حرب ناعمة: تدمير المنظومة القيمية وديانة إبراهيمية
إياد الإمارة | كاتب عراقي
سأتناول في هذا المقال حقيقتين هامتين للغاية:
الأولى متعلقة بخطر الدعوة للإبراهيمية الفاحشة (تدمير المنظومة القيمية الأصيلة وإبدالها بأخرى هجينة منحرفة تسمى الإبراهيمية)..
والثانية الجهة شبه العلنية التي تتبنى هذه الدعوة الإلحادية من وسط مدينة التوحيد والإيمان مدينة النجف الأشرف بما تحمل هذه المدينة من قدسية ورمزية لكافة مسلمين العالم..
وعند الحقيقة الثانية أشير من البداية إن الإبراهيمية الملحدة تعمل من النجف الأشرف وفيها لتحقيق غاية من غايتين أو الغايتين معا وهما نشر الدعوة الإبراهيمية الملحدة من مركز التوحيد هذا أو تفتيت رمزية هذا المكان المقدس، الغايتان مجتمعتان أو منفصلتان تشكلان خطراً كبيراً ليس على الإسلام فحسب بل على كافة الديانات السماوية وبالذات الإسلامية والمسيحية والصابئة المندائية، وتشكلان خطراً كبيرا على العراقيين وعلى كافة شعوب المنطقة.
الإبراهيمية هي ليست دعوة وحدوية بالمرة تريد أن توحد الجهود لتحقيق السلام في المنطقة هذا بغض النظر عن البعد (التوحيدي) بل هي دعوة للقبول بالإجرام الصهيوني والإغتصاب الوحشي لأرض فلسطين التي يعيش عليها شعب كامل يتعرض للإبادة الجماعية، الكيان الصهيوني لا يفكر بالسلام ولا يمكن له أن يكون طرفاً في تحقيقه في منطقتنا العربية والإسلامية لأن سلام المنطقة وأمنها هو التهديد الحقيقي لوجود هذا الكيان غير الشرعي الإستيطاني العنصري (سلام المنطقة: تهديد وجودي للكيان الصهيوني)، إن الكيان الصهيوني ومن مصلحته ومن برامجه وخططه ومساعيه ومن منجزاته التي قطع فيها شوطا طويلا إذكاء صراعات مزمنة في المنطقة تجعل وجوده آمناً ومستقراً فيها، إن الدعوة الإبراهيمية الإلحادية هي أشبه ما تكون بدعوة للذل والخنوع والقبول بالعبودية القهرية وكأنا نقبل طواعية وبترحيب علني بصفعات الكيان الصهيونية الدموية لنا!
هذا جانب أما الجانب الآخر فنحن نؤمن إن الدين عند الله هو الإسلام مع توقيرنا وإعتزازنا بكل الديانات السماوية الأخرى المسيحية والصابئة المندائية واليهودية غير الصهيونية وإن نسخ الدين الإسلامي بديانة جديدة تحت غطاء الدعوة الإبراهيمية محاولة واضحة لتحطيم بنى توحيد الله تبارك وتعالى التي يقوم عليها الإسلام ..
إن الدعوة الإبراهيمية الإلحادية هي تأسيس منظومة قيمية جديدة منحرفة بعد مساع حثيثة قطعت أشواطاً مهمة منذ مدة ليست قصيرة لتحطيم منظومة القيم الأصيلة وتكون الإبراهيمية هي البديل الجاهز والعياذ بالله.
لقد كتبنا مبكراً محذرين من الإنهيارات المتتابعة التي تشهدها المنظومة القيمية وفصلنا ذلك بدقة متناهية وصلت إلى التحذير من إستخدام مصطلحات غريبة في اللهجة المحكية العراقية (يشلغم، يفيك، يضرب بوري، …. الخ) وطالبنا الجميع بضرورة الوقوف أمام هذا الإنحراف!
لكنا لم نجد آذاناً صاغية وووو
ودعوني أتحدث بشيء من الصراحة عن الجهة النجفية التي تقف خلف الدعوة الإبراهيمية الإلحادية تدعمها وتدعو لها بصراحة وصلف دون خوف أو خجل أو حياء أو تردد..
