كتب د . محمد رقية | الى متى التهاون مع الغرب أيها الروس ؟
الدكتور محمد رقية | باحث اكاديمي واستاذ جامعي
روسيا أكبر دولة مساحة في العالم ‘ أكثر من ١٧ مليون كم٢ ، بينما كل أوروبا لاتتجاوز مساحتها بدون الجزء الأوروبي من روسيا 6. 13 مليون كم٢ اي حولي 36 ٪ من مساحة روسيا . منها 603 الف كم2 لأوكرانيا ذاتها وهي أكبرها جميعا” .
وسكانها أكثر من 150 مليون نسمة أي ضعف سكان أكبر دولة أوروبية وهي المانيا .
وهي أكبر مورد للطاقة في العالم من غاز ونفط وفحم.
وكل معادن الأرض موجودة فيها وأعرف الكثير من هذه المعادن على أرض الواقع من خلال تواجدي ل٦ سنوات متواصلة هناك و٢٥ سنة بشكل متقطع .
وهي اذ تبدأ بالالماس والذهب ، تستمر في الحديد والنحاس والرصاص والتوتياء والألمنيوم والنيكل وكل المعادن السوداء والملونة لتصل الى المعادن الترابية النادرة بما فيها مجموعة البلاتين وأهمها عنصر البالاديوم الهام جدا” والذي يصدر بكثرة ، وتدخل هذه المعادن في كل الصناعات الاستراتيجية والالكترونية والفضائية والصواريخ والسيارات والسفن وغيرها .
كما أن روسيا هي مورد أساسي للحياة في العالم من قمح وشعير ومختلف أنواع الحبوب والبقوليات والزيوت والأسمدة والأخشاب والأسماك بأنواعها .
وهي أكبر دولة نووية في العالم
وتستطيع الاعتماد على نفسها في كل شيء . والعالم كله يحتاجها وهي يمكن أن تشكل اكتفاء ذاتي لنفسها بعكس الآخرين .
فلماذا كل هذا التهاون مع دول حلف الناتو بما فيها الدول الصغيرة التي تتطاول عليكم يوميا” ، والتي بعضها بضغطة زر تصبح في خبر كان ، كبولونيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ومولدافيا وأوروبا الشرقية كلها.
اقطعوا عنهم كل شيء واجعلوا الروبل عملة عالمية ليعلموا أن الله حق.
فكن أنت المبادر أيها الروسي وأوقفهم على رجل ونصف .
كفاهم نفاقاً وكذباً وافتراء على أمم الأرض وشعوبها .
البارحة ضربوا موسكافا ومنعوا الموانئ البحرية عنكم والأجواء والمصارف وأوقفوا وسائلكم الاعلامية ، ثم من منظمة حقوق الانسان ، وربما غداً الطاقة الذرية وبعد غد الكيميائية وأخيراً ربما مجلس الأمن . ثم ضربكم في العمق .
ماذا تنتظرون ؟ العالم معظمه معكم .
وأطرح هنا بعض الأفكار كإنسان عايش الحرب العدوانية على سورية لمدة 11 عام بكل أبعادها وأعرف روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق جيدا” ، وأتابع وأراقب الأحداث من بعيد والتي أراها بشكل شمولي أكثر من الواقع في المعمعة . علها تفيد .
1- كونوا أنتم المبادرين بقطع موارد الطاقة وكل الصادرات الأخرى عن دول الناتو لكي تجعلوهم في حيص بيص ويغيروا سياساتهم تجاهكم ، ولا تتركوا لهم حرية ايقاف هذه الموارد عندما تكون الظروف ملائمة لهم وعندها لن ينفع الندم .
وينطبق هذا الأمر في المجال الدبلوماسي أيضا”
2- أدبوا رأس الأفعى في أوروبا ورؤوسها الحامية في لندن والتي هي أس مصائب العالم. والتي لاتشكل سوى جزيرة صغيرة بالنسبة لجزركم المترامية الأطراف
3- لا تتركوا مطارا” ولا ميناء” واحدا” قابل للاستخدام في اوكرانيا ولا تتركوا مجالات أوديسا مفتوحة مهما تكن الأسباب.
4- لا تسمحوا بزيارات الغرب للمسؤولين الأوكران مهما تكن الأسباب بضرب البنية التحتية والعوامل اللوجستية المساعدة لمثل هذه الزيارات
5- لا تتركوا زيلينسكي الفاشي المهرج المهووس ولا قيادته العسكرية النازية أحرار في تحركاتهم واتصالاتهم وفبركاتهم
6- لا تسمحوا باستخدام أي قطعة سلاح يرسلها الغرب لأوكرانيا ، بل يجب تدميرها قبل محاولة استخدامها وهذا يعتمد على المتابعة اللحظية لدخول هذه الأسلحة
7- اجعلوا الشعوب السلافية معكم في التحرك ضد هذا الغرب المتوحش ، التي يجعلها ضدكم من خلال فبركاته وألاعيبه الاعلامية وهي أخطر نقطة يلعب عليها الغرب حاليا” ونجح فيها ، وهذه الشعوب هي بالأساس بيئتكم ومنكم .
8- استفيدوا من تجربة الحرب علينا في سورية ، فهذا الغرب الاستعماري لايتوانى عن تنفيذ أي شيء ضدكم عندما تحين الفرصة الملائمة لهم ، حتى لو استطاعوا منع الهواء عنا لمنعوه وسيفعلوا الشيء ذاته عندكم وما فعلوه معكم حتى الآن كفيل بتأكيد ذلك .
9- استفيدوا من أخطاء عام 2008 في جورجيا وعام 2014 في اوكرانيا ولا تراكموها
10- إن أمريكا هي الدولة الأكثر استفادة مما حصل حتى الآن، لاتجعلوها تهنأ . حركوا عليها الأوضاع في سورية والعراق ليتم دحرها من هناك ونحن نتوق لذلك .
11- الثعلب التركي أردوغان يلعب على كل الحبال وطمعه في أطراف بلدكم في اوكرانيا وآسيا الوسطى لايقل عن طمعه في سورية والعراق ، مجابهته المشتركة معكم مهمة في هذه الظروف لايقافه عند حدوده .
12- احسم معركتك بسرعة فالزمن البعيد قد لايكون في صالحكم
13- لا تهادنوا الكيان الصهيوني الزائل فمهادنته وبال عليكم وعلينا . والموقف الأخير لوزير الخارجية السيد لافروف يسير في الاتجاه الصحيح ويشكر عليه ويجب تعميقه.
14- لاتتبعوا المثل القائل عيني فيه وتفو عليه
بل طبقوا ( سأريكم العين الحمراء والكل من بعدي ).
فهل سنرى هكذا مواقف ، أم سنبقى نتعامل بالمهادنة وردود الأفعال ؟