الدفاع و الامنمرصد العدو
مواصفات طائرة التجسس الإسرائيلية “نحشون Oron”
في حرب لبنان عام 1982 كان اعتماد سلاح الجو الإسرائيلي على طائرات E-2C Hwakeye الأمريكية للانذار المبكر التي تحمل رادار AN/APS-145 بمدى 480-550كم كانت توجه مقاتلاته من فوق البحر المتوسط نجح العدو بإسقاط 90 مقاتلة سورية مقابل لا شيء لإسرائيل أو ربما 3-5 مقاتلات هناك جدل حول خسائره!!! وما إن تقادمت عمدت إسرائيل تصميم أواكس أخرى لتدخل الخدمة عام 1997م عرفت ب EL/M-2075 Phalcon وحاليا لا تلبي احتياجات سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة ولا تتناسب مع سياسته بالتفوق المطلق!
قامت شركة “IAI ELTA” الإسرائيلية عام 2005 بشراء خمسة طائرة خاصة أمريكية من طراز “Gulfstreem G-550” ومع حلول عام 2007 كانت شركة ELTA قد جهزتها بالتجهيزات الإلكترونية اللازمة لتنفيذ مهام الإستطلاع والإنذار المبكر.
انضمت طائرات ال “نحشون” الخمسة إلى سرب Squadrons -122 في قاعدة نيڤاتيم الجوية جنوب شرق بئر سبع و أصبحت جاهزة لتنفيذ مهامها بحلول عام 2008.
اختارت القوات الجوية الإسرائيلية هذا النوع من الطائرات كونها خفيفة وبسيطة وذات تكلفة منخفضة مقارنة بأنظمة الإنذار المبكر المحمولة على طائرات بوينغ العملاقة وبنفس الوقت ذات مواصفات فنية عالية مقارنةً مع حجمها حيث يصل مدى تحليقها الأقصى 12500 كم و سقف الارتفاع 13.5 كم وقدرة بقائية في الجو لا تقل عن 9 ساعات بشكل متواصل دون التزود بالوقود جواً.
*التجهيزات الإلكترونية:
النسخة نحشون-إيتام موجودة بعدد 2.
تعمل الطائرة بنظام الرادار EL/W-2085 من إنتاج شركة ELTA وهو نظام ثنائي النطاق أي تحمل أربعة رادارات اثنين على جانبي الطائرة يبثان بنطاق L من 1-2غيغاهرتز وفي أنف الطائرة و ذيلها رادارين بنطاق S من 2-4غيغاهرتز وتتم معالجة معلومات الرادارات الأربعة في كمبيوتر واحد لتظهر نتائج الكشف ك نتيجة موحدة على الشاشات داخل القمرة (تفيد ميزة النطاق الثنائي بقدرة كشف أوسع للأهداف باختلاف مقاطعها الرادارية RCS و صعوبة التشويش عليها)
يعمل الرادار بنمط المسح الإلكتروني و مصفوفة المسح الإلكتروني النشط تُختصر ب AESA مما يعني دقة عالية في الكشف وصعوبة التشويش عليه وتتبعه + ميزة القفز الترددي كما يقوم بتحديث الموقف القتالي كل 2-4 ثانية مقارنةً ب 20-40 ثانية لرادارات المسح الميكانيكي في طائرات الأواكس الأقدم!!!!
يصل المدى المعلن للرادار إلى 370كم مع زاوية كشف أفقية 360° و قدرة تتبع 100 هدف بوقت واحد و توجيه 12مقاتلة نحو أهدافها
زودت الطائرة بوصلة بيانات لاسلكية Datalink تقوم بتزويد مركز القيادة الأرضي و الطائرات الحربية ببياناتها في الوقت الحقيقي بشكل مباشر .. كما انها مزودة بأنظمة حماية و إنذار RWR و MAWS للتحذير ضد الإطباق الراداري أو الحراري.. و تم تزويدها بنظام اتصال بالاقمار الصناعية من طراز EL/K-189 إسرائيلي الصنع مقاوم للتشويش ويتميز بمداه الغير محدود.
وأخيراً تم تزويد الطائرة بمنظومة استخبار إلكتروني ELINT تقوم بتحليل إشارات الرادارات المعادية وتصنيفها وتخزين ترددات (عدد غير معروف) من الرادارات لتستخدمها الطائرة لاحقاً بالتشويش باستخدام تقنية DRFM التي أصبحت غنية عن التعريف!!
يمتلك السرب 122 أيضاً ثلاثة طائرات نحشون أخرى تسمى “نحشون-شاڤيت” تستخدم لأعمال التجسس الإلكتروني و للاستخبارات الإلكترونية SIGINT (اختراق للاتصالات المشفرة و التجسس على حركة الملاحة المدنية و العسكرية و قدرة على اختراق اتصالات الترددات القفازة) بالإضافة لتزويدها بأجهزة تشويش و حرب إلكترونية مع قدرات ELINT ضد رادارات الدفاع الجوي.
و حالياً تعتبر النحشون رأس الحربة لطائرات الإنذار المبكر لدى إسرائيل حيث تستخدم في جميع عملياتها على الأراضي السورية و تشكيل بنك أهداف.. تحلق في أجواء المتوسط و قرب قبرص أو فوق أجواء الأردن لسطع العمق السوري.
تم تصديرها لكل من سنغفورة بعدد 4 طائرات بسعر 375مليون دولار للواحدة
و سلاح الجو الإيطالي بعدد 2
سلاح الجو الأسترالي بعدد 4 نسخة Shavit
والبحرية الأمريكية تعاقدت عليها عام 2015
الطائرة عبارة عن منصة محمولة جواً لنظام الإستطلاع المتكامل الإسرائيلي من شركة ELTA المعروف باسم “Mars-2” أو “ELI-3150”
بالنسبة للرادارات بقيت ضمن نفس النطاق الترددي مع المحافظة على ميزة النطاق الثنائي لكن غالباً تم زيادة المدى (المدى المعلن لرادار EL/W-2085 على النحشون إيتام هو 370 كم لكنه في الواقع يصل إلى 450 كم ضد هدف جوي و ربما أكثر ضد السفن خاصة كونها كبيرة في الحجم وسهلة الرصد) فقد يصل مداه في نظام Mars-2 إلى ما يقارب ال 550 كم.
تمت إضافة تقنية GMTI لرادارات ال AESA وتعني رسم الخرائط الأرضية عالية الدقة بتقنية SAR مع كشف للأهداف الأرضية الثابتة و المتحركة و تحديدها وتصنيفها وملاحقتها ضمن مدى 80-60 كم (لم تكن موجودة تقنية GMTI في النسخ السابقة).
نظام سطع كهروبصري حراري EO/IR ذات مستشعرات عالية الوضوح ليلاً ونهارًا لاكتشاف الهدف والتعرف عليه، (أيضاً النسخ السابقة لم تكن تملك تقنية التصوير) و ربما هذه الأخطر خاصة عندما تحلق النحشون على ارتفاع شاهق (13 كم مثلاً وهو أقصى ارتفاع تصل إليه) و الجو صحو و تقوم بالاستطلاع من شمال فلسطين باتجاه الأراضي السورية علماً أن مدى النظام البصري لا يقل عن 150 كم بأسوأ الأحوال، يمكنها تصوير كامل منطقة ريف دمشق حتى جنوب سوريا بكل أريحية (تجسس بصري فقط لم نتحدث عن التجسس الإلكتروني بعد).
من ناحية استخبارات الإشارة SIGINT: تمت إضافة هوائيات الاستطلاع ELINT التي نشاهدها في نهاية كل جناح على الطائرة و هوائي في أنف الطائرة و آخر في مؤخرتها أسفل الذيل.