لماذا النجف الأشرف؟
ولماذا أسرة دينية لها تاريخها وحضورها ودورها؟
ولماذا قيل سابقا إن التطبيع مع الكيان الصهيوني في العراق يبدأ من النجف الأشرف؟
النجف الأشرف التوحيدية (معقل مهم من معاقل التوحيد الحقيقي في العالم) وبالتالي فإن هزه وتحريكه بإتجاه الإلحاد أو الإشراك بالله عز وجل إنجاز كبير للكفر العالمي، والنجف الأشرف مركز معرفي ورمزي قد يغري عدداً غير قليل من السذج والجهال لأن ينخرطوا في هذه الديانة الإلحادية وهم غير واعين لذلك.
وقد فعلوها من قبل واستغلوا ذلك أيما إستغلال حتى وجدنا ابناء أسر علمية ومراجع دين كبار منخرطين في دعوات خارج إطار الدين والعقيدة والمبادئ الإنسانية الحقة داخل اليمين واليسار!
العراقيون شيعة وسنة يحترمون علماء الدين الشيعة ويوقرونهم ويتعبدون بحبهم وطاعتهم والولاء لهم وهذا شيء واجب ومطلوب، وهم -في أحيان كثيرة- يسحبون ذلك بطريقة غير موضوعية على ابناء واحفاد وأصهار هذه الأسر والعلماء فكما إن العالم موقر ومقدر ومطاع فإن ابنه وحفيده ونسيبه أيضاً بنفس المنزلة بلا فاصلة أو فرق!
وقد يتجاوز بعضنا أو أغلبنا إنحرافاً هنا أو هناك يراه بأم عينه مستندا بذلك:
– على قاعدة (يكرم المرء في ولده) وكذا يطاع.
– أو خوفاً من الشارة.
– أو أن لا يعقل إن أولاد انبياء الله تبارك وتعالى آدم ونوح عليهما السلام قد خرجا عن الطريق وضلا وكانت جهنم مصيرهما!
وأستغل الكفر العالمي هذه الخصوصية ليستغل حماقة صبي وطيشه وغروره وطمعه ليدفع به من دهاليز العاصمة البريطانية لندن لهذه المهمة الخبيثة.
ومن هنا قال مَن قال إن التطبيع مع الكيان الصهيوني يبدأ في العراق من مدينة النجف الأشرف مدينة التوحيد والرفض التاريخي للظلم والطغيان والكفر والإلحاد!
بقي لي أن أشير إلى أي مدى وصلت الدعوة الإبراهيمية الإلحادية في العراق؟
وفي أي المناطق تعمل؟
وهنا ادعو مخصاً كل المعنيين لتقصي هذا الأمر لإيقافه ولو بالقوة إن لزم الأمر لأنه عدوان صهيونية سافر (ناعم) يهدد وجودنا ..
أين وصلت البنى التحتية في هذا المشروع داخل مدينة النجف الأشرف وخارجها في مدن الناصرية والبصرة؟
من هم رجال الدين الذين (يعتلفون من هذا المذود النجس) في داخل النجف الأشرف ومن أي البيوتات العريقة؟
ومن هم الوكلاء الذين يرمى لهم فتات مذاود العلف النجس في مدن أخرى غير النجف الأشرف مر ذكرها؟
ما هو مستوى الإنفتاح على شخصيات سياسية، وأكاديمية، وتجارية، وعشائرية، لتعضيد هذا المشروع الإلحادي؟
ما علاقة محاولات الفسق والفجور الانحلال والتهتك الممنهج في مدن عراقية محددة في بغداد والحلة والناصرية بالإبراهيمية الإلحادية؟
ما قصة التنظيم السري المرتبط بالديانة الإبراهيمية داخل محافظة البصرة؟
وهل يجري كل ذلك بعلم صبي لندن المنحرف أم أنه لا يعلم به ولا يعدو كونه مجرد غطاء ليس إلا؟