تحولات المنطقة بسطور وانعكاسها على لبنان ، فهل يفهم اللبيب ؟
عمر معربوني | رئيس تحرير موقع المراقب
1- اليوم أعلنت السعودية مبادرة لوقف الحرب في اليمن هي الثانية خلال شهور ، تختلف المبادرة الحالية عن المبادرات السابقة بأنها حصلت تحت ضغط الصواريخ والمسيّرات اليمنية التي باتت تهدد السعودية في عصب اقتصادها الأساسي أي النفط ، إضافة الى تهديد هيبة السعودية كأكبر دولة في الخليج والمنطقة بامكانياتها المالية ونفوذها .
2- تحوّل تركي يمكن وصفه بالإستدارة نحو مصر ودول الخليج تدفع ثمنه جماعة الأخوان المسلمين وتمثل بولادة حكومة في ليبيا وفرملة عمل فضائيات اخوانية تعمل من تركيا إضافة الى تجهيز طلبات لقادة في الأخوان بمغادرة تركيا ، إضافة الى معلومات مؤكدة عن قيام المخابرات التركية بإبلاغ قادة الفصائل المدعومة منها بخارطة طريق قادمة .
3- زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى سلطنة عمان وما تحمله من مضامين في التوقيت ومواضيع البحث المرتبطة بترتيب عودة ” العرب ” الى سورية .
4- زيارة وفد حزب الله الى روسيا وما نتج عنها في المضمون من تفاهمات وصفها احد المسؤولين الروس في الدائرة الضيقة للرئيس بوتين ووزير الدفاع شويغو بان المباحثات حصلت مع رفاق السلاح وهو تعبير يمكن لمن يعرف التركيبة الروسية ان يُدرك ماهيته ونتائجه وانعكاساته اذا ما قمنا بربط توقيت الزيارة بسؤ العلاقات الروسية الأميركية .
5- الدور الروسي المتنامي مع دول الخليج والبيانات المشتركة الروسية – التركية – القطرية – الإماراتية في الآونة الأخيرة والتي تصب كلها في خانة الذهاب بالمنطقة الى الاستقرار .
6- التحولات النوعية في الموقفين المصري والإماراتي ورغبة الطرفين بتسريع عودة سورية الى جامعة الدول العربية والعمل ضمناً على وضع برامج عملية للمساهمة في إعادة الإعمار .
7- تبدو ايران الأكثر ارتياحاً في هذه المرحلة خصوصاً بما يرتبط بتبدلات الموقف الخليجي الذي يمكن ان يتسارع في سورية نحو الحل وبما يحمله من انعكاسات على الوضع اللبناني .
امام هذه التحولات من الواضح ان صاحب الأنتينات اللاقطة وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الأكثر سرعة في فهم القادم وكعادته كان الأكثر جرأة في رسم مساراته القادمة .
لبنانياً ايضاً لا يبدو ان فريق رئيس الحكومة المكلّف قد اقتنع بأن ما يحصل في الإقليم هو مؤشرات لتفاهمات إقليمية ودولية سيكون لروسيا فيها دور أساسي الى جانب أوروبا .
حتى اميركا باتت تُدرك براغماتياً ان ما انتجه الصراع في الإقليم لم يكن لمصلحتها كما خطط ” فلاسفة الفوضى الخلاّقة ” التي لم تُنتج الاّ الوبال والدمار وبالتالي تتحضر لتحصين ما يمكنها الإبقاء عليه من مصالح ونفوذ من ضمن خارطة قوى استراتيجية عالمية جديدة يمثل فيها لبنان موقعاً متماهياً مع تحولات الإقليم .
وان اللبيب من الإشارة يفهم .