بين ١٣ نيسان ١٩٧٥ و١٤ تشرين ٢٠٢١ طيف جعجع المجرم موجود
اسماعيل النجار | كاتب وباحث لبناني
٤٦ عام بين جريمة بوسطة عين الرمانة التي تسببت في الحرب الأهلية ومجزرة الطيُّونة نهار اليوم في بيروت، المجرم هوَ نفسه والجهة الحزبية هيَ نفسها. والخط السياسي نفسه والجرائم هيَ نفسها والأهداف المَرجُوَّة لهم نفسها والفاعل هوَ نفسه والمحرِّض هوَ نفسه أيضاََ والداعم هوَ نفسه،
والعمالة لصالح نفس الجهة الخارجية (إسرائيل) وأمريكا،
لم يتغيَّر شيء سوى الزمان والمكان.
[ في جرائم الحرب التي تحصل دائماََ المَُرتَكِب يُنسب إلى أنتمائه السياسي وليس إلى أبيه بالكيمياء.
[من هنا نحن عندما نتحدث عن سمير جعجع يعني أننا نكون نتحدث عن المدرسة الصهيونية التي أولَدَت حزب الكتائب ما تُسمى (اللبنانية) والتي استولدت بدورها ما سُمِّيَ بالقوات اللبنانية الصهيونية،
[ومن شيمون بيريز إلى موشي ديان إلى مناحيم بيغن إلى أرييل شارون إلى بيار الجميل الأب إلى بشير الإبن إلى سمير جعجع، عملية تناسل أيديولوجي صهيوني من الأصل إلى الفرع في لبنان نعيش مع آخر نسلهم الآن الذي لَم يُنجِب ونتمنى أن يكون آخر النسل الصهيوني المجرم الأبتَر اللئيم على الأرض اللبنانية لكي لا يكون هناك تكرار للمجازر التي ارتكبها القاتل سمير جعجع من خطف ٢٠٠٠ مواطن مسلم من الطائفتين السنية والشيعية في منطقة خلدة عام ٨٢ وذبحهم في مناطق حرجية وعِرة في اعالي الدامور أثناء السيطرة الإسرائيلية على العاصمة بيروت والجبل.
مروراََ بمجزرة كفرمتى التي فظَّعَ فيها سمير جعجع وقواته بأهالي القرية الدرزية الآمنة والقرى المجاورة لها حيث أبدعَ في التدمير والحرق والقتل والذبح والإغتصاب للفتيات الحرائر وقتلهم بشكلٍ بَشِع في جبل الشوف الأشَم،
والتسبب بقتل العشرات وتهجير عشرات من سكان الجبل الأصليين الذين ينتمون الى الطائفة الدرزية الكريمة،
والألوف من أهالي قرى الشوف المسيحيين الذين فقدوا منازلهم وارواحهم. وصولاََ الى إعدام جنود وضباط الجيش اللبناني ومنهم العميد خليل كنعان في الحازمية، وتصفية المعارضين لهم وصولاََ الى تفجير كنيسة سيدة النجاة وكنائس أخرىَ وإغتيالات وتصفيات كثيرة إهمها اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رشيد كرامي.
بينما إنبرَىَ آخرون لحرف الأنظار عن الحقيقة وتظهير الأمور وكأنها دفاع عن النفس،
[ وقفَ الجيش عاجزاََ متفرجاََ على إعتداءآت عناصر سمير جعجع ومسؤول أمنه وهم يقتلون الناس بدمٍ بارد، وصدرَ عن قيادته تصريحين مقتضبين لا يفيان الشهداء حقهما، ولم نعرف كمواطنين أين ذهب القناصون وأختفوا والجيش موجود ممسكاََ بالأرض التي نظن أنها إنشقت وابتلعتهم؟! [إن جريمة قتل المدنيين على مستديرة الطيونة اليوم ستضاف الى سلسلة جرائم سمير جعجع، ولكن يبقى السؤال هل سيسجل جعجع على أجندته مجزرة أخرى في المستقبل أم أن الطيونة ستكون آخر غيث الدم القواتي الصهيوني؟
[نريد جواب] . [الطائفة الشيعية كُبرَى طوائف لبنان وأكبرها رصيداََ علمياََ ومادياََ، وأقواهم عسكرياََ على الأرض والتاريخ يشهد لهم كيف هزموا الصهاينة الذين كانوا لا يقهرون فأصبحوا اليوم ينوحون كالنساء خوفاََ من رجال الله، [ هذه الطائفة التي يمثلها حزب الله وحركة أمل تسامحت مع كل أطياف الشعب اللبناني الذين قتلوهم وسجنوهم وخطفوهم وجلدوهم وهدموا منازلهم وهجروهم من قراهم واعتدوا على حرائرهم كَرمىَ فقط للسلم الأهلي والعيش المشترَك وليسَ ضعفاََ، و٧ أيار يشهد على بطشهم إذا غضبوا،
ونريد أن نوضح أن سكوتهم عن مجزرة خلدة وعن ما حصل اليوم وما كان يحصل في مناطق لبنانية أخرى ضدهم لا يعتبر ضعفاََ ولكننا لا نريد الإقتتال بيننا وبين أبناء الوطن الواحد ونحن الذين قاتلنا ودافعنا عن حرائر اللبنانيين وعن قراهم ومنازلهم وكنائسهم ومساجدهم ودفعنا خيرة أبنائنا ثمناََ باهظاََ لذلك، ولم نلطم صدراََ أو نخدش خداََ،
كل هذا فسره البعض ومنهم قوات جعجع الصهيونية ضعفاََ أو رهبَةََ من حربٍ أهلية لأننا نتفاداها لأننا لا نريد أن نخسر وطن. [ لهؤلاء العُمي الصُم الضالِّين نقول :
*لقد امتلئ الضرف وبلغ السيل الزبىَ
فلا تراهنوا على صبرنا وبصيرتنا كثيراََ،
ولا تركنوا الى خوفنا على وطننا وتحاولون إستباحة دمائنا،
ولا تظنوا أننا قد نكون متسامحين بعد اليوم أكثر، لأن شارعنا فيه عشائر وعائلات وعقائد وعادات وتقاليد قد تدفع بنا النزول الى الشارع فلا نعود إلا وأنتم وسط امواج البحر وخارج الديار.
[كلامنا هذا مُوَجه إلى سمير جعجع ومَن لفَ لفه تحذير يمثل وُجهةَ نظر كثيرين.
[إنَّ الساعات القليلة القادمة ستقرر كيف سيكون شكل لبنان وهل سيتم العمل بصدق على اعتقال القناصين الذين هرَّبهم جعجع وسوقهم الى قوس العدالة لحقن الدماء، أم سيترَك الشارع لمصيره.
أهل الوعي تقرر..
والأجهزة الأمنية تقرر..
أو الشارع يقرر..
نحن نريد الدولة والعدالة والقصاص.
*لا نريد أن نُحوِّل إتجاه بوصلتنا عن فلسطين
*ولا نريد تغيير عاداتنا بالصبر والتسامح فلا تحرجونا فتخرجونا