مخالب مشروع مارشال
فهد ملحم | كاتب وباحث سوري
▪ منذ أن نشب ” مارشال ” مخالبه في أوكار القرار السياسي والاقتصادي الأوربي عام 1947 ، وما زالت القرار الاوربي رهين ” سياسة الارتهان ” لصالح الدكتاتور الشمالي وقبطان السفينة الاطلسية
▪ وكانت ( وما زالت ) ثمة أحلام لجهة الاستقلالية الأوربية السياسية والاقتصادية ، وربما كان للسياسة الاقتصادية وسياسة النقد الاوربية النصيب الأوفر في تحقيق الاستقلالية ، في حين أن السياسة الخارجية الأوربية بقيت تتأرجح بين سندان الارتهان ومطرقة الأنانية لسيادة القرار الوطني وعدم الانسجام بالسباحة في بحر ( ما فوق الوطنية ) وهذا ما أرخى بظلاله على مسيرة سيادة القرار الاوربي ، ناهيك عن العصي البريطانية المتلاحقة في عجلات مركبة الاتحاد الاوربي ابتداء بالإعجاب والهيام والانسجام المستدام لكل الاستعراضات البهلوانية ” للكوبوي ” على مسرح حظيرة الأحداث الدولية ، ومرورا بالترجل من قاطرة الاتحاد الاوربي والعودة للرعي في حظائر الكوبوي والمروج ، وليس انتهاء بطعنة انكلوسكسونية في جسد الأمة الفرنسية قاتلة حتى الممات على مذبح (الغدر باتفاق الغواصات )
▪فهذه الاستقلالية الأوربية ( الموعودة ) كان لها خطوات متتابعة وربما خجولة منذ خمسينيات القرن الماضي ، لتأتي معاهدة ماستريخت عام 1992 كأول مدماك يمكن وصفه بالمتين حيث أسست الاتحاد الأوربي ( بمجلسه الأعلى ، وممثل السياسة الخارجية الأعلى ، ناهيك عن الهيئة التنفيذية وأعني بذلك المفوضية ) وكان لمعاهدة لشبونة عام 2007 الأثر الهام على مؤسسات الاتحاد من خلال التغيير في اللون والصبغة …
▪ فكل هذه المراحل والمحاولات وما تخللها من معاهدات واتفاقيات ، يبدو أنها لم توحد القرار الأوربي سواء في الموقف من مؤتمر مدريد ( ضمن المجموعة الاوربية قبل انطلاق قاطرة الاتحاد الاوربي ) ومرورا بالانقسامات في المواقف من غزو العراق ، وليس انتهاء بكل الاحداث الدراماتيكية المتتابعة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول …
▪ الأمواج الأطلسية ما زالت مسيطرة على كل التضاريس الأوربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وأي قارب أوربي يريد التفرد والانفراد في الإبحار سيواجه تنينا أطلسيا أشبه بالإعصار
▪ فالدول التقليدية الأوربية وعلى رأسها فرنسا اندثرت كما أسلفنا ذكره أعلاه منذ نهاية الأربعينيات ، ويبدو أن لعنة ابن خلدون ستطال دكتاتور الشمال ، ومهما اختلق الألاعيب وغير في الاستراتيجية والتكتيك في شرق المتوسط وغرب آسيا الآن وفي القادمات من السنين سيبتلع إعصاره تنين الصين .