ماكينزي: الجنرال القاتل ومشروعه الشخصي
هادي قبيسي | باحث في الشؤون الإقليمية
تبقى الشخصيات الرسمية الأميركية في الضوء ما دامت تشغل منصباً فعالاً، وتختفي حين تعود إلى الحياة الشخصية أو المقاعد الاستشارية فتتراجع بَصمتها، إلا إن كانت ترتبط بلوبيات ضغط كبرى توظفها في خدمة مشاريعها، خصوصاً في حال امتلاكها لمميزات تؤهلها للعب دور مؤثر.
يتميز الجنرال ماكنزي بملامح توحي بالثقة وذاكرة ممتازة مع تركيز ذهني متوقّد وذكاء حاد مع منهجية علمية دقيقة ولغة منظمة ومنسابة تتخللها لعثمة سببها ربما سرعة الأفكار والتوتر الكبير، ثقة بالنفس وعفوية في التعامل مع جنوده مع خجل يشوبه حمرة في الوجه عند اللقاء مع المستويات العليا العسكرية والسياسية حيث تتغير حركاته ومشيته وتصبح أكثر قلقاً وتردداً.
من بيئة متواضعة، تعلم اتخاذ قراراته بالمحافظة على الالتزام وحفظ هامشه الشخصي الخاص به في الوقت نفسه، تقليد لم يلتزم به ابنه الذي يعمل الآن في تعهدات إنشائية لصالح ولاية ألاباما.
كينيث ماكينزي شخصية مرشحة للعب دور سياسي في المستقبل وللبقاء في دائرة الضوء، يشغل الآن منصباً عسكرياً لكنه حاضر إعلامياً بما يوازي أو يفوق حضور نظيره الدبلوماسي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، لكنه وفي الطريق نحو المستقبل السياسي يواجه ماكينزي حالياً أزمة وظيفية لكنه يحاول استغلالها بمهارة.
عملياً تمر قيادة المنطقة الوسطى الآن بمرحلة معقدة من تاريخها بفعل انتقال الثقل والتركيز العسكري بالتدريج نحو الشرق الأقصى، لذلك كان محل اهتمام الكثيرين سلوك قائدها وكيفية إدارته لهذا التحول الذي يهمّنا جميعاً. جرى البحث عن تاريخه ونشأته ومسار الترقي العسكري الخاص به بالتفصيل لما لهذه المؤثرات من دور في تشكيل خلفيات الموقف لديه.
من بيئة قروية التجأ إلى الجيش كوالده الذي شارك في الحرب الكورية، وجدّه الذي شارك في الحرب العالمية الأولى لأجل بناء موقعه الاجتماعي. ولد عام 1957 في العاشر من آذار، عمره الآن 64 عاماً، يحافظ على رشاقته وصحته بعكس وزير الدفاع الحالي، بدأ دراسته في القرية ولكنه لم يلتزم بالتقليد العائلي وانخرط في البحرية بدلاً من سلاح المشاة، فبنظره يحق له الافتخار بجنود سلاح المشاة، وقال في مناسبات عدة: «إن اختياري هذا السلاح كان من عند نفسي ولا أحد غيري»، العبارة توحي بوجود تمرد وتحدٍّ لكن من غير الواضح لمن.
القرية تركت تأثيراً كبيراً في شخصيته، بيئة فقيرة ومهملة بشكل حاد، فحين ولد ماكينزي عام 1957 كانت القرية لا تزال تفتقد لشبكة جر المياه إلى المنازل، وبقيت تعاني من نقائص بديهية حتى منتصف السبعينيات، إلى أن تحولت إلى مدينة عام 2002، هذه البيئة سيكون لها تأثير في شخصيته ينعكس في قراراته وأولوياته. يقول ماكينزي في إحدى مقابلاته أنه لم يتسنَّ له في طفولته مشاهدة أي من مباريات فريقه المفضّل لكرة القدم لا بشكل مباشر ولا من وراء شاشة التلفزيون، اكتفى بالراديو ربما لأسباب اقتصادية أو بسبب التزمّت الديني الذي عاشته القرية آنذاك.
السيرة المهنية
خرج من هذه البيئة المغلقة عام 1979 عندما انتسب إلى مشاة البحرية، بعد أن انتقل موقتاً إلى مدرسة في مقاطعة جيفرسون عام 1975. تميز خلال دراسته بمهارته في الكتابة وحاز جوائز مدرسية في الكتابة الأدبية، وهذا الميل سيحكم مساره المهني لاحقاً الذي يتّجه نحو النظرية العسكرية أكثر من القتال المباشر، وكذلك تميزه الذهني سيكون مؤثراً حيث تخرج في معظم السنوات برتبة التفوق، إلّا أنه في النهاية اتجه نحو السلك العسكري رغم تلقّيه منحة من جامعة ألاباما، ما يعكس مدى تأثير نشأته القروية وبيئته العائلية فيه.
