هل سيلوي بوتين ذراع بايدن في اوكرانيا؟
الدكتور نزار بوش | استاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الإنسانية
بعد فشل الولايات المتحدة في كسر شوكة روسيا في سوريا، اتجهت إلى توتير الأوضاع على الحدود الروسية الأوكرانية من خلال سلطات كييف التي تدار بشكل مباشر من البيت الأبيض، فكل ما تريده الولايات المتحدة هو أن تسيل الدماء بين روسيا وأوكرانيا، ليصبح التقارب بين الشعبين الشقيقين مستحيلا، ومن ثم يتم التصويت في أوكرانيا على انضمامها إلى حلف الناتو وينجح المشروع الأمريكي البريطاني، وينصبوا صواريخ على الحدود الروسية، والتي يمكنها أن تصل إلى موسكو بدقائق معدودة، حيث أنه في حال حصلت حرب بين الناتو وروسيا لا تستطيع الأخيرة الرد، أي أن مدة تهيئة منظومة الصواريخ الروسية للرد على دول الناتو تستغرق أقل ما يمكن خمس دقائق وهي المدة التي تكون صواريخ الناتو قد وصلت إلى موسكو ودمرتها، لذلك لا يمكن لروسيا أن تتراجع عن تحذيرها ومطالبتها الولايات المتحدة بعدم ضم أوكرانيا والسويد وفنلندا وجورجيا إلى الناتو، لأن ذلك سيعني أن الناتو قد تعدا كل الخطوط الحمر التي تحدث عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتكون روسيا قد أصبحت تحت مرمى الصواريخ الأمريكية النووية مباشرة، وأصبح وجود الدولة الروسية على كف عفريت، لذلك روسيا لن تتراجع عن تحذيراتها للغرب ويمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتخذ خطوة لا تخطر على بال الولايات المتحدة، فالرئيس بوتين عودنا على مفاجآته التي كسرت ظهر الولايات المتحدة الأمريكية وأفشل خططها في عدد من المناطق، كما فعل وتدخل في وقف حرب جورجيا ضد اوسيتيا وأبخازيا، ما أدى إلى انفصال هاتين الجمهوريتين عن جورجيا، وأيضا رأينا كيف أعاد شبه جزيرة القرم إلى روسيا دون إراقة قطرة دم واحدة وهذا ما أذهل الولايات المتحدة التي كانت تخطط إلى بناء قاعدة عسكرية لها في القرم وتوجيه صواريخها إلى موسكو، وكان بوتين يعلم بذلك، لذلك اتخذ قرارا سريعا وحاسما وأعاد شبه الجزيرة إلى الأم روسيا، طبعا لا ننسى كيف اتخذ الرئيس الروسي قراره الحاسم والسريع عام 2015 للتدخل في سوريا لمحاربة الإرهاب إلى جانب الجيش السوري وبدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، واستطاعت روسيا إفشال الخطة الأمريكية في سوريا لنفتيتها وقلب نظام الحكم كما فعلت في العراق، ومن ثم الانتقال إلى إيران وقلب نظام الحكم أيضا فيها ونشر قواتها وصواريخها على حدود روسيا الجنوبية في بحرين قزوين، لتطويق روسيا من كل الجهات ومن ثم ضربها من الداخل بواسطة العملاء والطابور الخامس الذي هو على ارتباط مباشر مع كل من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، وتنفيذ خطة تدمير روسيا وتفكيكها كما فعلوا مع الاتحاد السوفييتي، لكن بوتين انتصر على كل مخططاتهم في جورجيا وأوكرانيا وأرمينيا وسوريا، رغم وجود العملاء داخل روسيا، وهذه الانتصارات التي حققها بوتين لن يفرط بها، ولن يتراجع عن مطالبه في الضمانات الأمنية التي قدمها للغرب، حتى لو اضطر لاستخدام القوة.