تفيد تقنية ELINT بالبحث عن عمليات إرسال الرادارات الأرضية واعتراضها وقياسها وتحديد موقعها وتحليلها وتصنيفها ومراقبتها من أجل تشكيل مايعرف بالموقف القتالي و الترتيب الإلكتروني للمعركة، يمكنها كشف الرادارات التي تعمل في النطاق 0.5-18 غيغاهرتز (غير معروف مدى التجسس على الرادارات لكن حتماً لا و لن يقل عن 300 كم).
يمكن للطائرة حفظ ترددات الرادارات المعادية وتخزينها و استخدامها لاحقاً للتشويش عليها أو رصدها من جديد أو حتى إعادة بث التردد نفسه عند التشويش بتقنية DRFM.
تحفظ وتخزن مالايقل عن 200 تردد مختلف (الرقم تقريبي كون بعض الأنظمة الروسية الأقدم من Mars-2 تخزن 128 تردد معادي)
يمكن دمج نتائج كشف هذه الهوائيات على الخريطة لتحديد موقع الرادارات عليها.
تم تزويدها بتقنية COMINT والتي تعني استخبارات الإتصالات مختصة بتحديد مواقع اتصالات الأفراد (استرشاد) ومراقبتها، و اختراق الترددات المشفرة والقفازة، يمكنها التجسس على الإتصالات ضمن التردد 20-1200 ميغاهرتز.
الهوائيات المختصة بعملية استخبارات الإتصالات موجودة أسفل بطن الطائرة و أعلى الظهر.
بنسبة لمدى عملية التجسس على إتصالات الأفراد لن يقل عن 1000 كم بسبب طبيعة انتشارها الأمواج في هذا النطاق حيث تعتبر طويلة نسبياً و المقصود هنا نطاقات HF و VHF و UHF.
الاتصالات الصوتية والبيانات: أنظمة ربط بيانات اتصالات عبر الأقمار الصناعية موجودة في أعلى ذيل الطائرة خفيفة الوزن و ثنائية الاتجاه عريضة النطاق:
HF / VHF / UHF جو-جو وجو-أرض.
في طائرات النحشون الأقدم كانت تحمل نظام EL/K-189 للاتصال عبر الأقمار الصناعية.
تظهر أسفل بطن الطائرة من الناحية الخلفية في الدائرة الزرقاء هوائي صغير مغطى بغطاء شبه بيضوي من الفيبر، هذا النظام عبارة عن اتصال موجه Data-Link أي وصلة بيانات لاسلكية بطاقة عالية لنقل بيانات كشف الرادارات للمقرات الأرضية أو لطائرات أخرى (مثلاً إمكانية نقل نتائج كشف الرادارات إلى طائرة حربية يتعرض راداراها للتشويش فتستهين برادار النحشون من خلال وصلة البيانات هذه) و يتيح نقل بيانات التجسس و إحداثيات مواقع الدفاع الجوي التي قام بتحديدها للوحدات الأخرى.
حسب الشركة المصنعة تمت إضافة خوارزميات الذكاء الصناعي لبرمجيات الحواسيب في الطائرة لتعمل كافة الأنظمة على متنها بشكل متكامل 100%.
تعد طائرة نحشون أورون ثاني سلاح يدخل عليه الإسرائيلي تقنية الذكاء الصناعي بعد صواريخ Sea Breaker.
تملك أنظمة الطائرة إمكانية التوافق مع بيانات التشغيل لحلف الناتو.
بالنسبة للبقائية في الجو فبقيت 9 ساعات كون الطائرة Gulfstream G-550 بقيت نفسها.
وطبعاً حافظت على أنظمة الحماية من الصواريخ و الإغلاق الراداري و الحراري MAWS و RWR.
منذ أقل من شهر أثناء مراقبتي لحركة طائرات التجسس الإسرائيلية ظهرت أحد هذه الطائرات فوق أسبانيا و البرتغال متوجهةً نحو الولايات المتحدة (الصورة بالتعليقات) ، غالباً ذهبت للتطوير لمعيار Oron الجديد.