الحزب .. هالكم بارودة العاجقين الكون
مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني
مذ كان الكيان المصنوع على مائدة الأمم من مِزقٍ جغرافية وخروق بنيوية وأعطاب اعتورته مع الولادة. الا وكانت علة المعلول في مكتوم قلَّما طفا على سطح علائق المكونات دون أن يستجر معه التنازع والقلاقل والاهتزازات وتهديد الوطن بالاندثار.
والمكتوم هوية ملتبسة بين (ذو وجه) و (وجه) تتلبسها وجوه وأقنعة الى ان حسم الجدل على زغل في طائف يطوف حائرا حول ذاته في جمهورية القلق والنزق وانحفر في طيات الدستور الجديد عبارة (عربي الهوية والانتماء).
عِبارة يفترض أن تشكل عَبَّارة تقطع مع ماضٍ إشكالي غامض مشوَّه الى حاضر ومستقبل اكثر وضوحا”وغير مُمَوَّه.
اليوم نحن بين ظهراني جدل يلتف حول اعناقنا يكاد يخنقنا ، والوطن المنهوب المصلوب على الفقر والوجع مباح متاح لكل أشكال وصنوف التدخل والتآمر وتشابك المصالح وتعريض الوحدة الوطنية للانهدام.
لقد عدنا وعاد البحث في الأسس والمرتكزات الوطنية وانقسم اللبنانيون حول ((هانوي ام هونغ كونغ… لبنان الفارسي ام لبنان العربي… أم العصملي ..تغيير لبنان وهويته…نقله الى محور لا يتسق مع مصالحه))….و الخ.
مصطلحات ومقولا ت حمَّالة أوجه متجهمة لمصالح ضيقة وفئويات طائفية ومذهبية وعروبة مسفوحة على طاولة التطبيع وأخرى شقية تجترح المعجزات لتبقى على نقائها القومي الانساني واشعاعها الحضاري.
كل شيئ حولنا رهن التحريف والتزييف :المصطلحات المفاهيم الرموز وبالطبع نظام القيم.
وحدها المقاومة ظلت ناصعة الكف والقصد تخوض معركة الوعي على قمم ومرتفعات تترفع رغم الجراحات وترفع معها شعبها الى حيث العز وسط حال من الانحدار الفكري والتسطيح الثقافي والاستلاب حد الاستنقاع في وحول الجهل والعصبيات الجاهلة وفتات المصالح المادية الزائلة.
وحدها صور شهدائها المنزرعة على أعمدة الشوارع كالمصابيح وعلى جدران القلوب رسمت وترسم ملامح ومصير وطن عزيز سيد حر مستقل .
سؤال كبير وسط هذا الزحام والاستعصاء في آليات اشتغال السلطة وتعثر أدائها وتصادم مؤسساتها المنفصلة عن الذات العامة فوق ركام وهذيان المواقف الغاشمة الظالمة….
لماذا كل هذا الكيد المالح الكالح والصيد لصالح الاعداء في مروج المقاومة الذهبية؟؟ وقتل طيورها وسفك زهورها وتشتيت عطورها سواء عن غباء او دهاء ، عن سابق ترصد او عن غير قصد؟؟ وهل يدرك الهدافون والقناصون والمتربصون والموظفون والمتسلقون اي منقلب ينقلبون ؟؟؟واي غرض يحققون؟؟ وهل صاغوا مواقفهم على مشرحة العقل وصفاء البصيرة ام جرفتهم وعود الدول الخلبية الزائفة على غير هدى الى مهاوي التآمر والعبث والتخلع والتحلل الأخلاقي والقيمي؟؟؟ .
