مرة ثانية ماذا تريد أو يراد منك يا صاحب الغبطة؟
الدكتور قيصرمصطفى | أكاديمي وباحث ومحلل سياسي وكاتب.
ياغبطة البطريرك لقد نزلت من محرابك وتحولت عن صومعتك الينا فبات من حقنا مناقشتك ونحن طالما كنا نكن لك الاحترام لما تمثله ، واليوم تحدثت عن أمور ماكان لك أن تتحدث بها وعنها دون تحفظ ولكنك فعلت.
وقد سبق أن ناقشناك بفكرة الحياد وأثبتنا لك فسادها بالنسبة لنا كلبنانيين من جميع جوانبها لأننا معتدى علينا ولم نعتدي على أحد ، نحن لم نحتل أجزاء من فلسطين المحتلة ولم نعتدي على دولة الكيان التي أثبتّ أنك تكن لها الكثير من الاحترام والتقدير باعتبارها طرفا لابد وأن ننأى عنه في صراعه مع غيرنا وتلك هي قواعد اللعبة فمن يحايد بين طرفين فإنه يكن لهما الاحترام والتقدير واسرائيل هي طرف في كل صراعاتنا فكيف نكون محايدين مثلا في صراعها مع سوريا أو الفلسطينيين أوالأردنيين .
أريد منك أن تشرح لي فلسفه الحياد هنا وأنا أعرف أنك لا تكن أي احترام أو تقدير لحزب الله وهذا شأنك ، وحزب الله بالنسبة لي كلبناني موضع احترام لأنه دافع عني وعن شعبي في مواجهة المعتدي الصهيوني وحماني كمواطن لبناني تخلت عن حمايتي الدولة بحجة أنها لاتملك السلاح وليس مسموحا لها أن تمتلك السلاح لأنها ان امتلكته فهي تهدد امن اسرائيل التي التزمت أمريكا بحمايتها دون أن نجد من يلتزم بحمايتنا فارتكبت بحقنا مجازر كثيره يبدو أنك لا تعلم بها أو أنك كنت شامتا بنا لأننا لا نذكر أنك عبرت عن شيئ من التعاطف معنا أو الحزن علينا وعلى ماسقط منا من الشهداء ولو لم أذكرك الا بمجزرة قانا التي قصفت فيها اسرائيل المدنيين بعدما احتموا بقوات الطوارئ الدوليه ولا أعتقد أن جفنا لك اهتز لعشرات الشهداء من نساء وأطفال قد قضوا في تلك المجزره ولن أحدثك عن مجازر أخرى كثيرة كان فيها حبيبك سمير جعجع شريكا بها ولعلك تتذكر أن اسرائيل وصلت الى عمق بيروت ولكنها لم تدخل فقط الى بكركي .
اذن وبوجيز العبارة أنت بعيد عنا ولا يربطك بنا أي رابط انساني أو أخلاقي مادمت تدعونا الى الحياد ، وحزب الله دافع عنا وحمانا ومنذ 2006 عشنا في الجنوب بطمأنينة كاملة لا لأن جيشنا الذي ندفع مرتبات جنوده وضباطه من جيوبنا دافع عنا بل لأن حزب الله الذي قدمت له سوريا وايران الدعم حتى أصبح قو يا مخيفا وليس معتديا قد دافع عنا وحمانا وأذكرك يوم ذهب حزب الله الى الجرود وقدم الشهداء من أهلنا واخواننا وحمى أول من حمي المسيحيين في البقاع وبعلبك وسلهم يخبروك وقد سمعت ثناءهم على حزب الله الذي حماهم من الدواعش كما حمى برفقه سليماني الايراني مسيحيي معلولا وغيرها في سوريا وحمى مسيحيي العراق كما جاء في حديث أمين عام منظمة بابليون المسيحية العراقية . باختصار نحن لسنا طائفيين ولسنا مذهبيين بل نحن لبنانيون وعليك أن تسأل اخوتنا المسيحيين في جنوب لبنان الذين انخرط منهم العديد من جماعة لحد مع الصهاينه ولم يقفوا على ماتصفه بالحياد بيننا وبين الصهاينة بل دافعوا عنهم وقتلوا منا الشباب ، وسعد حداد وأنطوان لحد شاهدان على ذلك وعليك أن تسأل وبصدق وصراحة اخواننا المسيحيين في مرجعيون ورميش وديرميماس وغيرها عما اذا كان حزب الله في الجنوب قد سمح لأحد أن ينتقم لنفسه ممن آذوه ولم يخرجوا مع العدو الى فلسطين المحتلة بل كان ومايزال يحرص على الأخوة والعيش المشترك وتكفينا شهادة شرفاء المسيحيين ابتداء من ميشيل عون واميل لحود وسليمان فرنجية وووو العشرات بل الألوف من إخواننا الشرفاء من المسيحيين الأعزاء على قلوبنا وأنت اليوم تدعونا الى الوقوف على الحياد دون أن تشرح لنا كيف وأين يكون الحياد وبين من ومن يا حضرة البطرك .
في عالمنا العربي عدو واحد هو اسرائيل المحتلة لأرضنا في شبعا وكفرشوبا وغيرهما وأرض اخواننا الفلسطينيين ولعلك تعلم أن المسيحيين وهم ليسوا أقلية لاترى بالعين المجردة في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن والعراق وهم شركاؤنا فاذا كان يهمك الحفاظ عليهم فعليك الحفاظ على أمن الجميع الذي لا يمكن أن يتوفر الا بطرد المحتل الصهيوني الذي يبدو أنك تتعاطف معه ،عندئذ يتوفر الأمن للجميع ولسنا بحاجة لحيادك المزعوم الذي لم يعد أصلا موجودا في القواميس الحديثة.
وهل تحايد أمريكا بيننا وبين الصهاينة؟ اعلم ياحضره البطرك أن الحياد لم يكن في يوم من الأيام موجودا وهو لايوجد اليوم الا في مخيلتك .
أريد أن أسألك هل يوجد لبناني واحد محايد فيما يدور بين الأحزاب والتنظيمات ؟
حتى أنت ، هل أنت محايد بين سمير جعجع المتحالف مع اسرائيل وحزب الله المقاوم لها ؟ أتحداك في أن تقول لنا بأنك محايد فأنت لست محايدا وعندما تكون محايدا فسوف ندعو للحياد وما دمت منحازا لقاتل رشيد كرامي والمنحاز لاسرائيل عندما احتلت لبنان فنحن لسنا ولا يمكن أن نكون محايدين لأن الحياد أكذوبه لا وجود لها على الاطلاق ، فاسمع كلامي مع التحية أما التدويل فانه باختصار يدعو الى التقسيم واعلم أننا لن نكون محايدين في معركة التدويل وسوف نتصدى لها بكل قوة والسلام على من اتبع الهدى .