ميقاتي ونواف ومصير لبنان
الدكتور عمران زهوي | كاتب وباحث سياسي لبناني
البلد يحتضر، ويمر بأبشع الأزمات التي قد تمر على بلد في القرن الحالي، وذلك لسببين: اولها هذه المنظومة الفاسدة والتي من أهم اذرعها الإقتصادية هي الكارتيلات والوكالات الحصرية التي تقاسموها والتي شرعوا لها قوانين لحمايتها ولم يتوقفوا عند ذلك، بل اخذوا بسرقة مقدرات الوطن والمواطنين من أموال ادخروها إيمانا منهم بوطنهم الام. لم يعلم المغترب انه يمشي الى المقصلة برجليه طائعاً، اعتقادا منه ان في لبنان (سويسرا الشرق) وبلد المؤسسات والديمقراطية البرلمانية والمصرف المركزي الذي يؤول دون حدوث عمليات تلاعب (بونزي) وهيئات رقابية وقضاء!!!!
واذ “حاميها حراميها ” ووقع الفأس بالرأس ….
اذ قامت عمليات النصب والسرقة على ثلاث ركائز أولها المصرف المركزي الذي ادخل الجميع في هذه اللعبه منهم من كان على علم ومنهم دخل طمعاً.
والمصارف التي اكملت الخطة، ومن ثم السيستم الذي حماها وشرع لها ما تحتاجه من قوانين وحماية على كل الصعد السياسية والروحية .
بالعودة الى ما وصلنا اليه من اشتباك سياسيي وتقاذف الكرة فيما بينهم وتحديدا بين الرئاستين الاولى والثانيه وكانت الكرة هي الرئاسة الثالثة،
وماطل الحريري طويلا ولاسباب خارجيه(من موقف السعودي الرافض الى صراع المحاور والتقارب العربي مع سوريا وايران)، وداخلية عبر الصراع الشخصي وتصفية الحسابات بينه وبين جبران ومن خلفهم حلفاء بالظاهر ولكن بالباطن كل يعمل على مصلحته للتشفي بالاخر وتسجيل نقاط، غير آبهين بمصير وطن وشعب اقل ما يقال عنه انه مخدر والاغلبيه تابعة للطائفة والزعيم . وبالرغم من ان الجميع يعلن انه يريد تسهيل تشكيل الحكومة الا ان الشيطان يكمن بالتفاصيل، لذلك لن يتفقوا خاصة اننا على ابواب الانتخابات النيابية فمن يرضخ لشروط الاخر سيخسر الشارع الانتخابي وشعبيته. في ظل كل ما يجري من ازمات هي داخلية بامتياز وتارة بايعاز خارجي من السفارات وطوراً بسبب الطمع والجشع الذي اعتادت عليه اركان هذه الدولة العميقة .
والاسماء المتداولة اليوم هي :نجيب ميقاتي ونواف سلام ،فنواف سلام غير مقبول ومرفوض من المقاومة، وميقاتي لن يكون مؤلف لعدة اسباب
وضعها هو كشروط داخلية وخارجية ولم يرضى بها احد لغاية اليوم ، منها :-
١-يريد ان يترشح للانتخابات النيابيه وحسب الاتفاقية والمبادرة الفرنسية( الحكومة رئيسا ووزراء لا يترشحون للانتخابات النيابية ).
٢- يريد ان يكون للحكومة صلاحيات استثنائية
٣- اشترط ان يكون رئيس الحكومة بعد الانتخابات النيابية
وخارجياً مصالحه التجارية ،لذلك وبناء على ما تقدم لن يستطع ان يؤلف حكومة ولن ندخل بتفاصيل من سيسمي او الثلث المعطل او اسماء الوزراء المسيحيين وغيرها من تفاصيل باتت واضحه للجميع
لذلك الحل الوحيد سيكون بتعويم لحكومة دياب وستكون لامرين فقط
الاول التفاهم مع صندوق النقد الدولي.
ثانياً الانتخابات النيابية
هذان الامران فقط مع تسيير ما تبقى من امور داخلية لان المجتمع الدولي يريد انتخابات نيابية في وقتها الا اذا حصل ما كان يهدد به جبران ومن خلفه القوات بان يقدموا على الاستقاله والذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة ، وايضاً اميركا لا تريد ان يتغير وجه لبنان لذلك تحافظ على مبدأ الفوضى الخلاقة وليست الفوضى العارمة ، لانها عندما تكون عارمة ستفتح الطريق اما مهاجمة ربيبتها وهذا ما لا تحمد عقباه .
لذلك كان السماح باستيراد النفط العراقي بالاضافه الى الايعاز لصندوق النقد باعطاء لبنان 860 مليون دولار ، والبنك الدولي ب 246 مليون وغيرها من قروض لم تستعمل من اجل النقل العام بالاضافه الى مؤتمرات دعم دولية انسانية (للغذاء والدواء). فخوفا على مصالحهم هم ما زالوا يحاولون المحافظة على حلفائهم القدامى والجدد القادمين عبر دعم مالي خارجي لخوض الانتخابات النيابية تحت شعارات مختلفه فبذلك يضمنون القديم والجديد ان حصل ،الا اذا كان الاتفاق الامريكي السعودي الفرنسي سيغير كل المعطيات . فهل سينجح الرئيس ميقاتي بالتشكيل ليخفف من الارتطام ضمن اللعبه الداخلية والوعود الخارجية ،فنحن اليوم امام مفترق طرق اما ان ينتفض الشعب وينزع عنه ثوب الطائفية والمذهبية وتكريس الزعامات،الوراثه السياسية وغيرها من العادات والتقاليد لنظام المحاصصة المقيت والكذبه الكبرى وهي الديمقراطية التوافقية ،هنا يتمايز الفرنسي لانه هو من وضع الاسس وانشأ هذا النظام، لذلك لودريان نعى النظام اللبناني قبل اعتذار الحريري داعيا القوى السياسية الى الاجتماع والتحضير لمؤتمر تأسيسي جديد وتطابقت وجهة نظره مع الاكثرية . فنحن منذ سنتين ونصف نعيش حسب خطة بومبيو وهي على خمس مراحل (العقوبات والواقع الاقتصادي،الواقع السياسي) واليوم المرحلة الرابعه الانهيار الامني وان حصلت ستليها الخامسة وهي الاجتياح الصهيوني . فعلى القوى السياسية ان تعي ذلك ، واما على الصعيد الشعبي اما ان يرفض وينتفض والا فليصمت للابد حتى “يقضي الله امراً كان مفعولا “