التحق بدايةً بمعهد «القلعة» في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، وهو معهد أكاديمي عسكري يدمج بين التعليم المدني والعسكري، حيث يعيش المتدرب ظروفاً أقل صرامة من الأكاديميات العسكرية، ويرتدي الزي العسكري ليومين في الأسبوع فقط. لم يتلقَّ ماكينزي إذن التدريب العسكري التقليدي، ومضافاً لميوله النظرية والكتابية حيث نال شهادة من نفس الجامعة في «الأدب الإنكليزي» ستدفعه هذه السياقات إلى الميول السياسية والإعلامية، مع تراخٍ تجاه المؤسسة العسكرية والالتزام تجاهها.
نتيجة تفوقه العلمي حصل عند التخرج عام 1979 على منحة دراسية من جامعة الدفاع الوطني، حيث تخرج بشهادة ماجستير، وعمل لاحقاً في مركز أبحاث ضمن نفس الجامعة وهو «المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية»، وهكذا بدأ حياته العسكرية خلف المكتب وحمل الأقلام والأوراق بدلاً من الأسلحة والقذائف، ومن ثم انتقل إلى صفوف التدريس ونال جائزة توماس جيفرسون للتعليم المميز، ومن هناك بدأ يبني مشروعه الشخصي من خلال فتح العلاقات مع الشخصيات الرسمية في الجيش ووزارة الدفاع، فالمعهد متصل بدوائر القرار العسكري ويقدم لها الدراسات والأبحاث اللازمة، فكان لديه اتصال بكولن باول الذي يُعتبر الأب الروحي له وبرنت سكاوكروفت وشوارزكوف ومولن وماتيس وغيرهم.
اكتشاف الميدان
عام 1981 يبدو أنه تملكه الفضول للتعرف إلى الميدان الحقيقي، فالتحق بالخدمة الفعلية كنقيب، قائداً لفصيلة في الكتيبة الأولى من اللواء السادس من مشاة البحرية، والذي كان يكلف آنذاك بمهمات التدخل السريع في الشرق الأوسط ومنطقة الكاريبي، ولم تقُم تلك القوة بمهام تتضمن قتالاً حقيقياً، حيث كانت أهم مشاركة لها هي غزو غرينادا عام 1983 والذي يعتبره الخبراء نزهة عسكرية، وشاركت القوة في لبنان 1982 عبر حاملة الطائرات نيوجرسي ولكن أغلب وجودها كان في البحر، ونزلت إلى البر اللبناني في حالتين الأولى إجلاء مقاتلي منظمة التحرير عام 1982، والثانية إجلاء الرعايا الأميركيين من بيروت عام 1984. ظل ماكينزي في الميدان حتى أواخر الثمانينات حيث عاد إلى الأقلام والأوراق ليعمل في التدريس في معهد فرجينيا، ويخضع لدورة متقدمة في المدرعات.
شارك في عاصفة الصحراء عام 1990 كضابط عمليات في أحد ألوية مشاة البحرية، ثم لم يلبث أن عاد إلى صفوف الدراسة في كلية مشاة البحرية للقيادة والأركان، والتحق بدورة عليا بكلية القتال الحربي لمشاة البحرية عام 1992، وتخرّج منها بعد عام برتبة عقيد، حائزاً مرتبة أولى في دفعته ونال جائزة كليفتون جيتس المرموقة.
التقلّب بين التخصصات وكذلك بين المؤسسات يشير إلى احتمال وجود توجيه خاص له من جهة عليا ورعاية في مسار تنشئة قيادية لما تميّز به من نبوغ وقدرة بيان ومرونة عالية في شخصيته تسمح له بالتنقل برشاقة بين المواقع المختلفة، مرونة سيوظفها في طموحه الشخصي إذا سنحت له الظروف يوماً.
المعركة الوحيدة التي شهدها ماكينزي في حياته كانت عام 2005، في مدينة هيت الواقعة في منطقة الأنبار غربي العراق، حيث كان يقود عملية نشر وحدة التدخل السريع (22)، وهناك معركة أخرى شارك فيها بشكل طفيف في مدينة أوروزغان الأفغانية عام 2004، كانت مهمة وحدة ماكينزي خلالها محصورة في مجال الاستطلاع. مجمل ما دوّنه مركز التاريخ العسكري للجيش الأميركي في كتاب توثيق حرب العراق عن وحدة التدخل السريع 22 بقيادة ماكينزي لا يتعدى الأسطر العشرة، وتتحدث عن مهمات تأمين الطرقات والمدن التي جرت فيها انتخابات العراق، وجاء على ذكر مداهمة واحدة شرقي مدينة الرمادي. سيرة ميدانية متواضعة بالمقارنة مع سيرة نائبه الثاني، قائد أركان القيادة المركزية الميجور جنرال باتريك فرانك.
