كتبت د . نازك بدير | المسيّرات وحدها لا تكفي

الدكتورة نازك بدير | كاتبة وباحثة سياسية لبنانية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2017 إنّ” من سيقود الذكاء الاصطناعي، سيحكم العالم”. وردت هذه المقولة في خلال كلمة ألقاها أمام أكثر من مليون طالب في مدينة ياروسلافل شمال شرق روسيا بمناسبة بداية العام الدراسي. وحذّر من مخاطر استعماله، منبّهًا أنّ مَن سيمتلكه، سيكون هو حاكم العالم. بعد خمس سنوات على هذه الكلمة، يزداد تنافس الدول فيما بينها على ضخّ الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بغية تحقيق المزيد من الأهداف سياسيّة كانت أم اقتصاديّة أم علميّة.

المستقبل للذكاء الاصطناعي الذي سيغيّر وجه العالم، وكذلك نتائج الصراع في المنطقة. تحت هذا العنوان يندرج السعي الحثيث إلى تطوير الطائرات المسيّرة التي تعدّ من الأدوات النّاجعة

في جمْع المعلومات وتوجيه الضربات الخاطفة والمفصليّة التي أدّت إلى تغيير المعادلات، كما استخدِمت في عمليّات التصفية والاغتيالات. أمام التقدّم المستمر في طائرات الدرون، وتطوّر عمليّاتها الهجومية، وجدت الدول نفسها بحاجة إلى إيجاد منظومات دفاع جوي فعّالة ضدها؛

وقد أعلنت دبي عن استخدام” طائرة الردع الجمركي” من دون طيّار لتغيير إجراءات التفتيش على السفن الشراعية التقليدية الخشبيّة.

وعرضت شركة أفتوماتيكا الروسيّة أنظمة مضادّة للطائرات المسيّرة، منها نظام كوبول الذي يتميّز بالقدرة على إنشاء مجال تشويش قامع لإشارات الراديو على شكل نصف كرة، لا يمكن اختراقه من قبل الطائرات المسيّرة. أما نظام بيسشال-برو، فهو نظام تشويش كهرومغناطيسي محمول، ولديه القدرة على تعطيل روابط البيانات والتحكّم والملاحة للطائرات المسيّرة في إطار الموقع الذي يتمّ استخدامه بها.  وكما ذكر المدير العام لشركة “أفتوماتيكا” التابعة لمؤسسة” روستيخ” الحكومية، فلاديمير كابانوف، فإنّ منظومة روبيج أفتاميكا قادرة على العمل بشكل يدوي أو بشكل آليّ، وتتغلّب من حيث الخصائص التقنية على كثير من الأنظمة المنافسة، من حيث الحجم والأبعاد، وكذلك في ما يتعلّق بسهولة الاستخدام. وتتميّز هذه المنظومة بقدرتها على صدّ الطائرات المسيّرة، لكنّها لا تُسقط الطائرات من دون طيّار، بل تمنعها من تنفيذ أهدافها، ومهمّتها هي حماية الهدف، ومنع الطائرة من الوصول إليه.

في الختام، من الصعوبة بمكان أن ننجو من فضاء الذكاء الاصطناعي، خطوات متسارعة في كلّ الاتجاهات تشدّنا نحوه، اللغة لغته، والأدوات أدواته.

لا يمكن أن تبقى الأعين على المسيّرات وحدها لخوض المستقبل.