كتب كمال ذبيان | مُخيّم عين الحلوة ينتظر لجنة التحقيق التي استجمعت المعلومات تفاؤل بعملها وتشكيك بالوصول الى الحقيقة… و “الإسلاميّون” لن يسلّموا مطلوبين
كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
ينتظر الفلسطينيون خصوصاً، واللبنانيون عموماً، تقرير لجنة التحقيق باحداث مخيم عين الحلوة التي حصلت قبل نحو اسبوعين، وسقط فيها 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتدمير واسع في المنازل والممتلكات.ولم تعط اللجنة مهلة لتقديم تقريرها، والتي شكلتها “هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك”، اثر وقوع الاشتباكات والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومراقبته وتثبيته من قبل الهيئة، التي تضم كل الفصائل الفلسطينية من منظمة التحرير وتحالف الفصائل والجماعات الاسلامية، اذ تتوقع مصادر قيادية فلسطينية، ان تنجز لجنة التحقيق تقريرها خلال يومين، بعد ان استمعت الى كل من وردت اسماؤهم في التسبب بالحوادث الدامية، والتي بدأت بمقتل عبد فرهود من “الشباب المسلم”، والمتهم بالجريمة العضو في “فتح” علي زبيدات وشريكه الملقب بـ “الصومالي”، اضافة الى الاشخاص الذين ترددت اسماءهم بانهم متورطون بمقتل مسؤول “الامن الوطني” ابو اشرف العرموشي، حيث توجه حركة “فتح” الاتهام الى مجموعة بلال بدر بمساندة “جند الشام” و “عصبة الانصار” و “الشباب المسلم”.
لذلك، فان الوضع داخل مخيم عين الحلوة متوقف على تقرير لجنة التحقيق، التي عليها ان تكشف المسببين للاشتباكات، اذ يكشف امين سر حركة “فتح” في بيروت سمير ابو عفش لـ “الديار” بان تنظيمه ملتزم بما يصدر عن لجنة التحقيق، واذا كان لاي عنصر من “فتح” علاقة ومسؤولية امنية، فانها مستعدة لتسليمه الى السلطة اللبنانية، وقد سعى اللواء العرموشي الى ذلك لتسليم زبيدات، لكن تم اغتياله علنا من قبل عناصر معروفين عن انتماءهم التنظيمي، ونأمل من جميع الفصائل الاخذ بما تقرره لجنة التحقيق، التي لا يجب ان يطول عملها.
وكانت جميع الفصائل تعهدت من خلال “هيئة العمل”، بان تسلم اي مرتكب الى السلطة اللبنانية، لمنع تجدد الاشتباكات التي، وبحسب ابو عفش، باتت لها بعد دولي بعد بيان وزارة الخارجية الاميركية غير المسبوق حول اشتباكات المخيم، وهذا مؤشر الى ان ثمة تدخلا خارجيا في هذه الاحداث، التي بسببها اصدرت سفارات دول خليجية كالسعودية والامارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين، بيانات تحذر رعاياها من البقاء في لبنان او السفر اليه واخذ الحيطة والحذر، وهذا يكشف بان الهدف هو المخيم، الذي تحاول الجماعات التكفيرية السيطرة عليه.
وفي هذا الاطار، فان مصادر فلسطينية تشير وفق المعلومات، الى ان “القوى الاسلامية المتطرفة” لن تسلم مطلوبين منها، وهذا هو سلوكها منذ ثلاثة عقود واكثر، وتعطي امثلة عن احمد السعدي (ابو محجن)، المحكوم بقرار قضائي باغتيال القضاة الاربعة على قوس المحكمة في قصر العدل في صيدا، اضافة الى بلال بدر الذي توجد في حقه عشرات مذكرات التوقيف باعمال قتل والتسبب بمعارك عسكرية، وفق المصادر، التي تشكك بان لجنة التحقيق ستتوصل الى وضع تقرير فيه كل الحقائق، لان بذلك سيتم تسليم عشرات من الاشخاص، ومنهم قيادات بارزة في فصائل فلسطينية الى السلطة اللبنانية، كما حصل بعد اشتباكات مخيم نهر البارد وجرود الضنية وعرسال الخ…