كتاب الموقع

البئر في غزة والعين على السلطان يعقوب ..ماكينزي والرقص على جثة التاريخ .

الدكتور حسان الزين | طبيب وكاتب .

لماذا اقتحم ماكينزي بلدة غزة في البقاع …؟

ولماذا لم يذكره السيد ولو بكلمة ؟

قبل البدء لعله من المفيد ان نذكر أن بلدة غزة البقاعية عريقة تاريخيا فتعددت المعاني لاسمائها ، وهي كانت سهلا لاستراحة الجيوش المحاربة وهي ذات بعد استراتيجي واقتصادي واجتماعي مهم ، ولعل الجغرافيا جعلت منها موقعا استثنائيا في البقاع الغربي وهي تبعد اقل من ٤ كلم عن السلطان يعقوب.لابل يمكن اعتبارها امتداداً للسلطان يعقوب .

شن العدو الصهيوني حربا على لبنان في حزيران عام ١٩٨٢ عملية اسماها سلام الجليل ..وكانت الخطط المعدة سلفا هي تقطيع اوصال الطرق الرئيسية ومنها طريق دمشق بيروت . تسلل جيش العدو بدباباته وجنوده الى سفوح السلطان يعقوب حيث دارت معركة كبرى عرفت بمعركة “بيادر العدس “.

تقدمت دبابات الجيش العربي السوري بقيادة اللواء علي حبيب حيث تم تدمير عشرات الدبابات المعادية  واستولت القوات السورية على 8 منها سليمة .

اطلقت ” إسرائيل ” جائزة تصل قيمتها لعشرة ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات عن مصير جنودها يهودا كاتس وزخاريا باومِل وتسفي فِلدمان الذين فقدوا في معركة السلطان يعقوب و توالت الشهادات للضباط الاسرائيلين بأن معركة البيادر لم تكن الا مطحنة لجنودهم وكانت الخيارات اقلها هي الاستسلام او الموت المحتم بالنسبة للعدو …يقول رافي راط احد ضباط الكيان العبري لقد بكينا ولكن ليس من الخوف فقط بل من الفرح باننا قد نجينا من جهنم. رقصنا فرحا على جثث القتلى والهزيمة النكراء.

كانت معركة السلطان يعقوب انتصارا مشرفا للجيش العربي السوري وللمقاتلين والمقاومين الفلسطينيين واللبنانيين آنذاك …

والسؤال هنا : ما علاقة ماكينزي وما اهمية قرية غزة .؟

قرية غزة لا تبعد كثيرا عن السلطان يعقوب ولعل بعض ابنائها شاركوا او استشهدوا في هذه الملحمة البطولية . قام ماكنزي الاتي من خلفية الكاوبوي الامريكي واصحاب عقلية قطاع الطرق في صحراء كاليفورنيا والبيداء الامريكية حيث كان المؤسسون الاباء الزنابير في الامبراطوربة الواعدة يقتلون السكان الاصليين بكل الطرق ويمارسون الغزو والسلب النهب وشتى انواع الرذيلة .

عقلية الادارة الامريكية منذ بدء اعلان الجمهورية لم يختلف كثيرا عن عقلية قطاع الطرق التي كانت سائدة آنذاك وما زالت الدولة العميقة تحذو حذوهم ولكن بأساليب انيقة  متسلحة بقوانين المجتمع الدولي و معاهدات الاذلال واغراءات المال والسلطة .

لماذا البقاع الغربي .؟

بعد حرب تموز ٢٠٠٦ وبعد الكشف عن الكثير من الوثائق تؤكد للقاصي والداني  أن الامداد الحيوي والاساسي هو الحدود اللبنانية السورية ..فقامت مدرعات العدو وطائراته بقصف هذه المناطق وتدمير الطرق الرئيسية لتقطيع الاوصال .

ارسلت الولايات الامريكية داعش بعد اختلاقها وتدريبها ودعمها الى هذه الحدود للسيطرة ففشلت فشلا ذريعا وخاصة بعد عملية القصير .

استبدلت قوى التحالف الامريكي خططا اكثر خديعة بأن بدأت بانشاء ابراج على الحدود وصلت الى اكثر من ٨٠ برجا بحجة مراقبة التهريب والمحافظة على الحدود البرية .

يستكمل الان الخط المعد سابقا للسيطرة الكلية على الحدود اللبنانية السورية وبطريقة سلسة وخفية ووصل الامر الى ما بعد غزة وذلك لاهمية السلطان يعقوب الاستراتيجية فالبئر في غزة ولكن العين على السلطان يعقوب . والهدف الاستراتيجي هو السيطرة الامنية والعسكرية على القرى والمناطق لاهمية البقاع الغربي اولا والحدود ثانيا استباقا لاي معركة مع العدو الصهيوني وكل ذلك هدفه مراقبة قوات المقاومة ولمنصات الصواريخ اذا حصلت اي حرب او معركة في المرحلة القادمة.

يقوم بعض قطاع الطرق بقطع المرافىء اللبنانية والطرق المؤدية الى عدة مناطق منها الجنوب خط الساحل وطريق مرجعيون شتورة . والسيد ماكينزي لا يختلف كثيرا في عقليته واستراتيجيته عن هؤلأ بغض النظر عن الكثير من الالام والمآسي التي تفجر الغضب وتجعل من اللبناني  متوترا بحيث يُجبر ان يوجه غضبه على الناس امثاله .

ماكينزي ببساطة  يريد تقطيع الخطوط ومراقبة الصواريخ والمقاتلين في وجه الاحتلال الاسرائيلي وقليل من اللبنانين يريدون قطع المواصلات بين المناطق ليستدرجوا اللبنانين الى حرب اهلية ..

كان رد السيد نصر الله على ماكينزي دون ان يسميه وصلت لهون واشار الى انفه ..وصلت الى حدها بسبب ٤٠٠ شخص حسب التقارير الأمنية يقطعون الطرقات بحسن نية اوبسبب غضب او بايعازات اوبنية مسبقة لها اهدافها ..

كان الرد بأن الصبر سينفذ وسيتم معالجة الامر وعلى القوى الامنية معالجة الوضع  ،واذا كان السيد نصر الله طلب وضع حد لقطاع الطرق    فعلى الدولة اللبنانية وضع حد لخطط ماكنزي .

وتبقى الاسئلة مشروعة والاجوبة مفتوحة على مصراعيها لماذا لم يذكر السيد نصر الله اقتحام قرية غزة بالتصريح ؟

فالضباط الاسرائليون رقصوا فرحا بنجاتهم من جهنم الحمرا فهل سيرقص ماكينزي كذلك فرحا في المعركة القادمة بين السيطرة على الجليل وبين بيادر العدس في المستقبل القريب ..

لعل السماء تأتي بالجواب المبين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى