تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب ميخائيل عوض | مساهمة في النقاش؛ سورية في حقبة احتواء الازمات تأسيسا لحقبة النهوض والقيادة…

في توفر الظروف الذاتية والشروط الموضوعية لإنتاج تجربة اصلاحية -جذرية وثورية رائدة..

ميخائيل عوض | كاتب وباحث

مازال الوقت متاح والامكانات موفورة لعلاج وابتداع وسائل وخطط وتطوير الهيكليات وعصرنة الادارة لاحتواء الازمات وتامين الشروط والاستثمار بالفرص التي يوفرها الظرف الموضوعي لإطلاق حقبة التنمية والبناء للنهوض.

الاساسات المتينة؛
البيئة والعناصر متوفرة لردم الهوة والوهدة الفلكية بين الادارة والقيادة السياسية-الدبلوماسية-العسكرية وانجازاتها النوعية والتاريخية في الحرب وانتزاع النصر من جهة وتخلف وترهل الادارة والقيادة الاقتصادية الاجتماعية وتعثرها من الجهة الاخرى.

فتستمر الثلاثية العبقرية لسورية حاضرة وقادرة على توفير شروط وبيئات الحلول وتيسيرها، فمازال الشعب السوري بخاصياته والتزاماته، وطبائعه حاضرا وقادرا، ويستمر ملتفا حول القائد والجيش، وبرغم الحاجات الضاغطة لمنتسبي القوات المسلحة ومؤسساتها وفروعها والرديفة مازالت قوية ومتماسكة ومولدة للنخب وللظروف والفرص وعلى ولائها لسورية وقائدها ولشعبها، ويحقق القائد ورؤيته وخططه الاستراتيجية الحربية والعسكرية والتحالفات المزيد من الانتصارات والفرص، وفي ازمة اوكرانيا الاخيرة ادرك العالم الدور والمكانة الاستثنائية لسورية، فلم يزر شويغو وزير دفاع  روسيا الا سورية ولم يلتقي الا قائدها واعلن بوتين خطوته الكاسرة للتوازن والمؤسسة لتسارع انحسار امريكا عالميا بينما كان وزير خارجية سورية في موسكو في اشارات لا يخطئها قارئ فصيح للأحداث ودلالاتها ومؤشرات المكانة والمستقبل،  وتنضج الظروف كلها في صالح سورية وحلفها ولجهة اقتراب فرص تحرير شرق الفرات وادلب واستعادت السيادة.

هذه الثلاثية تشكل حواضن وبيئات لاحتواء الازمة وانتاج تعديلات جوهرية وجذرية في الادارة والقيادة الاقتصادية الاجتماعية وتتعزز الفرص كون سورية تغادر حقبة الحرب والتدمير الى اعادة البناء بينما الاخريات والتي تورطت في حربها ذاهبة الى الازمات والتراجع وربما فوضاها.

في الظرف الموضوعي، وحقائق التاريخ والجغرافية وحاجاتها، وفي حقبة تراجع وانهيار المنظومة العالمية الأمريكية وانحسارها المتسارع ومن البوابة السورية ومن نواتج انتصاراتها في الحرب وتعظيم دور ومكانة حلفائها وفي طليعتهم روسيا واوراسيا الصاعدتان والمتحولتان الى تحالف استراتيجي بين القطبين روسيا والصين لفرض عالم متعدد القطبية، تزداد اهمية سورية ومكانتها المفصلية في تقرير ما سيكون. فيستدعي الزمن والجغرافية سورية لاستعادة مكانتها والعودة الى وظيفتها التي خلقت لإنجازها في ابتداع الجديد واختباره لتعميمه، ولسورية اليوم كل العناصر الوافرة لتستجيب للحاجات ولتستثمر بالفرص، ومدركة ان من لا يستجيب لنداء الزمن وحاجات الجغرافية تفوته الفرصة فيذهب الى التخلف والانهيار وفقدان الدور والمكانة.

لما تقدم ولكل المعطيات تقف سورية اليوم على مفترق خطير وحاسم فإما تجدد في بنيتها وتعيد هيكلة دولتها وتقرر هويتها ووظائفها وهوية اقتصادها، وتشرع في احتواء الازمات وتوفير شروط ومستلزمات القيام والبناء والنهوض، او ستفوتها الفرصة وتزداد ازماتها واحتقاناتها، وتضطرب فتضيع تضحياتها ويتبدد انتصارها وتذهب فرصتها.

فثلاثيتها الابداعية المجسدة بالقائد والجيش والشعب، حاضرة ومتحفزة وتشكل العامل الذاتي القادر في الاستثمار بالفرص، والظروف الموضوعية كلها وكيفما تمت قراءتها وافرة وناضجة، وتتقدم لصالحها.

نرى ونثق بانها لن تفوت فرصتها وستتقدم لها بجرأتها المعتادة وتنجز اجراءاتها الثورية والجذرية على طريقتها وتعريفاتها الخاصة، وفي تاريخها تميزت بان صنعت ثوراتها من فوق، وباقل دموية وخسائر، وقدمت لها تسمية ومضمون خاص عندما اسمتها بالحركة التصحيحية التي جاءت في توقيتها كفعل ثوري وغيرت ما قبلها واسست لنموذجها واشتقت لسورية دورا ومكانة عظيمة برغم نقص الامكانات المادية واشتداد المؤامرات عليها وتخلي الاقربين عنها وتامر المستعربين وانهيار الاتحاد السوفيتي وسيادة امريكا للعالم وعلى جدول اعمالها اسقاط سورية وتطويعها في ظل هيمنة حقبة السعدنة والساداتية وهرولة النظم للخيانة والتطبيع ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية التي التزمتها سورية وصمدت وقاومت واسهمت في انتاج النصر المعجزة في ايار ٢٠٠٠ في لبنان ليقطر سلسلة الانتصارات الجارية ويتعاظم دور مكانة حلف المقاومة التي سورية قلبه وقبضته.

سورية اليوم احوج ما تكون لحركة تصحيحية ولإجراءات ثورية وجذرية  تنسف وتصفي الحساب مع بيئات الفساد والهدر والترهل، وتعيد صياغة دولتها الرشيقة الاجتماعية والشابة المنتجة والحيوية، وان تجدد نوعيا في نموذجها وتقرر هويتها الاقتصادية وطبيعة وهوية ومهام دولتها.

غدا؛ غدا في تفاصيل واجراءات الحركة التصحيحية المطلوبة بقيادة الرئيس وبإسناد من الثلاثية العبقرية واستجابة لحاجاتها وانسجاما من حاجات الأزمنة والجغرافية.

…يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى