كتاب الموقع

كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم الحادي عشر

خاص موقع العهد الإخباري

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية

مواضيع العرض :

( أسباب بطء العملية الروسية – اتجاهات الهجوم الحالية  – اتجاهات الهجوم اللاحقة )

 أسباب بطء العملية الروسية :

على عكس ما كان متوقعاً من كثير من الخبراء بأن العملية العسكرية الروسية ستكون حاسمة وسريعة كانت توقعاتي منذ البداية ان العملية ستستغرق وقتاً ليس بالقصير لأسباب مختلفة سأوجزها بالنقاط التالية :

  • اطلاق مسمّى العملية الخاصة على المعارك وليس كما يُطلق عليها البعض مسميات محتلفة كالحرب الروسية – الأوكرانية والغزو الروسي لأوكرانيا وما الى ذلك من تسميات . والهدف من إطلاق العملية هو تحقيق أهداف محددة بكلفة منخفضة على الجيش الروسي والمدنيين الأوكران ، إضافة الى الأخذ بعين الإعتبار مجموعة من النتائج ترتبط بالحملات السياسية والإعلامية وحزمة العقوبات الواسعة التي ستُفرض على روسيا وهو ما كان محسوباً بدقة واعدّت له روسيا مجموعة من الإجراءات الإستباقية .
  • عدم رغبة القيادة الروسية بخوض معارك مباشرة داخل المدن الأوكرانية والإكتفاء بمحاصرتها وخصوصاً المدن الثلاث الأساسية التي تمثل الثقل الإستراتيجي للدولة وهي العاصمة كييف ومدينتي اوديسا وخاركوف لتجنب سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خشية استخدام المسألة في المعركة الإعلامية بشكل أكبر ممّا يحصل الآن .

اتجاهات الهجوم الحالية :

  • تحاول اكثر من جهة وصف ما يحصل في مسرح عمليات العملية الروسية بأن الهجوم تحوّل إلى سيناريو حرب الاستنزاف والعصابات من الجانب الأوكراني وهو ما يتجنبه الروس فتأخر حسم هذا الهجوم العسكري ، وهو في الحقيقة راي الخبراء والمتابعين المشاركين بالحملة الإعلامية المضادة الموجهة ضد روسيا ، في حين ان نتائج العمليات حتى اللحظة تشير الى تقدّم كبير وان العملية كما وصفها الرئيس بوتين نفسه تسير بحسب الجدول الزمني الموضوع لها وان ما تحقق ليس امراً بسيطاً ويمكن ايجازه ب :
  • سيطرة روسيا على مدينة خيرسون .
  • إحكام الحصار الروسي على مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية، التي تبدو آيلة إلى السقوط.
  • استمرار القتال العنيف في مدينة خاركوف، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الأوكراني ولكنها باتت محاطة بالقوات الروسية من ثلاثة اتجاهات .
  • استهداف غير مسبوق للعاصمة كييف ليلاً، مع اقتراب القوات الروسية منها حيث باتت القوات الروسية في اربين من الشمال الغربي على بعد 9 كلم لتحقق التماس مع العاصمة من هذا الجانب وعلى بعد 35 كلم من الشمال الشرقي والهدف هو تحقيق التماس مع ضاحية بروفاري الشرقية للعاصمة كييف .
  • بالموازاة مع معارك كييف وخاركوف تبدو معركة مدينة ماريوبول على وشك الحسم حيث تمت السيطرة على اثنين من احيائها الكبيرة علماً ان من يقاتل في هذه المدينة هو وحدات متطرفة تسمى بكتائب آزوف نسبة الى بحر آزوف .
  • على اتجاه آخر وعلى عكس ما كان متوقعاً فبدل ان تتوجه الوحدات الروسية نحو الغرب والجنوب الغربي من اتجاه مدينة ميكولاييف للإلتفاف على مدينة اوديسا أكملت هذه الوحدات سيرها باتجاه الشمال ووصلت الى مدينة باشتانكا على بعد 55 كلم من مدينة ميكولاييف شمالاً وهذا يدحض ما يقال عن بطء التقدم ويؤكد سرعة تحرك القوات الروسية والقدرة على المناورة غير المتوقعة . واستناداً الى هذه المناورة المستجدة التي تهدف الى توسيع بقعة السيطرة وتشتيت جهد الجيش الأوكراني بالإضافة الى ان القوات نفسها التي وصلت الى باشتانكا باتت اكثر قدرة عللى تنفيذ مناورة التفاف نحو نوفا اوديسا غرباً قبل التوجه مجدداً نحو اوديسا جنوبا .

اتجاهات الهجوم اللاحقة

  • من الواضح ان القوات الروسية تنفذ مناورة استراتيجية كبيرة تتضمن مجموعة من المناورات الهجومية المختلفة : جبهوية – التفاف – من اتجاهين – في العمق ، فالبنظر الى مناورة الإتجاه شمالاً يبدو الهدف الروسي واضحاً وهو شطر أوكرانيا الى شطرين من الشمال الى الجنوب وتنفيذ مجموعة من مناورات الإلتفاف والإطباق لوضع الشطر الشرقي من أوكرانيا بكامله داخل الطوق وجزءاً مهماً من غرب أوكرانيا كذلك ، وهو الأمر الذي يتطلب أسابيع وليس اياماً كما يعتقد البعض .
  • يبقى ان سرعة تقدم القوات الروسية مرهونة بحجم المقاومة الأوكرانية وطرق وأساليب المُدافعة وخصوصاً الإعاقات الناجمة عن الكمائن والتي باتت الوحدات الروسية اكثر قدرة ومرونة على التعامل معها لجهة تنفيذ مزيد من الإستطلاع الميداني والإستخباراتي قبل تقدم القوات للتقليل من حجم الإستهداف والخسائر .

 

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى