ماتت كورونا ومات رئيس كوريا الشمالية !
الدكتور حسام الدين خلاصي | رئيس الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية
هذا الوباء الخطير ، الذي انتشر أكثر مما تمنى أعداء الإنسانية له أن ينتشر ، وساهمت وسائل الإعلام الكثيرة في حملات الذعر الإيجابي بين أوساط الناس كافة على مستوى الكرة الأرضية .
بدأ الأمر من خليك بالبيت هذا الشعار العالمي والذي شعر معه سكان الكرة الأرضية بأن المروج له ليس منظمة الصحة العالمية بل إحدى شركات الدلفيري ( التوصيل السريع للمنازل ) الامريكية .
ثم انتقلنا ل التباعد الإجتماعي وتتالت الطلبات وأغلقت الحدود وجفت المطارات والمحطات ونضبت المطاعم والفنادق وتوقف الشركات الصغيرة وسرح العمال والعاملات بناءا على الضرورة والذعر المتضخم من الأرقام التي ترد عن الوفيات في أنحاء العالم .
والناس صدقت و هلعت القلوب وهي ترى الملوك والرؤوساء ورؤساء الحكومات يتساقطون أمام كورونا فصدق الناس وآمنوا ، فإن مرض الملك فما بالك بالرعية .
كل هذه الأجواء كان فارسها الأول بلا منازع الإعلام ثم الإعلام ثم الإعلام ، فلقد اجتهدت الشبكات العالمية على إطلاعنا أولا بأول عن كل ضحية وكل رقم وكل مصاب ومتعافي ، وكان الإعلام أمينا صادقا في نقل توجيهات منظمة الصحة العالمية والتي أوصت بحلق الذقون والشوارب لأنها تنقل العدوى !!
قد التزم الناس والتزمت الدول كل حسب تطوره التكنولوجي وديموقراطيته بالتعاليم والوصايا العشرة لتجنب كورونا ، وبرعوا في سباق تصنيع الكمامات والمنافس وتصديرها وانتاجها والقرصنة عليها ومصادرتها .
كل هذا يجري ومعامل الجوع والفاقة الإنسانية ينحدر وينحدر عالميا ، و أسواق النفط وأسعار الدولار تتخبط ، والتوسع والاستيطان الصهيوني في فلسطين لم يتوقف ، ودعم الإرهاب في سورية مستمر ، والعدوان على اليمن وليبيا مستمر ، والتآمر على الحكومة الوطنية في لبنان وعلى حزب الله مستمر .
كل هذه الكورونا المتفشية وحرب التسلح والصواريخ والتهديدات مستمرة رغم نشرات الأعداد عن الموتى بسبب كورونا .
ويتابع الإعلام العربي والعالمي سهراته الرمضانية الكورونية ونشرات أخباره كأفلام الرعب عن خطر كورونا وعلينا أن نكذب ماتراه العيون في شوارع الدول العربية وغيرها ، وعلينا أن نكذب فيض التقارير عن منشأ كورونا والمؤامرة الكونية ، وعلينا أن نصدق الإعلام من فوكس نيوز وغيرها لأنها فجأة باتت المصدقة الأمينة وأن نصدق جامعة هوبكنز وأرقامها لنصل في نهاية المطاف لوضع فروض الطاعة لمنظمة الصحة العالمية والتي تنفي دائما كل باب للخلاص سواءا كان صينيا أو روسيا أو ايرانيا ودائما تحذرنا من هذا الوحش الفتاك الذي سيقفز لأمريكا اللاتينية وأفريقيا .
خلاصة الوعي
فإن كورونا والميديا بكل أنواعها شقيقان بل توأمان سياميان وعلينا أن ننتظر أن تفرج منظمة الحلاقة العالمية عفوا منظمة الصحة العالمية عن أسر البشرية وتعلن كوكبنا نظيفا من النظام العالمي القديم منتهي الصلاحية ، ولربما ستعلن مجموعة الدول الواعية للوباء الأمريكي الصهيوني الحقيقي في العالم شق عصا الطاعة على هذه المنظمة البائسة .
وإلى ذلك الحين لن أصدق أن هناك علاقة بين ارتفاع أسعار البندورة وبين موت الرئيس الكوري الشمالي إن صدقت الشائعة !!!!