حسام الدين خلاصي: النظام التركي الإخواني بزعامة أردوغان يسعى لتقسيم سوريا
قال الدكتور حسام الدين خلاصي، المحلل السياسي السوري، رئيس الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سوريا: إن النظام الإخواني التركي بزعامة أردوغان يسعى لتنفيذ خطة تقسيم سوريا من خلال أذرعه الإرهابية في سوريا مثل الجيش التركستاني وعصابات الجيش الحر وقوات السلطان مراد، الذي يتولى نظامه حمايتها وتدعيمها وإمدادها بالسلاح، كما أكد أن عودة منطقة الجولان للسيادة السورية باتت “مسألة وقت”.
“بوابة روزاليوسف” حاورت الدكتور حسام الدين خلاصي حول موقف النظام الإخواني التركي بزعامة أردوغان، والمحاور التي يعتمد عليها النظام السوري في معركة استرداد أراضيه وتحريرها وغيرها من الملفات الشائكة.. والى نص الحوار.
– ما الاستراتيجية العسكرية التي استخدمها الجيش العربي السوري لتحرير “تلول الصفا”؟
استمر الجيش العربي السوري في مطاردة داعش منذ بداية الحرب على سورية لأنها الحجة الرئيسية للتواجد الأمريكي والغربي عمومًا على الأراضي السورية، وتعتبر تلول الصفا آخر المعاقل القوية للتنظيم التكفيري وتضم قوات النخبة الإرهابية المدعومة أمريكيا من مقاتلين أجانب وقناصة وانتحاريين، وتركز الهجوم بفاعلية الفرقتين الثالثة والعاشرة في الجيش وبمساعدة سلاحي الجو الروسي والسوري، وتم التحضير للعملية بعناية فائقة بسبب الطبيعة الصخرية للمنطقة التي هي جديدة على الجيش، لذلك تم اعتماد أسلوب محاصرة تنظيم داعش الإرهابي، ما أوصله للجوع والعطش ومنعوا من الوصول إلى تجمع مياه “سد هاطيل” ودمرت تحصيناتهم، ومنذ البداية ووفق الخطة تمت السيطرة على كافة المناطق المحيطة بداعش وتم دفعهم إلى منطقة تلول الصفا ومحاصرتهم فيها، وهي بالأصل منطقة صخرية حتى شن الهجوم الكبير وتمت عملية تحرير تلول الصفا ولم يستطع التنظيم الإرهابي الهرب باتجاه الأردن أو العراق وتم القضاء على كل فلوله.
– كيف تقرأ عملية خرق الهدنة في ريف اللاذقية؟ ما رد الفعل تجاه نقض تركيا لبنود اتفاقية سوتشي فيما يخص المنطقة منزوعة السلاح؟
خرق الهدنة في ريف اللاذقية هي عملية لطالما فعلها الإرهابيون قبل وبعد الاتفاق، وفي ذلك دلالة واضحة على أمرين، الأول هو عدم قدرة النظام التركي على الالتزام بتعهداته بقدرته على ضبط المسلحين والأمر الثاني وهو أن النظام التركي يستمر في دعم الإرهاب ويتذرع بحجج شتى تنفيذًا للمخطط الأمريكي في إطالة عمر الحرب على سوريا لتنفيذ خطة التقسيم، لذلك سيكون رد الفعل هو المواجهة السياسية مع البراهين في اتفاق استانة الجديد ومن ثم المواجهة العسكرية الحتمية مع الإرهاب بين الجيش العربي السوري وحلفائه في إدلب وأرياف حلب واللاذقية.
– ما خطورة انتقال السلطة من المعارضة إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية؟
عمليًا لا وجود لتنظيم داعش في تلك المناطق، لكن هناك شبيه داعش وهو جبهة النصرة بتسمياتها المختلفة وهي أخطر من داعش فالدعم التركي لها علني لأنها غيرت تسميتها ويصاحبها أيضا باقي التنظيمات الإرهابية مثل الجيش التركستاني وعصابات الجيش الحر وقوات السلطان مراد، والقائمة تطول، وفعليًا هم من يتحكم بحياة المدنيين في تلك المناطق وهم من يمارس الإرهاب والسطوة والمال بإشراف جيش النظام التركي، والخطورة هنا أن هذه التنظيمات الإرهابية لا تميل للحل السياسي وهي تسعى لفصل هذه الأجزاء عن سورية بدعم قطري وتركي وأمريكي وتغير التوزع الديموغرافي لسكان المناطق هناك، لذلك يستوجب استئصالها وبسرعة.
