عمر معربوني ل ” بوست سوري ” : هل تغتال السعودية جورج قرداحي ؟
خاص بوست سوري – إعداد وتحرير صفاء عوض
ليس جديدا على النظام السعودي أن يوجه له أصابع الاتهام بعمليات اغتيال لمعارضيه، فولي العهد السعودي محمد بن سلمان سبق انو كان موضع اتهام لعدة اغتيالات طالت شخصيات سياسية ومنها إعلامية، وجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي ليست ببعيدة عن أذهان الجميع. ومؤخرا كانت تصريحات مسؤول الاستخبارات السعودي البارز السابق سعد الجبري حول اقتراح ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، استخدام “خاتم مسموم” لاغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لتخليص العرش لوالده. كما قال الجبري أن بن سلمان خطط أيضا لاغتياله، عن طريق إرسال فريقا من المرتزقة أثناء وجوده في المنفى في كندا. كما سبق للسلطات السعودية في عام 2017 اعتقال عشرات من رموز العائلة المالكة ووزراء ورجال أعمال، واحتجزتهم، جميعا، في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض، بأوامر من ولي العهد السعودي، ووجهت اتهامات بالفساد والكسب غير المشروع لعدد كبير منهم، وتوصلت إلى تسويات مالية مع بعضهم. ليعاود الأمير بن سلمان العام الماضي اعتقال ثلاثة من كبار أعضاء العائلة المالكة السعودية، دون ذكر أسباب الاعتقال، ليتم الإفراج عن بعضهم لاحقا. اليوم الأزمة مختلفة فمنهجية التوجه لشخصية إعلامية عربية ومشهورة على مستوى الوطن العربي وتحظى بجمهور كبير هو امر يبدو جديدا على النظام السعودي كونه عداء افتعل جهرا وليس سرا أو من وراء الكواليس. السؤال الذي قد يطرح نفسه عند البعض هل ستغتال السعودية الإعلامي اللبناني جورج قرداحي بعد وقوفه موقف حق وصامد ومعارض للسياسة السعودية بشكل علني؟ وخاصة بعد افتعال الازمة بتصريحات سابقة له قبل تسلمه منصب وزير الإعلام في الحكومة الجديدة التي تشكلت بعد عسر كبير استمر لسنوات.
بوست سوري توجه بالسؤال للخبير العسكري اللبناني عمر معربوني والذي أجاب مشكورا بأنه لا يمكن المقارنة بين ما حصل مع معالي الوزير جورج قرداحي و ما حصل مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك لمجموعة من الأسباب أهمها أن جمال خاشقجي كان له أراء مختلفة في كتاباته الصحافية تعتبر في علم الصحافة الموضوعي رأيا اخر، لكن بالنسبة للنظام السعودي هذا يعتبر خروج عن الطاعة والمس بقلب النظام ،وبالتالي هناك موضوع مختلف بما يرتبط شكلا بالذي أدلى به جورج قرداحي وتحديدا عندما صرح تصريحات معتدلة الى حد ما حيث اعتبر الحرب في اليمن حربا عبثية. وعمليا لا أعتقد أن النظام السعودي سيذهب باتجاه توريط نفسه في عملية اغتيال للوزير قرداحي فالأمر مكشوف وواضح علما بأن المسألة ليست مسألة الوزير فبعد الازمة التي حصلت و الاعتراض السعودي على تصريحات الوزير جورج قرداحي، صرح وزير الخارجية السعودي اكثر من تصريح أوجز فيه بشكل مباشر طبيعة الازمة بين لبنان والسعودية وهي ترتبط بصميمها بحزب الله حيث يعتبر السعوديين أن حزب الله هو القوة المؤثرة في اليمن وبالتالي الضغط على حزب الله في لبنان يجب أن يتم بكل الأشكال، وبالتأكيد تم استخراج تصريح سابق للوزير قرداحي لاعتباره حجة لهذه الهجمة على لبنان على المستويات السياسية والدبلوماسية.
في نظرة إلى مسار هذه الازمة هناك مجموعة من الاحتمالات:
الأول: ان يستقيل جورج قرداحي وهو مستبعد نسبة لما أعلنه من مواقف، و ايضا بما يرتبط بمواقف حزب الله وحلفائه في لبنان بحسب ما أعلنوا ان استقالة الوزير قرداحي غير واردة.
الثاني: هو ان تعمد الحكومة اللبنانية إلى إقالة الوزير قرداحي وهنا سنكون امام ازمة اكبر بكثير وخاصة ان حزب الله اعلن بشكل واضح ان اقالة قرداحي تعني في مكان ما القضاء على الحكومة عبر استقالة وزراء حزب الله وحلفائه من الحكومة ما يراكم أزمة اكبر او تذهب الأمور باتجاه ازمة اكبر وهو تحول الحكومة من حكومة قائمة وموجودة إلى حكومة تصريف أعمال وهذا بالتالي سيعقد الوضعين السياسي والاقتصادي بشكل اكبر في لبنان.
محاولات عقيمة لحل الازمة
يقول الجنرال معربوني أن هناك مساعي لحلحلة هذه الازمة لكنها وبحسب رأيه لن تجد طريقا الى الحل، ربطا بموقف السعودي المتشدد و بالشروط المطروحة لحل هذه الازمة، وعليه نحن سنكون امام ازمة طويلة الأمد مفتوحة على كل الاحتمالات و على كل المسارات.
ويضيف معربوني اعتقد ان الجانب الأوروبي تحديدا يمكن ان يلعب دورا إيجابيا في هذه المسالة ومن جهة أخرى يمكن ان نشهد ضغوطا على الوزير جورج قرداحي من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون لحثه على الاستقالة من الحكومة مع تأكيدي بل جزمي جزمي ان استقالة قرداحي لن تذهب بالأمور نحو الحل على اعتبار ان المسائل الشائكة المطروحة متعلقة بحزب الله بشكل او باخر وهو مالا يمكن إيجاد حلول واضحة له.