المطلوب إسكات ترامب ؟!
حيّان نيّوف – باحث سوري في الشؤون السياسية
حتى عندما تنتهي ولاية ترامب سواء بالإقالة أو بالمدة القانونية ، فلن يكون هذا كافياً بالنسبة للدولة العميقة ومن يمثلها .. خروج ترامب من البيت الأبيض لن يكون كافياً لإسكاته ، وهم يريدون منه الصمت وللإبد ، واغتياله مخاطرة كبرى قد تزيد من درجة الإحتقان والتوتر في المجتمع الامريكي المنقسم أصلا .. بالنسبة لهم فقد جاؤوا بالديمقراطيين إلى الرئاسة ومجلسي الشيوخ والنواب ، لترميم وتطبيق ما يخططون له من دون مشاكل ، ويبقى ان لسان ترامب هو الاخطر عليهم من الآن فصاعدا .. ترامب بقي في المكتب البيضاوي لأربع سنوات ، وبلا شك فقد اطلع على الكثير من مخططاتهم السابقة والراهنة بحكم موقعه ، ومن الواضح انه لم يكن مؤهلا لتنفيذ ما يطلب إليه أو أنه لم يكن ثقة لذلك ، ولديه الكثير ليقوله ويقلب الطاولة عليهم داخليا وخارجيا ، ويكفي ان نذكّر بما قاله مرةً حول تشكيكه بمقتل “أسامة بن لادن” .. ترامب عبارة عن ذئب منفرد خرج من القطيع ويحمل أسراره ، وهذا ما يخيفهم ، وربما قد فضح البعض منها في العديد من لقاءاته الخارجية والداخلية ، وهو المعروف بكثرة زلات لسانه .. وهذا ما يفسر الحجر المطبق عليه ، وحجبه عن مواقع التواصل المختلفة على شبكة الانترنت ، ومنعه من الظهور الإعلامي والدعوة لمحاكمته ، وكل ذلك ليس وليد اللحظة التي اعقبت اقتحام الكونغرس ، بل إنه مخطط له بعناية فائقة .. بل إنّ أحداث الكونغرس تبدو وكأنها قد تم التخطيط لها بعناية فائقة بغرض تظهير ترامب بصفة المجرم المعادي لأسس ومبادئ الديمقراطية التي قامت عليها الولايات المتحدة ، ويكفي ان نعلم أن اربعة من اصل خمسة قتلى في حادثة اقتحام الكونغرس هم من انصار ترامب ، والضحية الخامسة هو احد ضباط الامن المكلفين بالحراسة ، وحتى انصار ترامب اتهموا منظمة “انتيفا” من اليسار الراديكالي المدعومة من الديمقراطيين باختراق صفوفهم .. إذا فالمطلوب اليوم إسكات ترامب ، ومن غير المستغرب أن نسمع لاحقاً أن ترامب قد تعرض لعارض صحي تسبب بدخوله في غيبوبة طويلة كما جرى لرئيس الوزراء الإسرائيلي “شارون” ..