الطريق إلى دمشق .
الدكتور حسن احمد حسن | باحث سوري مختص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية .
من يتنفس الكرامة ويستحم بالضياء تبزغ من أعماقه الشموس والأقمار وهي تحاكي نجوم اليقين….ومن يرضع العزة والسيادة منذ الولادة لا يرضى بتبعية أو احتواء، بل يوزع على الوسط المحيط مع كل شهيق وزفير خمائل النقاء والوفاء، ومعاني الشمم والكبرياء، وهذا هو حال السوريين الشرفاء المصممين على تسوير وطنهم الأغلى بخمائل النور الذي لا يضمحل، وهم واثقون أنهم على موعد قريب مع وصول سفينة نوح العصر إلى شواطئ وادعة وواعدة بقيادة الأمين المؤتمن على هوية الوطن، وحمايته من تقلبات الزمن، وتجنيبه الأخطار والأهوال والمحن، وهو المشهود له من الأعداء قبل الأصدقاء بأنه الأسمى مقاماً، والأمضى حساماً، والأصلب قناة في مواجهة الطغاة والجناة..ثابت الجنان ..واضح البيان ..المدافع عن إنسانية الإنسان السيد الرئيس المفدى الفريق بشار الأسد حماه العلي الأحد الفرد الصمد.
بعيداً عن مشاعرنا الذاتية كمواطنين سوريين من حقنا أن نفخر بقائدنا، وبقدرته على مواجهة أعتى أعاصير الإرهاب التكفيري المدعوم إقليمياً وعالمياً، وهذا حق وواجب، ولا نستشير أحداً في تجسيده، وعلى من لا يرون شمس هذه الحقيقة في رابعة النهار السوري أن يقفوا مع أنفسهم ولو مرة واحدة وقفة جادة ومسؤولة، وأن يغيّبوا طنين الدراهم والثمن البخس الذي يحولهم إلى أشياء تباع وتشترى، وليحاكموا عقلياً ما قاله ويقوله أعداء سورية، وسأكتفي بمثال واحد تم تداوله بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، وهو حديث متلفز أي بالصوت والصورة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق: أيهود أولمرت، إذ يعترف “بعضمة لسانه” بأن كل ما تعانيه سورية من حرب مدمرة منذ 2011 إنما سببه رفض السيد الرئيس بشار الأسد في كانون الأول عام 2008م. توقيع سلام مع كيان الاحتلال، ويضيف أولمرت: إن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن قال له شخصياً: على الأسد أن يعلم بأن الطريق إلى واشنطن تمر عبر القدس، ولو عقد اتفاق بين سورية و”إسرائيل” لفتحت له أبواب واشنطن والعواصم الأوربية، ولما كانت أعاصير النار اقتربت من سورية قط.
وهنا أبيح لنفسي أن أقولب قراءتي الذاتية لمضمون حديث أولمرت ودلالاته، وإعادة وضعها في سياقها المنطقي، وتقديمها في عدد من النقاط المحددة، ومنها:
ـ لا يحق للأقزام الذين يسوَّقون أنفسهم على أنهم معارضة بالتشدق بأي حرف عن أية أسباب أخرى إلا الانخراط في الاستهداف الخارجي الممنهج، فما حدث انتقام موصوف من سورية شعباً وجيشاً وقائداً لمواقفها المشرفة التي لا تفرط بالثوابت، ولا تؤخذ بتهديد أو وعيد، ولا بترغيب أو ترهيب.
ـ كل من وقف في الخندق المقابل في مواجهة الدولة السورية وتحت أي عنوان كان إنما قدم اعترافاً صريحا أنه تخلى عن مواطنيته، والتحق بصفوف أعداء وطنه القتلة الذين أرادوا استباحة الدولة السورية لأهداف ذاتية بعيدة كل البعد عن كل الأقوال والأكاذيب والأضاليل التي روجت لها إمبراطوريات الإعلام الأصفر المسموم.
ـ العواصم الأكثر نفاقاً هي التي ذكرها “أولمرت” وأكد أن أبوابها كانت ستفتح على مصاريعها لو قبل السيد الرئيس الصفقة المشبوهة، وعلى تلك العواصم مسؤولين وكتَّاباً ومثقفين وشرائح مختلفة التزام الصمت، وإغلاق الأفواه على أقل تقدير، والإقلاع عن جلد ذاتها واجترار نتانته بتقديم ما صمّ أذاننا، ويزكم أنوفنا من حديث ممجوج وادعاء الحرص على كرامة المواطن السوري، فهم أعداء الهوية الإنسانية برمتها، ومن ضمنها الهوية السورية.
ـ كل من وقف مع الدولة السورية كان على يقين لو أن براكين التغيير القسري لهويات الدول اجتاحت سورية لعاد العالم برمته إلى ظلامية جديدة أكثر خطورة من ظلامية ما قل الجاهلية الأولى، وصمودُ الدولة السورية قيمةٌ أخلاقيةٌ وإنسانيةٌ ساميةٌ تقدمها سورية بقيادة رئيسها المفدى هدية للبشرية، واستكمالاً للدور الحضاري الذي يؤديه صناع الأبجدية بقيادة المؤتمن على هذا الدور المشرف السيد الرئيس الفريق بشار الأسد.
• أما ما يتعلق بقول القتلة المجرمين بأن الطريق إلى واشنطن يمر عبر القدس فكمواطن سوري أسدي من حقي أن أقول:
الطريق إلى دمشق يمر عبر الجولان وضفاف بحيرة طبريا.
والطريق إلى الفاعلية الكونية يمر عبر القدس المطهرة من رجس الاحتلال الصهيوني، فأرض فلسطينَ لشعبها المتجذر فيها، ولا شعب بلا أرض، وعلى من ترك أرضه ووطنه، وأتى غازياً ليستوطن فلسطين العربية الإسلامية المسيحية المشرقية المقدسة أن يعود من حيث أتى في الوقت المستقطع، وقبل فوات الأوان.
أمام هذه الصورة الواضحة الشفافة لما حدث، ولما قد يحدث من واجب السوريين الغيارى على الوطن أن يقولوا كلمتهم على حقيقتها في صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس والعشرين من هذا الشهر، فهذا حق دستوري وحصري للشعب السوري المعروف بوفائه، وعلى المراهنين على أوهامهم أن ينتظروا هتافات أبناء سورية الأسد تتردد أصداؤها، وهم يرتلون قناعتهم قائلين: لبيك يا قائد الوطن.. لبيك يا الأمين المؤتمن.