الكهرباء الاردنية للبنان مناورة ام رضوخ اميركي
العميد الركن ناجي الزعبي | كاتب وباحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية
في لعبة الشطرنج العبقرية وحين يبدو لاحد اللاعبين انسداد الافق والايشاك على الهزيمة د، وانعدام الحلول ، يتفتق العقل الجدلي المتمرس وروح الكفاح والصمود وارادة النصر عن حل عبقري لم يكن يخطر على بال احد يغير معادلات النصر والهزيمة ويحسم المعركة لصالح صاحب الارادة والبصيرة.
فجأة وبدون سابق انذار واثر انعقاد مؤتمر الشام الجديد الهادف لالحاق العراق بالاقطار العربية المطبعة مع العدو الصهيوني ومنعه من الالتحاق بمحور المقاومة اطلق الاردن الرسمي تصريحات ايجابية باتجاه ايران سبقتها تصريحات منددة بالوجود الايراني جنوب سورية ” الحرس الثوري ” لما يشكله ذلك من خطر على العدو الصهيوني .
كان تفسير ذلك :،نظراً لان كلمة المرور باتجاه العراق لدى بطهران فمن الضروري ترطيب العلاقات معها ، وكلمة المرور باتجاه ايران لدى سورية فمن المفيد تطوير علاقات ايجابية معها ، في الوقت الذي تنشط به الموك والتنف في ادارة وتطوير العمليات الارهابية بدرعا .
سبق هذه التصريحات اعلان عن فتح كامل للحدود الاردنية السورية الامر الذي ترك اثراً ايجابياً لدى شعبنا السوري والاردني والعربي ، لكن العمليات الارهابية بجنوب سورية وبدرعا تصاعدت بشكل لافت فور اطلاق التصريح الامر الذي يشي بأن التصريحات الايجابية كانت لقطف ثمار مجانية ، وذر الرماد بالعيون ، فلا شئ سيحصل وستبقى الحدود مغلقة وحصار شعبنا السوري واللبناني مستمر و قائم والعمليات الارهابية مستمرة وتتصاعد.
لكن مالم يضعه اصحاب مشروع حصار سورية ولبنان هو اعلان ن ص ا ل ل ه عن نيته استيراد بواخر نفط ايرانية كما قلب الطاولة على اصحابها فاضطروا لتكليف دورثي شيا السفيرة الاميركية بلبنان لتقديم عرضها بجر الغاز المصري الذي ( قيل انه غير قادر على تزويد الاردن به قبل سنوات لدفع الاردن لشراءه من العدو الصهيوني ) بجره الى الاردن ، لجر الكهرباء الاردنية للبنان عبر سورية .
كان من المتوقع قبول سورية العرض الذي سيترتب عليه :
انهاء ملف درعا .
وفتح الحدود الاردنية السورية .
وكنس قوات الغزو الاميركي شرق الفرات.
وفك الحصار وقانون قيصر .
وضمان عدم رهن لبنان للقرار الصهيو اميركي واستمرار تزويده بالكهرباء تحت اي ظرف وعنوان فلن تحرص اميركا على مصالح لبنان بل تحرص على عدم خروجه وتحرره من بيت الطاعة الاميركية .
ما يجري بدرعا من تصعيد للرؤوس الحامية ورفض التسويات السلمية يوحي بتخلى المشغل الرئيسي عنهم وتركهم لمصيرهم كما فعل ترامب وتخلى عنهم عند تطهير سورية لجنوب سورية ووادي اليرموك وحين قال لهم بالمفتوح – تخلينا عنكم – .
لقد كانت خطوة واعلان استيراد بواخر النفط الايرانية نسف لكل مشاريع عزل العراق وحصار سورية ولبنان وفي الوقت الذي تحاصر به البلدان الثلاثة اصبحت مضطرة لفك الحصار .
وهذا ينفي بالضرورة الحاجة للقواعد الاميركية شرق الفرات ، وهو امر من المرجح ان تضعه سورية شرط لجر الكهرباء الاردنية للبنان .