رئيس الجمهورية الإسلامية المنتخب السيد إبراهيم رئيسي: لا حدود لدعم المقاومة
يعتبر فوز السيد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، بشارة للمقاومة وشعبها في لبنان، ومحور المقاومة عمومًا، فالسيد رئيسي يكن للبنان ولمجاهدي المقاومة محبة واحتراماً خاصاً، سيؤدي حتماً الى زيادة جهود الدعم، في مختلف المستويات المعنوية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة على ما يمكن له من مساعدة لبنان على المستوى الرسمي، في الخروج من أزماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
انطلاقة قوية للعلاقات الرسمية
تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من أكثر الدول التي دعمت لبنان، خلال كل السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية فيها، لكن بقي هذا الدعم محصوراً، بالمقاومة ومجتمعها لرفض الدولة أي علاقات استراتيجية مميزة بين حكومتي البلدين، بسبب النفوذ الأمريكي الكبير والذي يطال أغلب أجهزة الدولة. ورغم تولي عدة رؤساء إيرانيين أبرزهم الذين قاموا بزيارة رسمية للبنان، كالسيد محمد خاتمي والدكتور محمود أحمدي نجاد، إلا أن العلاقة بين حكومة البلدين، لم ترتقي إلى ما يأمله الشعب اللبناني خصوصاً.
وبما أن السيد رئيسي يتميز بالقدرة على تخطي الاختلافات والعراقيل، في سبيل الأهداف الأكبر والأكثر استراتيجية، سيشهد لبنان والمنطقة مبادرات وتوجيهات نوعية، قد لا يستطيع أي شخص يتولى المسؤولية في لبنان، تحمل كلفة رفضها، لما لها من تأثيرات مهمة، على معالجة أوضاع الشعب اللبناني في مختلف المستويات.
فالسيد رئيسي قادر على إضافة زخم كبير، للمبادرة التي تقتضي بدعم لبنان بالبنزين والمشتقات النفطية مقابل الدفع بالليرة اللبنانية، ربما عبر توسيعها، لتشمل مجالات أكبر زراعية وصناعية وعلى صعيد إقامة المشاريع الحيوية، وبناء المصانع الكهربائية، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع رفع العقوبات الأمريكية على الدول التي تتعامل مع إيران، مع الإشارة إلى أن وجود هذه العقوبات لم يمنع دولة العراق من ذلك.
دعم لا محدود للمقاومة ومؤسساتها
لا يخفى على أحد في لبنان، بأن إيران كانت وما زالت الداعم والحاضن الأول للمقاومة في لبنان، حيث كانت المواكبة والداعمة لانطلاق مجموعات المقاومة، خلال التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. ثم استمرت بمواكبة المقاومة ودعمها وقتذاك، بفضل وجود الامام السيد علي الخامنئي في موقع رئاسة الجمهورية، ثم لاحقاً في مقام القيادة، ما مكنها من الصمود خلال أقسى المواجهات، في عدوان تموز 1993 ونيسان 1996، وعدم القلق على كيفية إعمار ما يهدمه كيان الاحتلال الإسرائيلي من بيوت ومؤسسات مدنية.
كما شهد مطار بيروت على قيام الجمهورية الإسلامية في تلك الفترة، بإنشاء الجسور الجوية لتقديم الدعم اللامحدود للشعب اللبناني. ما جعلها الشريك الأول لانتصار المقاومة في التحرير عام 2000، ثم لاحقاً في الصمود أمام عدوان تموز عام 2006، لتكون بعدها الشريك الأول أيضاً في إعمار ما تهدم، وتنفيذ مشاريع استراتيجية وحيوية، في مناطق البقاع وجنوب لبنان، يشهد لها بأنها من أهم المشاريع التي نفذت في هذه المناطق، وضمن مواصفات عالمية.
علاقة الدعم هذه لم تتأثر يوماً بتبدل رؤساء الجمهورية الإسلامية، فالكل يجمع في إيران على دعم حركات المقاومة، حتى تحقيق الهدف المركزي بتحرير فلسطين وزوال كيان الاحتلال من الوجود. كما أن الدعم الأساسي، يتولى رعايته الإمام الخامنئي.
لكن ما يميز كل رئيس عن الآخر، هو مجالات الدعم الذي يضيفه على الدعم الثابت عبر تشجيع المؤسسات الرسمية الإيرانية، على تمويل المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات، وتقديم المساهمات في المشاريع الإنتاجية والخدماتية والإعلامية.
وللسيد رئيسي صفات شخصية مميزة، تجعل منه داعمًا كبيرًا للمقاومة ومؤسساتها بلا حدود وذلك خلال فترة توليه للرئاسة وهي:
_ الشخصية الثورية الإيمانية، التي تؤمن بقدرات الشباب على تحقيق الإنجازات، ما سيجعل شباب المقاومة في مختلف القطاعات، ضمن دائرة اهتمامه لتشجيعهم وتقديم كافة أشكال الدعم لهم.
_ توليه منصب متولي شؤون العتبة الرضوية، الذي يعتبر من أهم المناصب، لما يتطلبه من قدرة على بناء العلاقات المميزة، مع زائري المرقد المقدس من مختلف دول العالم الإسلامي. وقد قام خلال تلك الفترة بزيارة لبنان، حيث التقى بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والعديد من الشخصيات الأخرى، وكان له جولة مهمة في إحدى محاور المقاومة، حيث التقى بالمجاهدين، متفقداً احوالهم، ومعايناً لامكاناتهم واوضاعهم وقدراتهم وتحضيراتهم في أي مواجهة محتملة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.