سنصلّي في القدس
د. علي عز الدين | كاتب وباحث سياسي .
(صايم يا صديقي؟ لا يا حاج بس مش مهم..
بشرب شوية ماي وانت أفطر عالاكلات).
حديث شابين في مقتبل العمر على جبهة الخضيرة حيث التسلل البحري من وحدة البحرية في المقاومة الإسلامية في التقدم نحو مدينة القدس..وهذه هي خطوط التقدم الثانية بعد دخول الجليل والإلتقاء بالقوات التي عبرت بحرية طبريا وقضت على الدفاعات الصهيونية.
( شو اسمك غير رضا ناصر؟ وليش رضا ناصر اصلاـ..كانت هي استراحة المتقدمين مع بعض المناوشات مع بقايا لواء ناحال الصهيوني المتقهقر على أعتاب الخضيرة وعلى مقربة من جنين..
اسمي رضا لإني خلقت بيوم ميلاد الامام الرضا (ع)..وناصر بالقدس بس نصلّي مع بعض بخبرك الباقي..
فجأة غارة صهيونية بالقرب منهم..يعلو الغبار وتنجلي الظلمة من شدة النار كأن النهار قد اطل سريعاً..عمد الشباب على التحرك إلى الأمام نحو المنازل المهجورة في المغتصبات الصهيونية على أرض فلسطين واختبئوا في إحدى صالات الرياضة والتي نالت نصيبها من آثار المعارك الضارية…
بس انت ليش مش صايم قال رضا ناصر لصديقه..
واجاب الشاب الآخر بس نصليّ بالقدس بخبرك..
أصبح عنا خبرين للقدس موعد للسرد.
نداء نداء من شباب غزة وقد أصبحوا خارج الغلاف بعدة كيلومترات يؤمنون الطريق للفارين من المستوطنين الذين يريدون العودة إلى بلادهم عبر البحر ويحدث أن يقوم جيش الكيان المحتل بالإغارة أيضاً على ارتال النازحين من اشدود والمستوطنات المحيطة ليمنعهم من الرحيل عبر المراكب بعيداً عن أرض موتهم..
يلا يا اخوان.الهجوم الصبح بكير بعد الصلاة ..شباب غزة صاروا الظاهرية والصبح بفوتوا على يطا وبقربوا بإذن الله على الخليل..
خط هجومنا متل الخطة المدروسة بيتغير شوي حسب الظروف المناخية وسير الإلتحامات.سوف يكون بإتجاه القدس على شكل فكي كماشة للإلتقاء بالإخوان على خط المواجهة بين اللد والرملة وتل الربيع بعد ماسيطروا الإخوان على يافا..
بعد يومين من المعارك وإصابة الشاب صديق رضا ناصر إصابة منعته من التكلم لكنها لم تمنعه من مواصلة القتال والتقدم مع صديقه بوحدات الإقتحام وعلى مقربة من القدس حيث بانت القبة الصفراء وازدهرت بسمات المقاتلين وإذ به يرن هاتف رضا ناصر…أنها والدته ! من وين عم تحكي وكيف علّق عندي الخط..عم احكيك من مجدل شمس من الجولان العربية عاملين مسيرات فرح بقرب طرد اليهود من ارضنا المحتلة ..بعد المكالمة أسند ظهره على حافة صخرية من جبل مقدس حيث عبق رائحة الليمون .أنه وقت الإفطار .تفضل يا ابوعلي افطر معي.. اقترب الشاب الأشقر وكتب على ورقة سحبها سريعاً من زيه العسكري وكتب التالي : انا بس بشرب ماي ..ليش؟اجابه رضا..كتب مجدداً : انت أولى بالأكل …انا ما بصوم ولإننا صرنا قريبين من القدس رح خبرك السبب..اسمي ( فادي) وانا من قرى الشمال…وانت ليش اسمك التاني ناصر…
انا لإني بقاوم…بحرر القرى مع الشباب كلهم ناصر .ناصر الوطن والعروبة وناصر المستضعفين وناصر الأرض المحتلة واقتربت انا وياك لنصلي بالقدس..
بس هلق تعا افطر معي لقمتين..