ما بين روسيا والغرب .. الى اين تتجه الأمور ؟
حيان نيوف | كاتب وباحث سوري
▪️ما يجري في شرق أوروبا على حدود روسيا ، وتحديدا ما يخص اوكرانيا ، من تحشيد عسكري وآخر مضاد له ، ومن ضخ اعلامي وآخر مضاد له ، وأيّاً كانت ما ستؤول إليه الأمور ، فلا بد من تسجيل الملاحظات التالية عليه :
1- إن التصعيد الأخير والخطير جاء بعيد زيارة مدير السي آي إيه لموسكو ولقاءاته على مدار يومين مع كل من مدير المخابرات الروسية ورئيس مجلس الأمن القومي الروسي ، واجرائه اتصالا هاتفيا مع بوتين ..
2- إن التصعيد بدأ بقضية اللاجئين على الحدود البيلاروسية والبولندية ، وحاليا محوره الاساسي اوكرانيا ..
3- أن بريطانيا تقود حملة التصعيد الغربية وتسير بالامور إلى أقصى حد من المواجهة ..
4- إن أوروبا عموما ،تبدو في حالة تيه وقلق وتردد ، وهي مجبرة على الانسياق خلف الولايات المتحدة وبريطانيا ، لكنها تتوجس الغدر الأميركي البريطاني كما جرى مع فرنسا بما يخص حلف اوكوس وصفقة الغواصات الأسترالية ..
5- إن الخاسر الأكبر من كل ما يجري ستكون اوكرانيا ذاتها ، التي قد تستيقظ فجأة على خسارة ثلث مساحتها شرقا لصالح روسيا على غرار القرم ..
6- إن الاقتصاد الأوكراني في حالة يرثى لها ، وانهياره أمر حتمي ، فكيف إذا حدثت المواجهة ..
7- إن خط الغاز الروسي “التيار الشمالي 2 ” من روسيا إلى ألمانيا ، والذي بات جاهزا للعمل ، يضع ألمانيا خاصة وأوروبا عامة في موقف حرج ، فلا هم قادرون على الاستغناء عنه ، ولا هم قادرون على منع الولايات المتحدة من فرض العقوبات عليه ، حتى أن المستشارة الألمانية السابقة ميركل توسلت إلى الكونغرس لعدم فرض عقوبات على الخط .
8- ما زالت قضية طائرة ال F35 البريطانية التي سقطت في المتوسط غامضة ، وحتى الآن لم يتم التأكد من السبب الحقيقي لسقوطها. ، وما زال الغرب وروسيا في سباق للوصول إلى حطامها ..
9- الموقف التركي اتخذ صفة الغموض من التصعيد الحاصل ، وفي الوقت الذي كان أردوغان يرفع الصوت فيما سبق دعما لأوكرانيا ، هاهو اليوم يمسك الحبل من منتصفه ويعرض الوساطة بين أوكرانيا وروسيا التي ردت بالقول “أنها ليست طرفا فيما يجري بين حكومة اوكرانيا ودونباس” ، والضغط الغربي على تركيا اقتصاديا متعلق بالدرجة الأولى بما يجري في البحر الأسود وأوكرانيا حيث يبدو أردوغان وكأنه خيّب آمال الغرب ، كما أنه لم يجرؤ على ما طلب منه بخصوص إلغاء معاهدة مونترو التي تنظم دخول السفن إلى البحر الأسود ..
10- استبقت روسيا أي تصعيد محتمل وأمّنت منطقة القوقاز عبر إعلانها عن اطلاق مفاوضات أذرية أرمينية برعاية روسية لترسيم الحدود ، ترافق ذلك مع صمت من قبل تركيا ، واتفاقات اقتصادية وفي مجال الطاقة بين إيران وتركيا واذربيجان وتركمنستان ..
▪️ من المتوقع أن تنتهي المواجهة برسم جديد لخطوط المواجهة ، سواء من ناحية التمركز ونشر الأسلحة الحديثة ، أو ربما لجهة تغيير الحدود الجغرافية أيضا ، ( وقد يكون كل ذلك جرى التوافق عليه ورسم خطوطه خلال زيارة وليم بيرنز لموسكو ) بين روسيا من جهة ، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى ، مع عودة بريطانية واضحة إلى الساحة الدولية ، وأما أوروبا فلا شيء أمامها سوى الخسارة جيوبولتيكيا وجيواستراتيجيا ، وتركيا إلى مزيد من التأزم مع الغرب ..