الأسد في خطاب القسم: نبني ونقاوم ونحرّر
غالب قنديل | رئيس مركز الشرق الجديد
في قلب ملحمة الصمود والبناء والتحرير تواصل سورية مسار التعافي والحسم بقيادة الرئيس بشار الأسد، وتتأهب لمرحلة جديدة واعدة، لن تفلح في تنغيصها والنيل من عزيمة الشعب والجيش والقيادة جميع مصنّفات التهويل والتوهين وسائر الضغوط والتدخلات، التي تندرج في سياق الخطط الاستعمارية الصهيونية الرجعية بعد هزيمة الحرب العدوانية الأخطر والأشرس في تاريخ سورية المعاصر.
أولا: يرسّخ القائد بشار الأسد مكانته القيادية التاريخية، محتَضَنا من شعبه وجيشه، ويثبت قدرة نوعية هائلة على الابتكار في التعامل مع ظروف شديدة التعقيد، وبسط التشخيص الواقعي للظروف المركّبة المتحوّلة في التصدّي للمخاطر والتهديدات والصعوبات، واستنهاض الطاقات الوطنية الكامنة. وبعد إنجاز شوط حاسم في مسيرة تصفية العدوان الاستعماري وأدواته، واستعادة سيطرة الجيش والدولة الوطنية على معظم الأراضي السورية، يواصل القائد الأسد تعبئة الجهود والطاقات الوطنية للتخلّص من بقايا الأميركي العدواني، وكذلك من قوات الاحتلال التركي والعصابات العميلة وأوكار الإرهاب والتكفير في بعض المناطق السورية. وبكل شجاعة يدعو الشعب والقوات المسلحة لخوض هذه المعركة بإقدام وجسارة، ويعبّئ الجهود في سبيلها، وهو لا يساير سياسيا في تعيين جبهة الأعداء. والجميع يعرف أن الحليفين الروسي والإيراني يراعيان المعتدي التركي الوقح، ويداريانه في التعبير البارد والعمومي عن التضامن مع سورية، التي لا يراعي قائدها البشار أحدا على حساب المصلحة الوطنية السيادية لبلاده.
ثانيا: حدّد القائد البشار للشعب والجيش المهام لمواصلة التحرير. وبالمقابل كان صريحا وواضحا في بسط المهام الاقتصادية بواقعية شديدة من خلال التركيز على مسيرة بناء المنشآت الصناعية بالأرقام والوقائع، إلى جانب متابعة البناء الاقتصادي الوطني وإنعاش وتطوير الإنتاج الزراعي والصناعي، والتطلّع إلى تنمية موارد الطاقة البديلة. وقد أظهر الرئيس الأسد قدرة وتمكّنا يثيران الإعجاب في تناول الملف الاقتصادي وعرضه لمواطنيه وأهله. وبينما تتنكّب الدولة الوطنية مسؤولية إحياء البنى الأساسية، التي يقوم عليها النمو. وكان الرئيس مباشرا ومحدّدا في تناول المعطيات والوقائع العملية، ومن اللمعات الإبداعية في الخطاب كان تركيز القائد البشار على موارد الطاقة البديلة. ففي مشرقنا تُتاح إمكانية تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية منتجة. وفي سورية بالذات يمكن تحقيق حلم العالم اللبناني الراحل حسن كامل الصباح ببناء مزارع للطاقة الشمسية، وإنتاج بطاريات وشبكات محطّات لشحنها وتنظيم استخدامها في جميع مجالات الإنتاج والإنارة والنقل. وهذه الفكرة الخلّاقة ستكون فرصة لقيادة تجربة رائدة في مجال الطاقة البديلة.
ثالثا: يؤسس القائد الأسد، بعد الانتخابات ونتائجها المبهرة، لمرحلة واعدة ونوعية من البناء والتقدم، وهو يرسم بالوقائع العملية أهداف المرحلة المقبلة، وخطابه مقدمة لتعبئة الطاقات الكامنة واستنهاضها إلى ميادين العمل والإنتاج والمبادرة بالتلازم مع استكمال مهام الدفاع والتحرير، ومن غير أيّ تهاون في قضية تحرير الجولان المحتل، وتطوير قدرات سورية ومساهمتها الأصيلة والنوعية في بناء محور المقاومة في المنطقة، بالتحالف مع الأشقاء في لبنان والعراق، ومع الشقيقة إيران، وهو بذلك يجسّد مكانة سورية كطليعة تحرّرية مشرقية رائدة، وهي، بأيّ حال، كانت في خلفية خطة حرب التدمير الشامل، التي شُنّت ضد سورية كدولة وطنية وكشعب، وفي صلب عمليات تخريب صروحها العمرانية والاقتصادية الهائلة. والقائد الأسد المدهش في معاينة الوقائع واحتسابها، وفي عرض أعقدها، بأسلوبه السهل الممتنع، بلغة يفهمها الناس، يعزّز لدى الشعب إحساسا بالثقة بالمستقبل، وعزما صارما على قهر الصعوبات. وبأي حال هذه الملاحظات البعيدة عن أي مجاملة، هي حاصل قراءة مختصرة في خطاب تاريخي لقائد تاريخي في بلد، هو قلعة التاريخ الزاخرة بطولة ومجدا، وقلب المشرق النابض، وحصن العروبة المكين.