سوريا وافقت على استجرار الكهرباء إلى لبنان ولكن بشروطها!
صفاء درويش | كاتبة لبنانية
طرح كلام السفيرة الأميركية حول موافقة إدارة بلادها منح لبنان الغاز والكهرباء عن طريق سوريا أسئلةً كبيرة حول موقف الدولة السورية مما يحصل، وهل صحيح ما أشيع في الأيام الماضية عن رفضِ مرور خط الغاز من الأراضي السورية تجاه لبنان؟
ينفي مصدر سياسي سوري أن تكون دولته قد أعطت اجابةً سلبيةً قاطعةً تجاه مساعي مدّ لبنان بالكهرباء عبر أراضيها، وأن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، رغم العتب الرسمي السوري الكبير على اللبنانيين.
في هذا الإطار، تكشف المعلومات أن رسالةً وصلت من الملك عبد الله قبل حوالى الشهر، حملها معه وفد أردني زار العاصمة السورية، طرحت من خلالها عمان عملية استجرار الكهرباء إلى لبنان عبر أراضيها، حيث لم يكن الموقف السوري ممانعًا وإنّما ساعيًا لاستثمار الاندفاع الاردني والحماس الأميركي الذي لم يكن معلنًا بادئ الأمر وإنما ألمح إليه الأردنيون.
ووفق المعلومات أيضًا، فإن سوريا اضافةً إلى عدم ممانعتها وصول الكهرباء إلى لبنان فإنّها تسعى من خلال التفاوض مع الجانب الأردني للحصول على نسبةٍ من التغذية لمناطقها، وهو الأمر الذي وافقت عليه عمّان، مع اتفاق الفريقين على عدم المساس بحصّة لبنان منها.
وعن الوقت الذي يحتاجه الأمر ليتمّ، يتبيّن أن الشبكة السورية المناط بها نقل الكهرباء من الأردن إلى لبنان تعمل بشكل سليم، وإن محطة دير علي في ريف دمشق، والتي جهزتها “سيمنز” بالمناسبة، جاهزة لاستقبال الطاقة من المصدر ووصلها بالهدف، وبالتالي الأمر يتوقّف على القرار السياسي بالشروع بالنقل.
هذا ولا يخفي المصدر انزعاج القيادة السورية من الحكومات اللبنانية المتعاقبة، وأبرزها حكومة الرئيس حسان دياب، والتي تجاهلت التواصل مع الجانب الرسمي السوري في أكثر من محطة مفصلية أبرزها عودة النازحين، ليتبيّن اليوم أن قيصر الذي خاف منه الجميع بات خلف ظهر الأميركيين أنفسهم. هنا لا يتحدّث فقط عن جرّ الكهرباء للبنان، وإنّما أيضًا مساعدة الأردن على مواجهة أزمة المياه لديه من خلال المياه السورية.
فهل تُضاء بيوت اللبنانيين قريبًا ولو بعدد محدود من الساعات، أم أن هناك ما قد يمدّ من عمر الظلمات أكثر؟!