ايران ما بعد انتخاب رئيسي
حسام طالب | كاتب ومحلل سياسي
لا شك أن وصول السيد إبراهيم رئيسي للرئاسة الإيرانية سيخلق حالة من الجدل الدولي والارتباك الإقليمي بالنسبة للدول التي تشكل جبهة مضادة لإيران
ليس لأنه من التيار الأصولي بل الجدل في شخصه الذي يعتبر من المتشددين الذين تفرض أمريكا عقوبات عليهم .
رئيسي الذي رأيناه حازماً خلال توليه لعدة مسؤوليات في إيران ،من المتوقع أنه سيكون أكثر ليونة عند توليه الرئاسة أمام واقع تمثيل لكافة التيارات الأصولية والإصلاحية والمستقلة .
أمريكا والغرب عموماً لا يفرقان بالهدف والتعامل بين التيارين ،لكن دائماً عملت هذه الدول على خلق حالة من الشرخ بين الأصوليين والإصلاحيين بادعائها أن التيار الإصلاحي أقرب للتفاهم وألين بالتفاوض وتصوره على أنه قابل للتنازلات ما ينقل حالة الخلاف بالأداء إلى الشارع بترتيب استخباراتي .
لكن الحقيقة أن التيارين يعملان تحت عباءة الولي الفقيه الذي يرسم الخطوط الحمراء بالتعاطي مع الغرب من الناحية الشرعية والسياسية التي لا تخرج في إيران عن نطاق الجمهورية الإسلامية .
أمام هذا الواقع سيعمل الغرب على تحميل الرئيس الجديد مسؤولية عدم الوصول لاتفاق أو بالحد الأدنى تأخير مباحثات فيينا وسيتلقف البعض في التيار الإصلاحي هذا الأمر ليحملوا الواقع المعيشي والاقتصادي المتردي إلى نتائج الانتخابات التي أوصلت أصولي واستبعدت إصلاحي متناسين أن حالة الضغط القصوى التي فرضها الغرب كانت في زمانهم .
هنا سنكون أمام واقع إما اتفاق التيارين على المحافظة على الاستقرار ومواجهة الغرب أو التوجه من بعض الإصلاحيين للشارع وإثارة المشاكل التي لن تؤدي سوى لحملة إعلامية من القوى المعادية لإيران .
الجميع يترقب المشهد الإيراني بحذر مع التأكيد على أهمية نجاح مباحثات فيينا والوصول لحالة الهدوء في المنطقة .