– ما نتيجة المواجهة المحتملة في “تل أبيض” مع “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة؟
النتيجة التي نتوقعها كسوريين، طبعًا بعد استنفاد فرص طرح الحلول السياسية على القوات الموجودة هناك، هي الانتصار عليها إن لم تستجب وتمكن الجيش العربي السوري من القضاء عليها لأنها تعتبر قوات إرهابية انفصالية مدعومة من الجانب الأمريكي، لكن توقيت حصول هذه المعارك سيكون بعد تصفية داعش تمامًا ومعركة إدلب حسبما صرحت القيادة السورية.
– كيف تفسر احتجاج “أنقرة” على الدعم الأمريكي لـ”حماية الشعب” الكردية؟
في اعتقادي أنها حجج يتذرع بها أردوغان أمام شعبه في الانتخابات ولتقوية مواقفه أمام الروس والإيرانيين ليظهر كمخالف للسياسات الأمريكية، فليس من الممكن أن يكون أردوغان منفذًا للخطط الأمريكية وإسرائيل في المنطقة ككل ويخالف السيد الأمريكي، ويجب ألا ننسى أن أردوغان هو من تحرش بالأكراد منذ عام 2010 عبر الهجوم الجوي على قراهم في الجنوب الشرقي من تركيا من أجل تهيئة الظروف النفسية واللوجستية لدى الأكراد للارتماء في الحضن الأمريكي لاحقًا.
– كيف ستؤثر التخوفات التركية وردود أفعالها على عملية التحرير في سوريا؟
النظام التركي الإخواني بزعامة أردوغان منخرط كلية بالمشروع التقسيمي ويسعى لحصته فيه، وليس لديه أي تخوفات على الإطلاق، وإن توافرت له الظروف لا مانع لديه من تقسيم تركيا خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة، شريطة إقصاء كل القوميين الأتراك من مفاصل الحكم في تركيا، وأعتقد أن هذا النظام التركي الإرهابي يتحضر لمراحل مقبلة من الصراع.
– ما أهمية “هجين” ولماذا تم ضربها بالفوسفور الأبيض من قِبل قوات التحالف بحسب تقارير الحكومة السورية وقناة روسيا اليوم؟
ليست هجين وحدها المعنية بضربات التحالف المحرمة دوليًا بحجة ضرب الإرهاب، فهي عملية تهجير ممنهجة للأهالي الرافضين للقيادة الأمريكية وعملائها من تنظيم قسد الإرهابي، كي تمتد رقعة سيطرة قوات التحالف في المناطق المليئة بالنفط والغاز.
– ننتقل سياسيًا لنقرأ حديث الدكتور بشار الجعفري.. هل ستحدث انفراجات على الحدود السورية- الإسرائيلية؟
نعم هي انفراجات وذلك لجهة أنها ذات طبيعة مقاومة عسكرية تعتمد على تواجد قوات مقاومة سورية وغيرها على نقاط الحدود وستكون جاهزة لمعركة محتملة إن طلب منها التدخل، وفي حال حصل عدوان صهيوني على سوريا، أي أن هذه الانفراجات هي ناتج إيجابي حصل بعد طرد قوى الإرهاب من الجنوب السوري وهي تسبب الغصة والندم في حلق الصهيوني.
– برأيك هل من الممكن أن تعود الجولان للسيادة السورية في الوقت الحالي؟
عودة الجولان في الوقت الحالي مرهونة بإنهاء الحرب على الإرهاب في سورية وباستمرار صمود أهالي الجولان ورفضهم سلطات الاحتلال الصهيوني، لكن يبقى احتمال أنه في حال تطور الصراع والعدوان على سوريا بمنحى آخر فإن الجولان ستكون هي والجليل الأعلى ساحة حرب وانتصار وذلك بغض النظر عن المرحلة التي قطعناها في الحرب على الإرهاب، فالحرب أولويات.