الجواب عند اهل الصبر والبصيرة جلي كجبين شمس ونور اهل الحجى والنهى :تجويع وتركيع وتتبيع واستلحاق مهين وتطبيع ،كسر المحرمات، وخدش المقدسات من مفاهيم وثوابت وطنية وقومية،استباحة الثروات من غاز ونفط ومياه، وضع اليد على أصول الدولة والسيطرة الكلية على على المؤسسات والمصالح العامة (الكهرباء ،المياه، الكازينو،شركة الطيران ،الهاتف العقارات والمباني والمنشآت العائدة للدولة والمقدرة ب 500 مليار دولار ووو..الخ).توطين الاخوة الفلسطينيين، توطين النازحين السوريين ، اضعاف المسيحيين وتهجير القسم الاكبر منهم الى العالم الغربي، تقسيم لبنان وجعل كل طائفة في حضن دولة فيتوزع غاز البحر على الدويلات بمعنى لكل دويلة راع دولي ولكل دويلة بلوك غاز لزوم اقتصادها الذاتي، استثارة الغرائز والعصبيات وشحن النفوس وتجييش الجمهور اللبناني عبر ماكنة اعلامية ضخمة ترعاها اميركا والأعراب للتشكيك بوطنية شريحة لبنانية اي الطائفة الشيعية بتهمة ارتهانها للخارج وتبعيتها ((للفرس أعداء العرب !!!! )) ،ولصق موبقات الطبقة السياسية الناهبة للبلد على مدى عقود وانهيار الاقتصاد وتبخر الودائع وحال الفقر بتلك الشريحة او على الاقل جزء منها علما ان اموال الطبقة السياسية المتخمة السالبة للخزينة مودعة في مصارف سويسرا وفرنسا واميركا تحت بصر ومبضع الغرب الذي يدعي محاربة الفساد والفاسدين فلماذا لا يعيد المال المنهوب ويحيي الاقتصاد اللبناني المنهار ويستنقذ وطن الارز والسيادة والاستقلال!!!! ،وان ننسى لا ننسى جريمة المرفأ والتحييك لالصاق جريمة التفجير بجهة معينة ما يستدعي تدخلا امميا تحت الفصل السابع لتجريد المقاومة سلاحها فتنفرج أسارير يهوه ويوشع بن نون ويطمئن بنو اسرائيل .
هنا مربط الفرس وجوهر الصراع ولب القضية :السلاح،السلاح السلاح..الحقيقة في كبد الصواريخ الدقيقة . (هالكم بارودة العاجقين الكون )
مع حبنا ((للكم أرزة العاجقين الكون )).
كل هذا الظلم لحزب الله والمقاومة كل هذا الفائض الافترائي الجاحد الحاقد من وكيل وأجير محلي وأصيل أممي. سببه أنه العقبة الكأداء والسد المنيع والسلك الشائك الذي يمزق جسد المشاريع القاتلة للبنان .
مرجع رسمي كبير قال لزواره بالأمس القريب لولا سلاح حزب الله لكان غاز لبنان المنقذ الوحيد للاقتصاد المسفوح في مهب الريح ،يتحفز الصهاينة لشفطه ومعهم اميركا في اكبر حوض على شاطئ المتوسط لكن نيران المقاومة ترصد منصاتهم كما اعصابهم واصابعهم، ولكانت مشاريع التوطين والتقسيم وانكسار البنى الديمغرافية في المتناول سهلة التحقق .
بعد كل جنون الصخب والتيه هل يدرك اللبنانيون مدى خطورة شيطنة المقاومة واستمراء لعبة تسفيه سلاحها وعزلها والتشكيك بولائها ورميها بالنعوت المقيتة؟؟ . وأن الفوضى الامنية الشاملة وزركها وتسعير اللهجة بحق رموزها ودورها والرهان الغافل القاصر على استيعابها وطول أناتها المضبوط بالمصلحة الوطنية للاستمرار بموجة التخوين والتذهين العدائي الممنهج سيفضي الى هناءة عيش وبحبوحة ورخاء وامن هؤولاء العابثين؟؟؟ وكما يقول أهل القرى :(ما بيطلع الدهن على شوارب حدا) ..اذا سقط الهيكل.
باختصار لا سيادة ولا استقلال ولا ثروات ولا وطن واحد موحد دون سلاح يذود عن المقدس الوطني لذا الخيارات ضيقة والهامش سقيم وخير المقاومة عميم.
أما آن الاوان ان تنكشح الغمامة عن العيون والاذهان ونعود جميعا الى الرشد ونصاعة الغاية والقصد بدل الانجراف خلف مشاريع هادمة. وحدها المقاومة العاصمة تعصم ما حولها وتقصم ظهر المؤامرة فهل نتعظ ونتقي الله ونستفيق من غفلتنا ونصحو من سهونا ونجمع شمل بلدنا ونقف صفا واحدا بوجه العواصف والانواء قبل ان يضيع منا حيث لا ينفع الندم.