هذا كلامٌ سأقوله ولن أخشى في الحق لومة لائِم…
زيد عمر النابلسي | كاتب اردني
الفطرة السليمة للإنسان السّويّ لا يمكن أن تكره المقاومة، وفكرة المقاومة ضد الظلم يهواها أي إنسان طبيعي لم تلوّث مخه الأفكار والعقائد الشريرة…
ولذلك في قصص الأطفال، تجد أن الخير ينتصر دائماً على الشر، وتروي الأساطير البشرية أن الظلم قد يطول ولكنه في النهاية يزول وتشرق شمس الحرية على عذابات المظلومين…
حتى في أفلام هوليوود في أمريكا عدوة حركات التحرر في العالم، منذ أن جسّد المخرج الموهوب ستانلي كوبريك في فيلمه الشهير عام 1960 شجاعة العبد الأبيض سبارتاكوس في ثورته ضد جبروت الإمبراطورية الرومانية، تجد أن فكرة البطل هو دائماً ذلك الشخص الحر الأبيّ الذي يرفض الاستعباد والذل، وينتصر دائماً ضد الأشرار في النهاية السعيدة…
لهذا السبب اعترف السفير الأمريكي السابق في لبنان جيفري فيلتمان أمام الكونغرس بأن حكومته أنفقت أكثر من 500 مليون دولار في عام واحد فقط في لبنان للنيل من سمعة المقاومة وشيطنتها وتثبيط معنويات جمهورها ومريديها…
ولهذا السبب أنفق ضباع “الصَّيدة التي أفلتت” مئات المليارات في حربهم الهمجية ضد سوريا لإسقاط قلب المقاومة ورئتها التي تتنفس منها…
ولهذا السبب كرّسوا عشرات الفضائيات لشيطنة محور المقاومة وتصويرهم بأبشع القوالب، ولا زالوا يموّلون التحريض اليومي عليهم باستنفار العقيدة الوهابية التكفيرية المقيتة لوصف المقاومين بأحقر الأوصاف…
ولا يمكن أن ننكر أنهم نجحوا لحد ما في تأليب الدهماء والغوغاء والجهلة والأميين والمتطرفين لكي يعكسوا تلك الفطرة الإنسانية التي لا يمكن أن تكره من هزم إسرائيل مرتين إلا أذا مورس عليها أقذر أنواع غسيل الأدمغة الجماعي…
ولكن أهل الخير الذين أقسموا أن هيهات منهم الذلة تدل عليهم أفعالهم لا أقوالهم…
فها هي قافلة وقود الكرامة تتحدى العالم في وضح النهار وتخرق الحصار الظالم لتنقذ مستشفيات لبنان ومخابز لبنان وأهل لبنان بجميع طوائفهم لا تفرق بين أحدٍ منهم، رغم أنف قوى الاستكبار ورغم أنف قيصر وعبيده ممن يستمرئون الذل والهوان ويكرهون العزة والأنفة والاستقلال…
بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسي يا نَصرٌ مِن عِندِ الله، كَيفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُم، وَاُحْصي جَميلَ بَلائِكُم، فَبِكُم اَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الْكُرُوب…