– على ماذا يعتمد الحل السلمي أو الحل الحربي في مسألة الجولان؟
الحل السلمي تمت تجربته منذ مؤتمر مدريد وفشل، وكذلك فشل الاستسلام والتطبيع في إقرار العدو الصهيوني في حق العرب في أراضيهم المحتلة، لذلك يتبقى الحل العسكري والمقاومة وهو الطريق الوحيد لاستعادة هذه الأراضي والحقوق.
– ما سر التخوف الإسرائيلي من حكومة بشار الأسد وإيران؟
أولًا هي ليست حكومة بشار الأسد بل هي حكومة الجمهورية العربية السورية التي يرأسها الرئيس بشار الأسد، وببساطة فإن محور المقاومة هو الوحيد الآن المعني بمحاربة هذا الكيان الذي اغتصب الأراضي ومستمر في سياسة العدوانية ورافض للسلام العادل، ويضاف لذلك أن دول محور المقاومة تطور مجتمعاتها وقدراتها الدفاعية وترفض الرضوخ للهيمنة الأمريكية وتدافع عن السيادة الوطنية والتي تتعارض كلية مع شروط المحتل الصهيوني
– ما الدور الحساس للجولان بالنسبة لأمن الكيان الصهيوني الذي تحدث عنه مندوب تل أبيب؟
الجولان ذات أهمية اقتصادية كبيرة من زراعة ومصادر مياه وثروات معدنية وله أهمية عسكرية تتعلق بلبنان وسورية معًا وزادت حساسية الجولان بعد التنسيق الكبير بين حزب الله والجيش العربي السوري في المنطقة لأن جبهة المواجهة البرية والبشرية توسعت بعد محاربة الإرهاب في تلك المنطقة من سورية.
– لماذا تصر القيادة السياسية الأمريكية على السير عكس الاتجاه في قضية “الجولان” السورية؟
هذه طبيعة الولايات المتحدة الأمريكية فهي الداعمة دائمًا لمصالح الكيان الصهيوني فلا غرابة في الموقف.
– ما مغزى تصريحات الدكتور الجعفري الذي أكد فيه أن “الجولان فقد أهميته الاستراتيجية والعسكرية”؟
يفهم بطريقة واحدة هو أن ميزان القوى قد تبدل لمصلحة المقاومة والجيش العربي السوري فالوضع وفق المعاهدات الدولية قبل الحرب على سورية كان يتماشى مع إرادات رعاة السلام، أما الآن بعد الخروقات الصهيونية الواضحة ورعايتها للإرهاب بات ميزان القوى مختلفًا وباتت هذه الجبهة منتظرة لأوامر أخرى من قبل القيادة السورية في حال سارت الأحداث بوتيرة مختلفة
– ما مدى صدق تهديدات الحكومة السورية بخيار “الحرب” إن لم يعد الجولان سلميا؟
هي ليست تهديدات هي نهج منطلق من حق في أرض محتلة يجب استردادها، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني كي يتوقف عن دعم المخطط الإرهابي وإخبار بما هو آت لجهة تحرير الأرض عسكريًا إن لم يرضخ العدو للحل السلمي.
– ما وقع هذا الخيار على الشارع السوري والشارع المصري بشكل عام كون مصر كانت شريكة النصر في حرب 73؟
فيما لو وقع الخيار العسكري في الحرب على إسرائيل، فكلا الشعبين لن يتأخرا في القتال جنبًا إلى جنب.
– هل من الممكن أن تحدث تحركات دبلوماسية مصرية لاحتواء أزمة “الجولان”؟
لا أعتقد بسبب رفض الجانب الصهيوني الفكرة برمتها، بل هو يسعى لمزيد من تكريس الاحتلال.
– هل هناك تلاقٍ في وجهات النظر السورية– المصرية نحو قضية “الجولان”؟
أعتقد ذلك، فمن المستحيل على أي نظام عربي أو أجنبي أن يوافق على شرعنة الاحتلال، ماعدا أمريكا التي تشرعن أي احتلال صهيوني.
روز اليوسف