لماذا لم ترض الأسيرة المحرّرة نهال المقت ترحيلها عن الجولان؟
حاورها الدكتور نزار البوش | موسكو
خلال عملية تبادل الأسرى بين سوريا وإسرائيل بوساطة روسية، تم تحرير المواطنة السورية نهال المقت من السجون الإسرائيلية.
نهال المقت هي من قرية مجدل شمس الواقعة في الجولان السوري المحتل وهي شقيقة الأسيرين صدقي المقت عميد الأسرى السوريين وبشر المقت.
وكانت المحاكم الإسرائيلية أصدرت حكما على نهال المقت في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، بالسجن لمدة ثلاثة أعوام مع وقف التنفيذ، بينها 6 أشهر مع الأشغال، إضافة إلى وضعها سنة تحت المراقبة، بتهمة تحريض السجناء ضد الشرطة الإسرائيلية.
وقد تحدثت الأسيرة المحررة نهال المقت لبرنامج “وجهة نظر من موسكو” حول ظروف وأسباب اعتقالها، ووجهت نداء إلى القيادتين الروسية والسورية.
بداية أقدم هذا الانتصار والتحرير إلى سيادة الرئيس بشار الأسد وللقيادة الروسية والشعب الصديق في روسيا، ولهم كل الشكر.
وعن أسباب اعتقالها، قالت نهال المقت: “لقد تم اعتقالي عام 2017 على أثر صدور الحكم بحق شقيقي الأسير صدقي المقت، وبسبب أن هذا الاحتلال وديمقراطيته المزيفة لم يتحملوا ردة فعلي، لذلك اعتقلوني، وبعد ذلك أطلقوا سراحي، ولكن بقوا يحاكموني ويحققوا معي منذ 2017 حتى 2020”.
وتابعت: “وفي شهر حزيران صدر الحكم بحقي وهو ثلاث سنين سجن مع وقف التنفيذ إضافة إلى سنة مراقبة وغرامة مالية وستة أشهر سجن ولكنهم سموها بالشغل، ويجب أن المدة ببداية شهر شباط، لكنهم مددوا الحكم لشهر أيار القادم، وكان اعتقالي في قرية الخالصة في شمال فلسطين المحتلة، وهي مستعمرة “شموني”، ويجب أن أكون متواجدة في هذا السجن يوميا الساعة السادسة صباحا حتى المساء، وكانت شرطة الاحتلال تحقق معي بالتهديد والوعيد، وكانوا يراقبوني ويطاردوني أينما كنت، حتى أنهم يمنعوني من الجلوس أو الاتصال، ومارسوا علي الضغوط النفسية والجسدية ولم يراعوا كوني أنثى، وكان مكان حجزي مظلما، فلا يهمم شعور امرأة ولا سيدة لديها أطفال، والقمع والإرهاب الذي ينفذه الاحتلال ضد الأسرى يندى له الجبين وهو عار على البشرية، وهناك 36 سيدة فلسطينية داخل المعتقلات ومنهن حوامل ولدن في السجن، وقد فاوضتني سلطة الاحتلال من أجل إبعادي إلى الشام وتسكير ملفي، لكني رفضت، وأنا أفضل الإعدام في بلدي ولا يمكن أن أرحل عن أرضي الجولان”.
وخلال حديثها لـ”سبوتنيك”، عبرت المقت عن آمالها بأن تدرج القيادة السورية أسماء السيدات الفلسطينيات القدامى والمريضات في عملية تبادل الأسرى.
وأضافت: “أوجه نداء إلى القيادة الروسية وللسيد بوتين تحديدا، التدخل من أجل إطلاق سراح السجينات الفلسطينيات من سجون الاحتلال، فقضيتنا هي قضية وطنية وإنسانية بامتياز، لأن الاحتلال يمارس القمع والإرهاب على المعتقلين بشكل مهين، لذلك يجب تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن المنظمات الدولية ما هي إلا شعارات براقة لحماية ممارسة الاحتلال، فالصليب الأحمر لم يستطع التدخل في قضيتي”.
وتطرقت نهال المقت في حديثها إلى أن “الجولان هو عربي سوري كان وما زال وسيبقى، وسيتحرر وسيرجع إلى حضن الوطن الأم سوريا، ولولا تدخل الرئيس بشار الأسد وروسيا لما تم إطلاق سراحي”.
وعن شرط فك أسرها، قالت نهال المقت: “نعم كانوا يريدون إبعادي عن الجولان إلى الشام، ولكن قلت لهم أفضل الإعدام ولا يمكن أن أقبل الرحيل عن بلدي الجولان، وعندما يتم إزالة الشريط الحدودي الذي يفصل الجولان عن سوريا الأم، عندها أنا أقرر متى أذهب وأسهر في دمشق ولستم أنتم من يقرر، وهذا ما بلغته إلى المندوب الروسي الوسيط عبر اتصال مباشر بوجود المترجم”.
وختمت نهال المقت: “نحن نرفض الإبعاد والترحيل عن بلدنا، لأن الترحيل هو عملية إرهاب وقمع من أجل تفريغ الأرض، وهذا ما يتبعونه مع الأرض المحتلة، وهذا ما أرادوا فعله مع شقيقي الأسير المحرر صدقي المقت ولم ينجحوا، حيث فضل السجن على الإبعاد عن بلده، لذلك كان مثلا لجميع الأسرى حتى يتمسكوا بأرضهم ولا يرحلوا عنها، وهذا ما فعله أيضا الأسير السوري ذياب كهموز ولم يرض الترحيل وفضل البقاء بالسجن، ونتمنى أن يتم تحريره من خلال المفاوضات الجارية بوساطة روسية”.
سبوتنيك