خطة اميركية : طاقة شمسية لمواجهة المازوت الايراني؟
مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني
لا تنفك سفارة عوكر تبتكر وتعكِّر فبالقدر الذي تعكر فيه صفاء عيش اللبنانيين حصارا”وتجويعا”وإفقارا”وتسليطا” لسيف الدولار على ليرتهم والرقاب ناهيك عن رزمة العقوبات والتعقبات لناشطين لبنانيين في حقول التجارة والاقتصاد والسياسة تحت مسمى مكافحة الارهاب .. تبتكر حراكا”تبدو تمظهراته للصدمة الأولى انعكاسا” شفافا لحنو وعطف مفرط الانسانية وفق نسق مدروس يتعقب حراك حزب الله وقيادة المقاومة بغرض تعطيله او بالحدود الدنيا تجويفه والتقليل من مفاعيله .
وتوضيحا”لا يكفي تسميم عوكر للأجواء اللبنانية و((أبلسة)) المقاومة عبر وسوسات وتخرصات جوقة المبشرين التابعين من ساسة واعلاميين وقنوات ومحطات ومواقع الكترونية مدربة على فنون وطرائق الدعاية المضادة والتذهين السريع والتوهين الأسرع ودبلجة وأدلجة الشائعات واستهداف بيئة المقاومة وعموم الشعب اللبناني بسيل هادر هادف من المعلومات والفبركات والايحاءات لزعزعة الثقة بالمقاومة والباسها موبقات شبكة حاكمة لطالما رعتها اميركا وتسترت على فسادها .
فإن آخر اصدارات عوكر من أنشطة تتوازى مع خطوة كسر الحصار التي اعلن آلياتها سماحة السيد حسن نصرالله للتخفيف عن الشعب اللبناني أحماله الثقال لاسيما المحروقات على عتبة فصل الشتاء فكان المازوت الايراني الذي يعمل حزب الله على توزيعه في المرحلة الثانية على المواطنين في القرى التي يزيد ارتفاعها عن ال500 متر خطوة جديرة بالتقدير لاقت استحسان الحليف والخصم و حققت لحزب الله دفعا معنويا هائلا ومن لم يقل شكرا في العلن من باب الاستتار فانه بالتأكيد قالها في ضميره وقرارة ذاته وهذا لعمري انتصار بحد ذاته.
لقد شكلت خطوة توزيع المازوت من ايران على المواطنين والمؤسسات ومشاريع الزراعة والمصانع والمستشفيات كسرا للحصار من جهة وموجة ثقة عارمة عالية بالمقاومة التي اثبتت انها مهما تعرضت لضغوط ومضايقات لن تتخلى عن ناسها ومؤيديها وهنا مربط الفرس .
السفارة الاميركية رصدت التفاعل الشعبي وواكبت الحرفية التنظيمية لحزب الله في القدرة على التوزيع وتوسعة بقعة المادة الملتهبة على كامل رقعة الارض اللبنانية وهالها ان تطال يد المقاومة مناطق اعتقدت السفارة انها مقفلة وغير متاحة .
ومنذ اللحظة الاولى لكسر الحصار بدأت السفارة الاميركية التحييك لحرق الملمح الايجابي لمفاعيل المحروقات الايرانية واعادة تركيب بازل الصورة النمطية التي صاغتها ودوائرها الناشطة على خط شيطنة المقاومة وتفتق ذهنها عن خطوة تحايلية التفافية حاذقة ماكرة بدأت ترجمتها العملية في بعض قرى البقاع الجبلية لتكون أساسا تراكميا نوعيا وعاما يبدد من وجهة نظرهم آثار سد ثغرة الحصار التي نفذها حزب الله عبر دعم المولدات العامة في القرى الخاصة بالانارة واستجرار مياه الشفة والري من الآبار ،من خلال خطوتين اولا :بسحر ساحر ينخفض سعر المحروقات وتتوفر دولارات الاستيراد عبر قنوات الحاكم بأمر السفارة كلما اعلن حزب الله عن توزيع المازوت .
ثانيا:شرع ضباط اميركيون بزيارة القرى والبلدات البقاعية للوقوف على حاجياتها للامساك من جهة بادارتها في ظل غياب الدولة وانشطتها التنموية ولاقرار مشروع سريع بديل عن المازوت الايراني او غيره عبر الطاقة الشمسية كي يتم الاستغناء بذلك نهائيا عن اي دور اغاثي طليعي لحزب الله في مساندة الاهالي وتشمل مشاريع الطاقة الشمسية انارة قرى بكاملها او توفير الطاقة للآبار الارتوازية التي تغذي خزانات مياه الشفة.
ان تولي ضباط اميركيين من السفارة الاميركية الاشراف المباشر على مشاريع الطاقة الشمسية كطاقة بديلة دليل إحاطة عالية المسؤولية والأهمية والاهتمام لا يقتصر على الجانب التقني فقط انما يواكبه اعداد ملف دسم كناية عن استمارة شاملة فضفاضة عن القرية!!!!! تتضمن دراسة للواقع الديمغرافي والبيئي والاجتماعي وتكشف شكلا ومضمونا كامل تفاصيل ووجوه وشؤون البناء المجتمعي وحاجياته .
طاقة اميركية شمسية تفتح طاقة في جدار بلداتنا وقرانا تتخطى الانارة والري اولا لسد الطريق على ملامسة المقاومة لاوجاع الناس ومحو مندرجات الفعل الانساني الاغاثي الجبار لحزب الله وثانيا لولوج البنى المجتمعية وسبر غورها والكشف عن سترها وسرها وسحرها.
إزاء ذلك لسان حالنا الدائب: المقاومة شمس أوطاننا ومهوى افئدتنا ويبقى شعار اهلنا في القرى خذوا ما في جيوب سكان السفارة ودعوا ما في عقولهم…لتبقى شمس كرامتنا طاقة متوهجة.