كتاب الموقع
كتب مفيد سرحال | بعد احد عشر عاما.. سوريا المنتصرة ستوحد العرب والاسد زعيم العرب.
مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني
أحد عشر عاما وسوريا تصارع التنين، وتطفئ نيرانه بالدم الزكي وصمود جيشها العقائدي الاسطوري وعبقرية قيادتها الفذة المهابة وثبات شعبها الصابر المطحون معيشيا بحصار دولي جائر ظالم من رأس الارهاب العالمي المتمثل بامريكا واعوانها..امريكا ناهبة نفط وغاز وقمح سوريا وسالبة امن واستقرار الشعب السوري من خلال مؤامرة كبرى وحرب ضروس طاحنة غذاها المال الاسود وشارك فيها ما يزيد عن ثمانين دولة بغرض تغيير سوريا لا التغيير في سوريا كما زعمت دوائر الغرب الاستعماري لتغييبها عن الاقليم واسقاط دورها المحوري الوظيفي القومي الريادي اولا والمانع لتشليع الامة وتجزئتها خدمة للمشروع الصهيوني التوسعي والثاني مركزية دورها في الصراع مع الدولة اليهودية الزائلة من خلال دعمها واحتضانها لحركات المقاومة في المنطقة لاسيما العراق ولبنان وفلسطين ناهيك عن التمفصل التنسيقي التساندي الفاعل مع الجمهورية الاسلامية في ايران الذي اسهم في بلورة مشروع مواجهة معاكس أسس موضوعيا لقيام محور المقاومة الممتد من طهران الى بنت جبيل وحدود فلسطين . ان الحديث عن انتصار سوريا صار امرا واقعا لا ريب فيه رغم وجود بؤر ملتهبة واحتلال اميركي/ عصملي لمناطق في شمال وشرق سورية بات كنسه منها قريبا جدا طوعا او قسرا لا فرق . ان هذا الانتصار رغم اكلافه الباهظة الثمن في البشر والحجر غير انه اعاد لسوريا وهجها وحضورها الاقليمي العصي على التهميش ولقيادتها الفذة وعلى رأسها الدكتور بشار الاسد الحضور المعنوي والريادة القومية ما استدعى استجابة عربية للمتغيرات والوقائع المستجدة مقرونة بالندم وسؤ التقدير جراء الانغماس في لعبة تدمير سوريا دون الالتفات للتداعيات على الامن القومي العربي والقتل الممنهج لفكرة العروبة والمشروع القومي العربي من حيث كونه مشروعا انسانيا حضاريا لا يرمي الا للدفاع عن العرب في ارضهم واستعادة حقوقهم وتحقيق وحدتهم الشاملة. وبناء عليه ان استهداف سوريا على مدى عقد ويزيد هو في الصميم استهداف يقف خلفه المشروع الصهيوني الخبيث الذي ما انفك يُنوع الاساليب ويضاعف الجهود المحمومة لافراغ العروبة من محتواها الفكري وتصفية كل ما بقي منها على ساحة العمل السياسي من تطبيقات او آثار عالقة من امثال التضامن العربي والعمل العربي الموحد او الدفاع المشترك او المقاطعة العربية او غير ذلك من اشكال العمل القومي الموحد في مواجهة الاطماع والمخططات الصهيونية المعادية في الجنوب والعثمانية المتجددة في الشمال على وقع ايقاظ الاوهام التاريخية. وبين عصملية متحفزة واهمة على حساب العرب باسم السلطانية والسلطنة وصهيونية اجرامية شريرة تتنافى مع القيم والمبادئ الانسانية والاعراف والقوانين الدولية واستهدافها للاقطار العربية لاخضاعها لنفوذها الكامل والسيطرة عليها سيطرة تامة سياسياوعسكريا واقتصاديا بالتوازي مع غزو العقل العربي اعلاميا وثقافيا لتشويش مفاهيمه وزعزعة بنائه المرتكز على الايمان بان العرب امة واحدة رغم ما هم فيه من تفكك وتجزئة وذلك بحكم ما يجمعهم ويوحد بينهم من اصل وتاريخ ولغة وثقافة ومصير مشترك. بالتالي بين فكي هذين الشرين كان استهداف سوريا مركز القرار القومي ورأس حربة الدفاع عن الهوية العربية وكل الذين اصابهم الضلال وتاهوا عن رؤية الصواب عادوا الى حضن الحقيقة وحصن العرب وما نشهده من انفتاح عربي وخليجي على وجه الخصوص تحديدا تلك الدول التي ناصبت سوريا العداء وشكلت الداعم للارهابيين على مدى سنوات الحرب