كتاب الموقع

كتبت ليندا حمورة | عندما تصبح العمالة وجهة نظر !

ليندا حمورة | كاتبة وباحثة لبنانية

عندما تصبح العمالة وجهة نظر !
بحياتي ما حسّيت إنو عندي وطن حر مستقل، كل عمري عايشة بدولة محتلة، بس الاحتلال ما كان دايمًا دبّابات وجنود، أحيانًا بيكون بوجوه مأجورة، بعيون بتلمع بخيانة، بأيادي ممدودة للعدو، بظهور استدارت عن الحقيقة وطعنتها. الاحتلال ما بيكون بس من الخارج، المصيبة الأكبر لما يجيك من الداخل، لما يصير ابن البلد شريك عدونا، لما تصير الخيانة وجهة نظر وبيع الأرض وجه من وجوه “الحرية”.
عدونا واضح ومعروف، “إسرائيل” بكل إرهابها وجرائمها، بس المصيبة اليوم باللي عايشين بينّا وبيحملوا رايتها، اللي واقفين مع العدو ضد أهلهم، ضد أرضهم، ضد كرامتهم. لبنان عمره ما كان مهدد بتنوعه، لا طوائفه ولا أحزابه ولا تياراته كانت المشكلة، بالعكس، كان دايمًا غني بتعدد ألوانه، بس اليوم صار مشوّه، صار في بقلبه خلايا سرطانية عم تكبر وعم تحاول تدمّره من الداخل، عملاء واضحين أكتر من الشمس، عمالتهم مش مجرد شكوك، صارت حقائق مفضوحة ما بقى في مجال للسكوت عنها.
لوين رايحين بهالمسار؟ لجيل جديد من “جيش لحد”؟ لجوقة جديدة من الطابور الخامس اللي عم يفتح الطريق للعدو؟ بأي منطق صهيوني بتبرروا عمالتكم وبتحكوا عن “بناء الوطن”؟ بأي عين بتواجهوا أهل الشهداء وبتحكوا عن السيادة؟
المشكلة مش سياسية ولا حتى أمنية، المشكلة أعمق، المشكلة مرض مستشري اسمه “الحقد”، حقد دفين على المقاومة، على الكرامة، على الشرف، حقد عم ينهش أصحاب العقول الفارغة والقلوب السوداء.

السؤال الوحيد اللي لازم يُسأل: مين بدو ينقذ لبنان من مرضى الحقد؟
صباحكم حقيقة واضحة مثل نور الشمس
٩

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى