كتب ميخائيل عوض | يا حيف … سورية وشعوب المقاومة تجوع والمحور ينتصر واوراسيا صاعدة.. اين السر؟ ومن المسؤول؟ 5
ميخائيل عوض | كاتب وباحث
جهينة لا تسكت عن حق ولا تحجب ما تعرف، فقبل عودتنا الى سورية وجوعها وازمتها تستوقفنا لتخبرنا ما في جعبتها لتفسير حالة ان الفصائل المقاومة في لبنان والعراق واليمن، اعتمدت قاعدة الشراكات والحفاظ على القائم وتوافقت مع الامريكي وادواته لإدارة الدول والمجتمعات ليس بسبب نقص في المعرفة او غياب الرؤية ودراسة التجارب التاريخية، انما هي تلتزم عقيدتها ومنطقها وتعمل بوحي اهدافها الاستراتيجية، ولا تعير كثيرا المسائل التكتيكية والجزئية الاهتمام. فعدم ادراج حزب الله مسالة الدولة والمجتمع والقضايا الاقتصادية والاجتماعية على جدول اعماله طيلة العقود الاربعة المنصرمة، ليس نقصا انما وعيا والتزاما بأهمية الوحدة الوطنية والاجتماعية ووحدة الطائفة وقاعدتها الاجتماعية، وعدم مشاركتها في الحصة الشيعية في الدولة واهدائها لحركة امل بقصد حماية بنيتها من الفساد ومثالب الدولة والمناصب والهدف الاساس تحشيد الجهد والقوة وتوفير شروطها لتامين التوازن والردع مع العدو، واكمال الاستعدادات تمهيدا لخوض الحرب الكبرى حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر وبتحقيق الغاية الكبرى تسقط الادوات الصغرى والمحلية للأمريكي والإسرائيلي وتحسم مسالة اي لبنان تريد المقاومة دون الدخول بصراعات وحروب اهلية ومحلية، فيكفي الشعب اللبناني ما عاناه من الحروب.
وفي العراق فالفصائل ليست متعففه عن الحكم والحسم مع الامريكي وادواته، انما المصلحة الاسلامية تقتضي التعايش والتحاص والشراكة مع الامريكي وادواته وتفويضه بادارة العراق والاقتصاد الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا وتتأمن فرصة وبيئات بناء الجمهورية الاسلامية الرديفة للجمهورية الام في ايران.
اما في اليمن فيطول الشرح ولا ضرر او ضرار من حقبة طويلة من الفوضى ومن انتاج نظام تحاصص طائفي ومذهبي ومناطقي جهوي يتمكن عبره الحوثيين من الفاعلية والقدرة على التعطيل حنى يكون فرجا من عند الله.
تحسم جهينة الامر وتكشف عن سر ال ان، بخلاصتها الذهبية؛ فالفصائل الشيعية في محور المقاومة تأسست وتأصلت على مبادى تأسيس استراتيجية عميقة، في اولها الزحف الى القدس والجمهورية الاسلامية وتامين السبل لظهور المهدي، فلا خلاص للامة والشعوب الا بالظهور الشريف، وجيوش المقاومة واسلحتها هي جيشه يوم الظهور….
هي الحقائق والامور السياسية الاستهدافات والمشاريع الرؤيوية والقيم والمبادئ والمصالح حاكمة وتقرر وليس الظروف والتحولات التكتيكية والجارية، فلا باس ولا يعني ابدا بحسب جهينة ان فصائل المقاومة وايران لهم مصالح وسياسات متعارضة مع حاجات وحقوق الشعوب ولا مع الهويات القومية والوطنية للعرب والمسلمين فالمشروع الاسلامي والولائي يحقق ويحتوي الهويات المؤسسة والمحلية والتاريخية.
وبحسب قواعد السياسة والقيم والمبادئ، كما عند اليمينيين والرأسمالين واليساريين والماركسيين تجب القضايا الكبرى القضايا والحاجات الصغرى، والخطوات التكتيكية لا بد ان تنضبط وتتساوق مع الاهداف الكبرى والاستراتيجية…
ربما هنا يبدو الافتراق والتباين بين ما هي عليه سورية وحاجاتها ومشروعها وما هي عليه فصائل المقاومة وايران، وهكذا يمكن تفسير ان ايران والفصائل اندفعت بكل قوتها للمشاركة في سورية ولحمايتها ومنع سقوطها وفي ذات الوقت رغبت وعملت على اطالة الحرب ما امكن، وسعت وفاوضت وتأملت بإنتاج دستور محاصص لسورية، وبذلت الجهد لمحاولة انتاج توليفة ومصالحة بين الاخوان والبعث يتم بموجبها تحاص وتقاسم للسلطة والنفوذ. وكان لسورية موقفا حازما رافضا قاطعا تماما كما كان موقف الرئيس عندما عرضت عليه الاموال وتامين السلطة في سورية ان ابتعدت عن ايران وحزب الله…
اذن؛ هذه هي سورية وقيمها، وهكذا تجري التحالفات، والتوافقات، وهكذا تختلف الآراء والمصالح والمشاريع حتى في الدولة والحزب والفصيل الواحد فكيف بين دولتين وامتين وشعوب….
ولهذا تعمل ايران على تامين حزب الله بالمشتقات والاموال وتتبرع بالفيول لتشغيل معامل الكهرباء وتتبرع ببناء معامل للطاقة وتزويد لبنان بالكهرباء الايرانية وتحجبها عن سورية الاقرب والاهم في المحور وتقد للحزب ما يطلب او يحتاج لتامين القاعدة الاجتماعية والحلفاء دون حساب او تحسب، وتعبر السفن ولو ادت الى حرب، وبمنطق التحالفات بين الدول تطالب سورية بضمانات لاستيفاء ما قدمت من اموال ومواد وستجد الف ذريعة للامتناع عن تلبية حاجات سورية عند طلبها ولو للضرورة. وفي الشأن الروسي يحكى الكثير والاهم ان روسيا اليوم ليست ولن تكون الاتحاد السوفيتي وعقيديته ولن تقدم مجانا ولن تبذل او تسعى الا لتحقيق مصالحها وغاياتها ومشاريعها هي وبالقدر التي تطابق الاخرين يكون الجهد والعمل لأهداف مشتركة ولغايات روسية اولا … انه منطق الحياة ومبدا جوهري في السياسة والتحالفات…..
تنهي جهينة كلامها بالنصيحة؛ فما حك جلدك ابدا مثل ظفرك فقم انت بجميع امرك…
…./يتبع
غدا؛ هل تنفجر العلاقات بين سورية وايران والمحور… ولما لا تستطيع سورية حك جلدها بظفرها…