العجاف لا شك اقرت ولو متأخرة بزيف المزاعم الملفقة بحق سوريا وقيادتها والترويج الصهيو اميركي عبر المؤسسات الدعائية لتلك الشعارات الفضفاضة المستولدة في كنف ثورات الربيع العربي أن الغاية الحقيقية منها تقويض دور سوريا كعقبة كأداء امام المشروع الصهيوني التوسعي لخلق مناخات الاستسلام والتطبيع والتفريط بالحق القومي والامعان في تمزيق الامة وادخالها في اتون الاحتراب المذهبي تبريرا للدولة اليهودية الزائفة الزائلة. بالتوازي أقر العالم الغربي ورأس الكنيسة الكاثوليكية ان تهجير المسيحيين من الشرق كشهود على ولادة السيد المسيح في بيت لحم في فلسطين العربية مخطط صهيوني لن يتحقق الا بتدمير سوريا العراقة والنموذج الانساني التفاعلي بين الديانات التي انطلق بولس الرسول من عاصمتها دمشق للتبشير بالمسيحية في العالم. كما ادرك العرب ان سقوط سوريا عامود خيمة الامة وركنها الاساس سيجعل من امة العرب ساحة مستباحة للصهينة والعثمنة وكل اوجه التدخل الخارجي واصحاب المصالح. ان صمود سوريا باقرار العرب وغيرهم ودعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين وضع حدا للصلف الصهيوني وادخل الصهاينة في دوامة من القلق الوجودي وضع الكيان على سكة الزوال المتدرج مشفوعا بهجرة يهودية معاكسة تقوض فكرة الاستيطان الاحلالي وهلع متعاظم من قدرة حزب الله ووعده الصادق بالتحرير الناجز للارض والمقدسات. ان انتصار سوريا وتضحيات وبطولات جيشها اتاح لروسيا العودة الى المسرح الدولي وها هي اليوم تكسر آخر حلقات وفصول الاحادية القطبية وغطرسة البيت الاسود من اوكرانيا بوابة البر والبحر الاسود بوابة المياه. وعليه ان قادم الايام سيشهد عودة العرب الى سوريا ،سوريا الضامن الوحيد للامن القومي العربي وما الزيارة التي قام بها سيادة الرئيس بشار الاسد الى الامارات العربية المتحدة سوى المؤشر والبداية كرد على الموقف الايجابي للامارات تجاه سوريا واعادة التواصل العلائقي الدبلوماسي والثقافي والاقتصادي وما رد فعل وزير الخارجية الاميركية بلينكن عن خيبة امله من هذه الزيارة سوى فاتحة خيبات الامل الاميركية المتدحرجة من اعادة الالتفاف الخليجي والعربي حول دمشق عاصمة الامة سيما وان دورا بارزا ومركزيا للرئيس بشار الاسد في حل القضية اليمنية ووضع حد لطاحونة الدم هناك بدأت طلائع ارهاصاته بالظهور من الكواليس والغرف المغلقة وسيشكل صفعة لاميركا تؤسس للم شعث العرب فيعاد توليف الجامعة العربية بصورة تتواءم ومصالح العرب الحيوية في ضؤ تشكل عالم جديد متعدد الاقطاب يطل برأسه من بوابة اوروبا الشرقية والصراع الغير مباشر في اوكرانيا بين الروس والاميركيين. ولا يغيب عن بال الجميع الدور الابرز في التقريب بين ايران والعرب الذي سيضطلع به الرئيس بشار الاسد على قاعدة مصالح العرب القومية وعلى اساس التساند لا التنابذ والافادة من الحضور الوازن للايرانيين في الاقليم كصديق مفترض لا كعدو تعمل وتسوق اميركا لشيطنته امعانا في تمزيق العرب والمسلمين لحرف الانظار عن عدو العرب الحقيقي اي اسرائيل ومشروعها التوسعي. كما لا يجب ان يغيب عن ذهن المتابعين والمراقبين ان سوريا وأدت مشروع عثمنة المنطقة العربية التي انطوت وانطلت عليها الثورات الملونة على حساب العروبة . باختصار ومن يعش يرى ان العام 2022 ستكرس خواتيمه الرئيس بشار الاسد زعيما عربيا لا بل زعيما لامة العرب ضامنا لوحدتها وكرامتها وحقوقها القومية وسيكون عام تحرير سوريا كل سوريا من الاحتلالات والارهاب لتعود واسطة العقد العربي ..وبعد لقد عيَّر الثعلب الاميركي اللبؤة :انما تلدين في عُمرِك شبلا واحدا .. قالت شبل واحد نعم لكنه أسد .