت الحالي ولن تقوم سوريا بمنح ( اسرائيل ) ما يمكن ان تقوم بإستحداثه في معامل أبحاثها من وسائل لمواجهة هذا الصاروخ ورادارته ،،
إنها معركة وعي وتحديث وتكنولوجيا وحرب نفسية وعلينا ان نتعلم إتقانها والتعامل معها بكل ذكاء وخاصة ان العدو هو واحد من أشهر وأقوى الجيوش في المنطقة والعالم ويمتلك تقدما تكنولوجيا لا تمتلكه إلا عدة جيوش فقط في العالم وهو الجيش ( الإسرائيلي ) ،،
فاللعب والمواجهة مع ( إسرائيل ) تتطلب ذكاء خاص ،، وخاصة فن إتقان وتعلم الرقص فوق رؤوس الثعابين ،، وبكل حرفية .