كتب د . حسن احمد حسن | يوم القدس العالمي
الدكتور حسن احمد حسن | متخصص في الجيوبوليتيك
يوم القدس العالمي هو جوهرة عقد الإنجازات المتجددة والمتمددة للثورة الإسلامية بقيادة سماحة روح الله الموسوي الإمام الخميني قدس سره، ويكفي إيران فخراً أنها أهدت المسلمين وأنصار الحق والإنسانية المقدمة المضمونة لانطلاق قطار الحفاظ على المقدسات ونصرة المظلومين، فالكيان الإسرائيلي ما عرف انحساراً قط إلا بعد الإعلان رسمياً عن يوم القدس العالمي، و أتوقف هنا التوقف عند بعض العناوين الرئيسة ومنها:
أولاً: اعتماد الجمعة الأخيرة من كل رمضان يوماً عالمياً للقدس يعني تحديد البوصلة السياسية والدينية لإيران الثورة، وهذا يتجاوز بدلالاته الوقوف في وجه الظالم وداعميه، والانتصار للقضية الفلسطينية.
ثانياً: سقوط الوصاية الأمريكية يعد الثمرة الأشهى التي يتجهز العالم أجمع لنضجها، والإعلان عن يوم القدس العالمي في أول انطلاقته هو الزهرة التي شكلت هذه الثمرة، ولا تستطيع واشنطن نكران هذه الحقيقة، لأن الصفعة الأشد التي تلقتها كانت بفرض النديّة الإيرانية منذ فجر الثورة، وها هو العالم اليوم بعد أكثر من أربعة عقود يعد نفسه ليحذو حذو إيران الثورة.
ثالثاً: ليوم القدس العالمي هذا العام نكهة خاصة ممزوجة بانزياحات جيوبولتيكية لا يمكن تجاهلها، ومنها:
1- على الساحة الفلسطينية: دخول عرب 48ركناً أساسياً وفاعلاً من أركان المقاومة الواثقة المقتدرة والمصممة على استعادة الحقوق مهما بلغت التضحيات.
2- تواصل ساحات محور المقاومة وترابط جبهاته.
3- تعثر جوهري يعترض مسيرة التطبيع مع الكيان الغاصب بحلتيها التقليدية والإبراهيمية، وبالمقابل بدء خروج دول المنطقة من تحت العباءة الأمريكية، وانطلاق مسيرة تسوية الأوضاع وإعادة العلاقات مع كل من إيران وسورية، وهذا سيترك أثره المباشر على جميع ملفات المنطقة.
4- تآكل الردع الإسرائيلي، وازدياد عوامل الإفناء الذاتي والتشظي عمودياً وأفقياً.
5- انحسار النفوذ الأمريكي أمام الصعود الروسي عسكرياً والصيني اقتصادياً.
6- ازدياد التململ الأوربي من الصلف الصهيو ـ أمريكي والأيام القريبة القادمة قد تكون حبلى بالكثير من المبشرات.
7- من المهم جداً أن يكون إحياء يوم القدس هذا العام متناسباً وعظمة الآثار التي تكونت تحت راية يوم القدس العالمي.
8- اليقين مطلق بأن دماء الشهداء الأبرار، وفي مقدمتهم جنرال شهداء المقاومة الحاج قاسم سليماني ستزهر وتثمر، وسيخرج اليانكي الأمريكي من المنطقة صاغراً، ومآل الكيان السرطاني إلى زوال قريب إن شاء الله. …..
والسلام عليكم