لماذا تقوم إسلام آباد بتزويد أوكرانيا بالسلاح؟
تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير سكوسيريف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول الظروف التي تدفع باكستان إلى تسليح أوكرانيا.
وجاء في المقال: في نزاعها العسكري مع روسيا، تتلقى أوكرانيا ذخيرة وأسلحة من الولايات المتحدة وحلفائها. ولكن، من الغريب أن باكستان أصبحت أيضًا مورِّدًا لكييف. ذكرت الصحافة، نقلاً عن خطابات نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، أن أوكرانيا استهلكت بالكامل، تقريبًا، ذخيرة المدفعية التي كانت لديها من الحقبة السوفيتية. والمساعدة الغربية ليست كافية. وتنتج شركات المجمّع الصناعي العسكري الباكستاني قذائف للأسلحة ذات الطراز السوفيتي التي تلبي معايير الناتو.
وكتبت صحيفة “إيكونوميك تايمز” الهندية أن إسلام أباد تستفيد من العمليات العسكرية في أوكرانيا. كما أنها تعزز التفاعل مع الدول المجاورة لأوكرانيا. وهذه ليست صفقة أحادية الاتجاه. فقد طلبت باكستان من أوكرانيا المساعدة في صيانة وإصلاح محركات طائرات الهليكوبتر Mi-17 التي تنتجها شركة Motor Sich الأوكرانية.
فما الآثار التي يمكن أن تترتب على تعاون باكستان المتزايد مع أوكرانيا، خاصة وأن باكستان عضو في منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم روسيا والصين والهند؟
في الإجابة عن هذا السؤال، قالت رئيسة مركز الدراسات الهندية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية تاتيانا شاوميان، لـ “نيزافيسيمايا غازيتا”: “من غير المستبعد أن الصحافة الهندية تبالغ في حجم الإمدادات الباكستانية. من ناحية أخرى، بالنظر إلى أن كييف شكرت إسلام أباد على دعمها، فإن تريد من أفعالها إرضاء الجمهور الغربي. في الوقت نفسه، فإن دعم باكستان لن ينفع كثيرا في تخفيف الوضع بالنسبة لأوكرانيا”.
أما الخبيرة بالشؤون الباكستانية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ناتاليا زامارايفا، فعبّرت عن وجهة نظر مختلفة لـ “نيزافيسيمايا غازيتا”. فبحسبها، “لا تعارض الحكومة الباكستانية بشدة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. بل هي عبرت عن رغبتها في شراء الحبوب ومنتجات الطاقة من روسيا. لكن بسبب الخوف من العقوبات الأمريكية، لم تتحقق الإمدادات الروسية. كما تم تأجيل مشروع بناء خط أنابيب غاز بمشاركة روسيا من ميناء كراتشي إلى بيشاور. بالنسبة لباكستان، فإن الخطر الرئيس الآن هو غزو طالبان من أفغانستان. وهنا تتلقى إسلام أباد مساعدة من واشنطن”.