كتب محمود بري | على عجالة..
محمود بري | كاتب وباحث لبناني
قبل أن تعلن وزارة الداخلية النتائج الرسمية التي سيجري اعتمادها للانتخابات النيابية، استعجل أصحاب الرؤوس الحامية في إطلاق مواقفهم وإعلان شروطهم. ظهر هذا على الشاشات وهو يحتفل مع زوجته “على الهواء مباشرة”، ويبشّر سلفاً برفضه ترشيح النائب المنتخب بأعلى رقم في تا ريخ الجمهورية، لرئاسةالمجلس النيابي. أما الآخر فهبّ يعلن باستعلاء مُنفّر رفضه تسمية ولا تأييد ابن مدينته لرئاسة الحكومة… متنكباً أمل إبليس بالجنّة.. كأنما النتائج الأولية للدورة الإنتخابية التي لم تكتمل، فتحت لهؤلاء الفائزين فرصة ينتظرونها في إعادة تشكيل البلد وترتيب العالم حسب مقتضيات رغباتهم وأوهامهم.
إلا ان السباق الحقيقي لم يكن بين رغبات هؤلاء وحقائق الأمور بقدر ما كان بينهم وأوهامهم. فهم استعجلوا بناء قصورهم الرملية على شواطئ لم تكن أمواجها قد هدأت ولا استكانت، فإذا ببنيانهم ينهار في ساعةالحقيقة ويتآكله زبد الموج ويتحلل آثار أقدام على صفحات الشطآن. وبفعل كأنه السحر راحت الأرقام تتبدّل ورايات الاحتفال تنتقل من طرف إلى طرف. وبينما كان قائد القوات اللبنانية يسحب كتفيه من حضن زوجته بعد أن استعجل الاحتفال، جاءته الضربة التالية من وسط مدينته التي كان يتوهم انه طوّبها وامتلك ناصيتها، فإذا بها تخرج من بين أصابعه… ولصالح خصمه الأول والأمرّ… فكانت ضربة بمائة ضربة، انقلبت معها الأكثريةمن كفته الى الكفة المنافسة.
ومن ناحيته فإن الطرابلسي الآتي من ظلمات الأجهزة الأمنية، اكتشف متأخرا (كعادته) انه مهزوم على الرغم من فوز الأرقام في حسابه المصرفي.
يبقى نبيه بري الحصرمة في عيون كل أخصامه… وهم يتبارون في محاولة النيل منه. وعلى ما روى الراوي…فهو ينام ملء جفونه عن شواردها/ ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