كتب حيّان نيّوف | حول خلفيات القرار الإماراتي بالعودة إلى تحالف العدوان على اليمن
حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
قرار عودة الإمارات للمشاركة مع قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن لم يكن عبثياً وان كان فيه ضرب من المغامرة الخطرة أثبتتها الضربات التي تلقتها الامارات على أيدي القوات الجوية والصاروخية اليمنية ..
العودة الإماراتية للمشاركة بالعدوان على اليمن أرادت لها الإمارات أن تكون قوية بما يكفي لاستفزاز اليمنيين ودفعهم للرد مهما بلغت قوة الرد اليمني ونتائجه ، كان ذلك واضحا من خلال الضربات الجوية العنيفة التي نفذها الطيران الإماراتي على المدن والمرافق العامة اليمنية في صنعاء والحديدة وشبوة وآخرها المجزرة التي راح ضحيتها ما يقارب 100 مدني بقصف على سجن الحديدة ..
والهدف الحقيقي للامارات من كل ذلك هو :
- إيجاد المبررات الكافية في الداخل وفي الإقليم لتمرير بعض الاتفاقيات الامنية والعسكرية مع الكيان الصهيوني وإقامة تحالف عسكري أمني معه بحجة حماية نفسها من الهجمات التي تتعرض لها من قبل الحو..ثيين ، بما يمكنها من استقدام منظومات رادارية وعسكرية إسرائيلية .
- وايضا تقديم مبررات تحتاجها ادارة بايدن للتصديق على صفقات تسليح للامارات عبر الكونغرس
وقد لاحظنا كيف أن الموقفين الأميركي والإسرائيلي ، كانا متفقين لجهة دعم الإمارات بكل السبل ، فالولايات المتحدة أعلنت عن نقل طائرات ومعدات للامارات ، وإسرائيل أعلنت عن وقوفها إلى جانب الإمارات وتسربت معلومات عن تزويدها برادارات إسرائيلية خاصة ..
ومن يستمع لحديث رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإماراتي “علي النعيمي” والذي يقوم بزيارة لتل أبيب وحديثه عن العلاقة مع إسرائيل ، والتي صرح خلالها بأن اتفاقات ابراهام لا يجب أن تقف عند حدود التحالف الأمني والعسكري بل أن تتعداه الى ما هو أبعد من ذلك على مستوى المنطقة ككل .. يدرك الهدف الحقيقي الإماراتي من جراء العودة إلى مشاركة السعودية في العدوان على اليمن ..
غير أن الحسابات الإماراتية قد لا تنطبق مع النتائج التي تسعى إليها ، فالحرب على اليمن ليست نزهة ، بل قد تنطوي على مغامرة كبرى تكلف الإمارات كثيرا ، مما لا تستطيع تحمله ، خاصة وأن إيقاف هذه الحرب ليس بيد الإمارات ، وأن إيران لن تقبل بوجود اسرائيلي عسكري على حدودها ، ومواقف صنعاء الأخيرة بدأت تتحدث عن شروط واسعة تتضمن خروج الإمارات من كامل التراب اليمني ، وأن الإمارات اصبحت إحدى ساحات المواجهة بين محور المقاومة والمحور الأمريكي في المنطقة ..
يشار إلى أن الإمارات كانت أوقفت طوال العامين الآخرين ضرباتها على اليمن وتركت السعودية لوحدها ، بالرغم من أن قواتها بقت موجودة في الجنوب وفي جزيرة سقطرى ..