بوح ويقين.
الدكتور حسن أحمد حسن | باحث في الشؤون الجيوسياسية .
عفواَ أيتها المساءات المسافرة نحو البعد اللا متناهي في الزمان والمكان… على رسلك ودعيني أوشوش شمس الغروب ببعض بوحٍ لا تخفى عنها تفاصيله، لكنها تحاول أن تترك مضامينه مُدَثَّرَةً برجع أنين كي تكمل دورتها..
لا .. لن أتردد في الاقتراب أكثر من القرص المتوهج، فلقد تدرَّعتُ بكمشة ضوء من ردهات مشفى تشرين العسكري حيث آوى السيف السوري الأسدي إلى غمده، وقبل ذلك توضأتُ بحفنة نور من جنبات المشفى التي تعطرت بأنفاس الأنيس، ومن تجلبب النور لباساً والضياء أنفاساً يحق له أن يبوح ببعض شذى البهجة السليمانية والأنس الأبي المقاوم .
لا.. لن أنثني في طلبي المشروع، فاعذريني أيتها الشمس إن قلت لك: إن اصطباغ قرصك باللون الأحمر قبل الغروب لن يمنع السائل من الدنو أكثر فأكثر لاستغفر هالتك الوهاجة أن أستعير بعد شقشقات الفجر، وأحدث الأقربين كيف يتنفس الصبح إيماناً رغم حندس الليل مهما تطاول تثاؤبه المحكوم بالتواري … دعيني استعيد النذر اليسير مما يمكنني حمله والحديث به عن معاني الخلق والتجدد والانبعاث التي تولدها شموس الإرادة التي تفولذت في مدرسة الحافظ الأسد، ومن هذا الفولاذ المعمد بالروح السورية المقاومة أُعِيْدَ سَبْكُ سيوف العقل في مدرسة القائد البشار فغدت أكثر مضاء وقدرة على الدفاع المشرف في شتى ميادين المواجهة المفتوحة، وبمتابعة ميمونة من سفير العزة والكرامة، ودكتور الفكر والعقل، ولواء الحزم والإرادة الراحل الفارس بهجت سليمان تم تجميع الطاقات بتمازج خلاقٍ، فغدت الكنانة زاخرة بسيوف مشرعة منذورة للدفاع عن قضايا الأمة بيقين مطلق بالنصر الحتمي الناجز والقريب.
نعم لقد آلمنا الفراق، وأدمى قلوبنا الرحيل، لكن فارس الشاشات والفكر الاستراتيجي الأنيس النقاش كتب آخر كلماته وغدت ديناً في الأعناق… لقد قالها وخطها بأنامله “الرواية ما تمت..”، وعلى سيوف العقل المنتضدين سيوف المعرفة والحجة والإرادة أن يكتبوا الفصول الجديدة، وإنهم لفاعلون.. قائد مجموعة سيوف العقل كتبها أيضاً وتركها أمانة في الأعناق أن يتابع الزملاء الكتابة بهمة ونشاط، ولبيك يا قائد سيوف العقل فوصيتك موضع احترام الجميع وتقديرهم وحرصهم على تنفيذها… لبيك فحرب كي الوعي في أوج اشتداد ألسنة لهيبها الممتدة في كل اتجاه.. لبيك فالوطن الذي احتضن أبناءه ورعاهم إلى أن غدوا أسوداً كاسرة من حقه عليهم جميعاً أن يحصنوا عرين الأسود: دمشق الإباء والوفاء والنقاء والضياء والعزة والمجد والكبرياء، وسورية الأسد درة تاج المقاومة جديرة بأن تلمس الوفاء بحقيقته، وأن ترى أبناءها يتسابقون لرد كيد الأعداء إلى نحورهم وتجهيز أقواس النصر لتتويج الأسد البشار قائداً مفدى، ورباناً أوحد لسفينة الوطن، وهي تمخر عباب اليم رغم الأنواء والعواصف والأعاصير نحو بر الأمن والأمان والطمأنينة والسلام والازدهار..
نعم إن الخطب لجلل… وإن الرزء لعظيم وفادح، لكن: لا… لن تفتر العزيمة، ولن نسمح للوهن أن يقترب، بل سنمتشق سيوف الإرادة ونكمل الدرب مستلهمين من إرث الراحلين الكبيرين سليمان والنقاش كل حوافز العمل والإقدام والتضحية والفداء، والإبداع في خلق عوامل المنعة وروافع الإرادة، فالسيف الدمشقي الذي يزين ساحة الأمويين أفاء ببعض سنا معانيه فلمع وكأنه ذو الفقار جديد بشعبتيه اللتين اصطبغتا واحدة باسم السيد اللواء الدكتور بهجت سليمان، والأخرى باسم المناضل المقاوم صاحب الفكر الاستراتيجي الوقاد الأستاذ أنيس النقاش، ولبقية سيوف العقل صولات وجولات يجسدون فيها قيم الوفاء بأبرز معانيه وأروع تجلياته، و معاً سيعزف السوريون وبقية المقاومين والشرفاء سيمفونية نصر نهج المقاومة، وانتصار عشاق السيادة والكرامة بقيادة السيد الرئيس الفريق المفدى بشار الأسد حفظه الله ورعاه، ونصره على كل من عاداه، وهذا عهد ووعد، وسيوف العقل هي من تفي بالوعد وصون العهد.