لبيك يا باعث الأمل بالعمل!
الدكتور حسن احمد حسن | باحث سوري مختص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية .
هؤلاء هم أبناء الوطن الشرفاء يصوغون أمنياتهم صهواتٍ يمتطونها فوق أمواج الأمل.. يتعربشون على أحزمة النور، ويغزلون للضياء جدائل العمل المتكامل والشامل مؤمنين واثقين بأن كلَّ مَنْ أَمَلَ وعَمِلَ قد وَصَلَ..والوصول إلى أي هدف يعني بدء جولة جديدة من الأمل والعمل للارتقاء أكثر فأكثر..
ساعاتٌ فريدة حبلى بالمعاني والدلالات يعيشها السوريون عبر التواصل الخلاق والتسابق لترجمة المشاعر الحقيقية التي تغمر عشاق الوطن، فتكتظ بهم عوالم ما يسمى الفضاء الأزرق ومنصات التواصل الاجتماعي، وتكاد تغص بالصور وكلمات العشق والغزل والبوح الساحر عن حب الوطن والوفاء لقائده المفدى السيد الرئيس الفريق بشار … أصوات الإشعارات لا تهدأ معلنة عن ولادات عصية على العد والمتابعة من المنشورات والنشاطات بمختلف هيئاتها وأنواعها ومضامينها بقاسم مشترك عنوانه محبة الوطن والوفاء لقائده، والحرص على تقديم لوحة فنية خالدة معبرة عن هذا التفاعل غير المسبوق لإيصال الرسالة الأبلغ للعالم كله علَّه يتعلم كيف يأمل السوريون تنفيذ الاستحقاق الدستوري الخاص بالانتخابات الرئاسية، وكيف يعملون على ترجمة هذا الأمل والحق الحصري بعمل مثمر وخلاق، فما أن تم الإعلان رسمية عن تفعيل الصفحة الخاصة بالحملة الانتخابية للسيد الرئيس بشار الأسد حتى تقاطر الأوفياء زرافات زرافات لتزيين صفحاتهم الشخصية بشعار الحملة ” الأمل بالعمل”، ولا أدري إذا كان مالكو الفيسبوك والتوتير والتلغرام وبقية برامج التواصل الاجتماعي قادرين على إحصاء عدد صور السيد الرئيس التي تناقلها السوريون ونشروها على صفحاتهم وحساباتهم ومواقعهم الشخصية، والتي كانت أقرب ما تكون إلى استفتاء عفوي حسمت نتيجته منذ الآن، وقد تكون هذه الرسالة الأولى التي أوصلها السوريون لمن كانوا يحلمون بتعطيل هذه الانتخابات، ويسعون بشتى السبل لتأجيلها تحت أي ذريعة أو عنوان، فجاءتهم الصفعة أكثر من مؤلمة وعليهم أن يكونوا على يقين أن كل ذلك ما هو إلا التباشير الأولى لإصرار السوريين على ترجمة عشقهم لوطنهم ووفائهم لقائدهم كما يحلو لهم، فليمت الحاقدون بغيظهم وعجزهم، وليتفرغوا لاجترار هزائمهم وخيباتهم ومراكمة إخفاقاتهم متعددة الأنواع والأشكال، وعلى شتى الصعد والمستويات.
في الأيام السابقة ومنذ الإعلان عن ترشح السيد الرئيس للانتخابات الرئاسية قطعت العهد أن أترجم ما يجيش بصدري وخافقي إلى كلمات مموسقة في خاطرة يومية اسميتها “تحية المساء” لأن المساء بهدوئه وإيحاءاته ينتقل بعاشق الوطن إلى عوالم رحبة من الإبداع وصوغ الأفكار ورسم معالم المستقبل المنشود، ولعل هذا الجانب هو الأقرب للحد الأول من الشعار المتعلق بالأمل والعمل، وانطلاقاً من فهمي الشخصي لهذا الأمر سأسمي هذه الخاطرة اليومية “تحية الصباح” فكما أن المساء معروف بصفائه ورقته وهدوئه وإيحاءاته، كذلك هو الصباح المسكون توثباً نحو الذرى، وتجسيداً فعلياً للانتقال بالرؤى والأفكار من عالم الكتابة والخيال إلى عالم التجسيد والأفعال، والانطلاق بثقة نحو المطلوب بالجهد العلمي الواعي والمسؤول، وبتكامل الجهود تتدلى الأمنيات فتصبح قاب قوسين أو أدنى.
هذه هي سوريتنا الغالية.. وطننا الأبهى والأزهى والأجمل والأكمل.. هذه هي سوريتنا التي نعتز بها ونفتخر.. سورية المعشوقة والحبيبة المزدانة بتنافس عشاقها الغيارى على خطب ودها، والتسابق لتقديم ما يزيل عن وجهها الملائكي هباب البارود المفروض عليها منذ أكثر من عشر سنوات، واستبدال الرغبات والأمنيات بالأفعال والإنجازات الكفيلة بتقديم الصورة المعبرة عن واقعنا على حقيقتها في صناديق الاقتراع في 26/5/2021، وإعداد كل ما يلزم لإسدال الستار على سنوات الخراب والحرب والدمار، وإعلاء بيارق الانتصار بقيادة الأسد البشار حماه العزيز الجبار.