حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
( وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن” : إنّ محاولة اغتيال الكاظمي تمثل اعتداء على سيادة العراق )
كلام بلينكن يعني أنه يوجه الاتهام لجهة خارجية او جهة خارجة عن الدولة او الإثنين معا …
وإذا ما ربطنا كلام وزير الخارجية الأمريكي بالتصريحات العراقية الرسمية التي تحدثت عن أن الطائرة المسيرة التي نفذت الهجوم انطلقت من شمال غرب بغداد بمسافة 12 كم …فإننا سنصل لنتيجة مفادها أن العملية تهدف بالدرجة الاولى إلى فرض السيطرة على الحزام الأمني لبغداد ، وإخراج قوات الحشد الشعبي منه وتحديدا من الجهة الشمالية والشمالية الغربية والغربية…
يضم الحزام الأمني لبغداد من الجهات التي ذكرناها أعلاه ثلاثة أقضية وهي ( الطارمية-شمالا ، التاجي-شمال غرب ، أبو غريب-غربا ) ..تتأتى الأهمية الإستراتيجية لهذه الاقضية الثلاثة باعتبارها تقع على ما يسمى “طريق الحرير الإيراني” ، الذي يربط الحدود الإيرانية بإقليم الأنبار ومنه بالحدود السورية والاردنية ، كما تشكل هذه الاقضية نقطة الربط بين عدة محافظات عراقية ( ديالى ، صلاح الدين الأنبار بغداد ) ..
بقيت هذه الاقضية الثلاثة منطقة تسلل وعمليات ل ” داعش ” استهدفت من خلالها محافظة ومدينة بغداد مئات المرات …
حرصت الولايات المتحدة التي كان لديها قاعدة عسكرية كبرى في قضاء التاجي على السيطرة على “طريق الحرير الايراني” في تلك الاقضية ..
اليوم مع قرب استكمال الولايات المتحدة لسحب قواتها القتالية من العراق فإنها تخشى من سيطرة قوات الحشد الشعبي على تلك الطريق خاصة بعد عدة عمليات عسكرية للجيش والقوات العراقية بمشاركة الحشد لإعادة الأمن الى تلك المناطق التي عادت ” داعش ” للنشاط فيها ، الأمر الذي تسبب بتوترات طائفية نتيجة التنوع الديني والخصوصية “السنية” الغالبة ..
وبالتالي فإن هدف “محاولة الاغتيال الفاشلة” أو “تمثيلية الاغتيال” يكمن بالدرجة الاولى باستبعاد الحشد الشعبي من تلك المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية لإيران خصوصا ومحور المقاومة عموما ، عبر توجيه الاتهام لفصائل الحشد بالوقوف خلف عملية الاغتيال على اعتبار ان الطائرة المسيرة انطلقت من تلك المناطق ، ومن ثم خلق المبرر للكاظمي لنشر قوات الجيش والقوى الامنية العراقية في تلك المناطق مع “المستشارين” الامريكيين الذين ينص عليهم اتفاق سحب القوات ..وبدرجة ثانية تهدف هذه العملية إلى إعادة تعويم الكاظمي لإبقائه رئيسا للوزراء بعيد الانتخابات الاخيرة ..
