اليمين اللبناني بين التخيلات والتبعية .
خالد خدّاج | كاتب لبناني
بالمحصلة..فان كل هذا الهرج والمرج المحلي ضد الحزب، لن يغيّر الحقائق الجيوستراتيجية اقليميا(ولا محلياً)ً،حيث تترسخ وقائع لا يمكن لاحد تجاوز تاثيراتها.
هزيمة التحالف الخليجي في حرب اليمن وسقوط قيادتهم للعالم الاسلامي،العجز الصهيو ني عن استعادة دور الشرطي،وعجزه عن شن الحروب،الفشل الامريكي في سوريا(باعترافهم)،فشل عملية محاصرة ايران،ترسخ الوجود الروسي في سوريا،وخروج المقاومة منتصرة في كل معاركها وتحولها الى قوة اقليمية محدِدة .
الادارة الامريكية الجديدة تدرك جيدا هذه الوقائع،وتعرف ان مخطط ترامب للاندفاع في التصعيد،لما كان ليكون سوى مزيد من الغرق،لذا فاكثر ما تبدو اليوم وبالكثير من المؤشرات انها متجهة لحصر الخسائر،فحتى الحصار سيولد تدابير الاستقلال عن النظام العالمي،والدولار،وهذه مخاطر اضافية،كما ان الرد على اي حرب،سيضعف الكيان ويؤسس لتدهور حاله.
في تلك البيئات الاقليمية،والتراجع الامريكي،من صفقة القرن الى حل الدولتين،الى وقف مهزلة حلفائها في حرب اليمن،الى احتمال العودة الى الاتفاق النووي….فان البؤرة اللبنانية الناجية حتى الآن من نتائج الاقليم تصرخ عالياً : ” انقذونا ” ،تصرخ وتشاكس وتتهم،لعلها تحجز مكان لو صغيراً في القادم.
منذ الثورة المزعومة حاولت القوى اللبنانية التابعة الافلات من تهمة التسبب بالانهيار،ووجهت الاتهام الى خصومها،واليوم تشن حملة بدعم عربي ضد المقاومة وحلفائها،ويحاول العربان بالمال حماية هذه البؤرة “الناجية” مؤقتاً من السقوط في جاذبية انتصارات المحور المواجه.
لو انهم اذكياء،ولو انهم يحسنون التقدير،انها الفرصة الاخيرة لبناء تسوية داخلية ، عندها فقط ينجون،ويذهبون الى مشاريع التسويات الاقليمية ،بحد ادنى من الخسائر.
رغم هذا الصخب،وهذا التوتير،لا افق لهم،لا باستدراج المقاومة الى مواجهة داخلية،ولا الغرب الى تدخل دولي،ولا الكيان الى توجيه ضربة،ولا الامريكي الى التصعيد.
هنالك فرصة بان المقاومة غير متحمسة لترك الكيان اللبناني لينهار ويزول .
التقطوها وكفوا عن التوهم بان الشتائم تغيّر واقع الحال.