كتب د . نزار بوش | دعوة للصحوة…الغرب ليس حمامة سلام
الدكتور نزار بوش | استاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو للعلوم الإنسانية
لا شك أن الآلة الإعلامية الأمريكية استطاعت بكذبها أن تقلب رؤوس كثير من الأشخاص والعرب الذين يعيشون في أوروبا، ولم يعد هؤلاء يتذكرون ما فعلته آلة الحرب الأمريكية في العراق وسوريا وليبيا ويوغسلافيا وأفغانستان وفيتنام وغيرها من الدول، حيث دمر الجيش الأمريكي هذه الدول واستخدم أحدث الأسلحة ودمر ومحا مدنا من وجه الأرض.
هناك سوريون وعرب بدأوا يتفلسفوا وينتقدوا روسيا على قيامها بالعملية العسكرية الخاصة لدحر الطغمة النازية في أوكرانيا التي كانت ستصبح قاعدة عسكرية للناتو ولصواريخه النووية، لتنفيذ في المستقبل الضربة المفاجئة لروسيا وإنهاء الدولة الروسية..
أتمنى من هؤلاء الذين يشاهدون التلفزيونات الغربية، أن يتذكروا أن أمريكا ليست حمامة سلام والغرب ليس لديه أخلاق، لأن تاريخه مليء بالإجرام بحق الشعوب والدول، حتى وقتنا الحاضر، ولا حاجة لنعود بالذاكرة إلى التاريخ البعيد.
أتمنى من هؤلاء أن يجلسوا ويأكلوا ويعملوا ويتنعموا في بلاد الغرب وهذا حقهم، ولكن أقل ما يمكن أن يفكروا قليلا ويتذكروا أن هذا الغرب الذي يتغنون بأخلاقه المزيفة دمر بلادنا وأوطاننا وشرد شعوبنا، وكل ذلك تحت عنواين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والرأفة بالحيوان.
روسيا لم تغز دولا ولم تحتل دولا ولم تدمر شعوبا ولم تقصف مدنا، ولكن عندما يصبح خطر النازيين وحلف الناتو يقترب من أبواب موسكو، فنعدكم بأنها لن تتساهل مع من يهدد وجودها وإن اضطرت ستمحوه من وجه الأرض.
روسيا على مدى أكثر من عقدين وهي تمد يدها للغربين وتصفهم بالشركاء، بينما الغرب اعتبر ذلك ضعفا وتمادى إلى أن وصل به الأمر إلى الضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعها مع موسكو، وبدأ يضم دولة تلو الأخرى إلى حلف الناتو وينشر أسلحته الفتاكة على حدود روسيا، ولا يعتبر رأي موسكو مهما بل ويستهتر بطروحات موسكو.
والنتيجة أن هذا الغرب “”””المتحضر”””” لا يفهم لغة الدبلوماسية والاحترام، بل يفهم لغة القوة
اصحوا يا سوريين ويا عرب الذين تعيشون في الغرب، روسيا ليست عدوا ولا تفتت دولا، بل حررت أوروبا من النازية ولولا ذلك لما كنتم تعيشون في هذه البلدان اليوم، بل كانت النازية اليوم في بلادكم وأنتم عندها حطب…
هذا مختصر ورد على كثير ممن يعتبرون أن روسيا أخطأت باتخاذها هذه الخطوة اتجاه النازيين الحاكمين في أوكرانيا وليس ضد الشعب الأوكراني…