رسالة من مواطن سوري الى جو بايدن
حسام حسن | إعلامي سوري
السيد جو بايدن ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ..
أتوجه إليكم ، وأنتم رئيس أكبر دولة في العالم ، بكل المقاييس ، بما فيها العتو ، والهيمنة ، والتنمر ، والتنكر ، والتكبر ..
أنا الآن في دمشق ، وفي الحقيقة ، فإن الكهرباء مقطوعة منذ خمس ساعات ونصف الساعة ، وأسطوانة الغاز تكاد تنفد ، لذلك لم أقم بالاستفادة مما تبقى فيها بعد ، توفيرا ، وتقتيرا ، وانتظارا لرحمة الله .
كذلك ، مدفأتي أبرد من القطب الشمالي ، لأنها خالية من الوقود الذي نسميه في سورية ” المازوت ” .
لا بد أن وكر الجواسيس الذين يخدمون سيادتك ، أطلعوك على باقي التفاصيل ، عن الوضع المعيشي والاقتصادي في بلدي سورية ، وأخبروك أن شعبنا يلوك الصبر ، ويعجن الشوك ، لمجرد أنه لا يريد أن يكون ذيلا في عباءتك ، أو عباءة أتباعك .
على كل حال ، عملتنا في وضع صحي متدهور ، فتك بها دولارك ، ومن يتقنون فن العبث عبره ، بأموال الفقراء ، ونحن ، بصراحة تامة ، حزانى ، مكلومون ، مجروحوا القلب والبصر والبصيرة .
أما أنني أخاطبك الآن ، فإن الغاية ليس كل ما سبق ، فأنت تعلمه بلا ريب ، و ” قيصر ” بين ظهرانيك ، جاهز لنقب ما تبقى من مأكل ومشرب ، وحرمان كل كبير وصغير منه ، الغاية من خطابي لك ، أن أنقل لك ما لا يقوله لك عسسك وعيونك :
قضى اليوم رجل في بلادي ، كاتب ومفكر ومناضل ومقاتل وفدائي ، وفي الوقت الذي اعتقد عسسك أن تضييقكم على بلدي ، سينفر الناس من المقاومة والثوابت ، وبالرغم من أن الرجل توفي نتيجة المرض ، إلا أنه بوفاته ، وما أشاعه الفقد من أجواء ، أثبت أن هذا البلد عمود خيمة المقاومة ، ورافعتها ، وبندقيتها ، ورصاصها ، وصاروخها .
رحل اليوم رجل يدعى أنيس النقاش ، يا سيد بايدن ، فنعاه السوريون ، كبطل ، رغم كل ما فعلته أنت وذيولك ، لتذبل شجرة المقاومة ، ولتنطفيء جذوة الممانعة ، ولعل جواسيسك يصدقونك القول ، فيخبرونك أن الشام تمرض ، لكنها لا تحني ظهرها .
الجو بارد جدا ، والكهرباء مقطوعة ، والوقود شحيح ، والمأكل والمشرب والملبس ، بالنزر اليسير ، والناس في ضيق ، وطائرات حليفك الاستراتيجي قد تقصف في أي لحظة ، لتؤكد أن كلب الأمير أمير ، لكن بلدي ، قوي الشكيمة ، ومؤمن بقائده وجيشه وأشرافه ، وسينهض .
والأيام بيننا !