الى أولي الألباب
الدكتور محمد الحسيني | كاتب وباحث لبناني
في الحرب كل طرف لديه أسرار عسكرية حول قدراته الذاتية.لهذا لا يمكن أن يثقا في بعضهم البعض لاستخدامهم الكذب والمبالغة في القوة لانتزاع المزيد من التنازلات.من هنا كان قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :”الحرب خدعة ”
في كثير من الأحيان ما يخسره طرف بالحرب يكسبه بالخداع السياسي .نحن أمام عدو لا عهد له ولا ذمة فلما لايُفطن له ؟!
إن فشل المفاوضات سببه عجز طرف ما عن تقديم التزامات ذات مصداقية وهذا أمر بديهي وتكرر عبر تاريخ الحروب فلما لا يُتَنَبه للأمر ؟
فيلسوف الحرب كارل فون كلاوزفيتز يقول:” تفترض النظريات العقلانية أن كلا الطرفين لحرب محتملة عقلانيون، وهو أن نقول إن كل طرف يرغب في الحصول على أفضل النتائج الممكنة لنفسه وأقل قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والممتلكات الخاصة به.”
وبالنظر لهذا الافتراض، يعرف كل طرف مسبقا كيف أن الحرب ستنتهي.لكن المؤسف في الحرب في سوريا أنها حرب بالوكالة وهي حرب تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بشكل مباشر. رغم أن القوى استخدمت حكومات أخرى كوكلاء للحرب، إلا أن المرتزقة والأطراف العنيفة غير القانونية وأطراف أخرى يتم استخدامها بشكل أكثر، حيث تأمل القوى أن تتمكن هذه الأطراف من ضرب أطراف أخرى دون الانجرار إلى حرب شاملة.
حدثت بعض الحروب بالوكالة في نفس الوقت الذي حدثت فيه حروب شاملة. من شبه المستحيل أن تحدث حروب خالصة بالوكالة، حيث أن الأطراف الوكيلة قد يكون لها أهدافها الخاصة التي قد تنحرف عن مصالح الأطراف التي وظفتها.عادة ما يكون استخدام حروب الوكالة أفضل استخدام خلال الحروب الباردة، حين تصبح ضرورة لإجراء نزاع عسكري مسلح بين طرفين متحاربين بينما تستمر الحرب الباردة.
ما جري في سوريا متطابق تاريخياً مع الحرب الأهلية الأسبانية . أقذر حرب في تاريخ لعبة الأمم .