بعد هذه التجربة الضعيفة والسطحية في الميدان، تمت ترقيته عام 2007 إلى رتبة عميد، وتم تعيينه كنائب لمدير العمليات في مركز القيادة العسكرية الوطنية ضمن هيئة الأركان المشتركة. وبعد تعيينات باهتة حصلت النقلة النوعية في حياة ماكينزي المهنية عام 2010 بتعيينه مديراً لقسم الاستراتيجيات والتخطيط التابع للقيادة المركزية (الشرق الأوسط)، عام 2014 تمت ترقيته إلى رتبة فريق وتولى قيادة المارينز في المنطقة المركزية، وعام 2015 تولى قسم الاستراتيجيات والخطط في هيئة الأركان وتم تكليفه بإجراء تقييم شامل للقيادة المركزية التي سيعيّن قائداً لها عام 2019.
الدفتر الورقي
كتوم جداً حول حياته العائلية والشخصية حتى في المراحل التي سبقت توليه مناصب عليا، شخصيته غير اجتماعية ويهتم بشكل مبالغ فيه في تلميع الأوسمة عند حضوره الاحتفالات الرسمية التي يقيمها الجيش، ويحمل دوماً دفتراً أو ملفاً ورقياً بدلاً من حمل كمبيوتر صغير، ما يعكس قلقه الأمني وحرصه على أسراره الخاصة وخوفه وشكوكه تجاه المحيطين به كأن لديه أجندة خاصة به، أو أنه يفضل أن يدير ملفاته بنفسه دون تدخل أحد من دائرة الأرشيف.
يقع ماكينزي تحت ضغوط كبيرة رغم عدم إدارته لميدان حرب، قواته في العراق تتعرض للاستنزاف المستمر، وليس هناك أي مؤشر على تليين في موقف محور المقاومة يؤدي إلى تخفيف وتيرة العمليات، بالعكس هناك مؤشرات متصاعدة بنظر ماكينزي إلى وجود تحضيرات لعمليات استنزاف للقوات الأميركية في سورية، وعلى المستوى الاستراتيجي لا يبدو أن الخليجيين والصهاينة يشعرون بواقعية تأثير انضمام الكيان الصهيوني إلى المنطقة المركزية وتشكيل التحالف العسكري لمواجهة إيران، وهناك قلق دائم ومطالبة باحتفاظ الولايات المتحدة بقوات وقواعد كافية في المنطقة، ويتولى ماكينزي إدارة هذا التوازن بين أميركا وحلفائها منحازاً إليهم، خصوصاً وأن حرب اليمن تقترب من نهايتها كما انتهت حرب سورية والعراق: فشل أميركا وحلفائها رغم الدمار الكبير اللاحق بالبنى التحتية.
عملياً لا تقوم المنطقة المركزية بقيادة ماكينزي بأي فعالية حقيقية، أولويتها الأولى بحسب وثائقها الرسمية هي ردع إيران، لكن إيران تتحرك بطرق كثيرة لاستهداف الوجود الأميركي دون أن نجد أثر الردع، وفي عهده تعرضت قاعدة عين الأسد لقصف صاروخي مدمّر ولم يستطِع القيام بشيء بل تقبل تحمل المسؤولية عن الخطأ في حماية القاعدة. بالتأكيد هذه معضلة محورية لماكينزي، الذي عانى وعايش ولو من خلف مكتبه الأنيق، المآسي التي نزلت بالجيش الأميركي بعد احتلال العراق 2003، والتي ولّدت لديه عقدة إيران، وفيلق القدس خصوصاً، كقوة لا يمكن ردعها ولا إيقافها. في حالة الجمود هذه تتوزع إدارة الوكلاء بين القيادة المركزية وبين المخابرات الأميركية، فالأكراد هم حصة ماكينزي في سورية والعراق، أما الحركات السلفية مثل داعش فتديرها المخابرات، هذه الأداة الأخيرة التي تبقت لدى ماكينزي كمؤشر على الفعالية، أيضاً ليست بيده بالكامل، ومؤخراً جاء بزيارة إلى لبنان للقيام بعمل يناسب الضباط الصغار، افتتاح بئر ماء برعاية السفارة الأميركية، إثبات حضور بشكل باهت في بلد لم يستطِع تطويعه بالردع.
غريزة البقاء
يسعى الجنرال بإصرار للحفاظ على مركزية المنطقة العسكرية التي يقودها ضمن أولويات الإدارة الأميركية، يقول في إحدى إطلالاته الإعلامية المتزايدة الوتيرة مؤخراً «تقر القيادة المركزية الأميركية بأن أمتنا لا تمتلك رفاهية التركيز الاستراتيجي الفردي. يجب أن تتخذ القوة المشتركة موقفاً عالمياً مع القدرة على تحقيق التوازن بين الأولويات والمهام المتعددة، من القتال مع المنافسين الأقران إلى عمليات مكافحة الإرهاب الاستكشافية، مع إدراك أن الأولوية العليا للدفاع في البلاد يجب أن تركز بلا هوادة على القوى العظمى المعادية التي تمتلك القوة والوسائل لتدمير بلدنا». في كل إطلالة لديه، تطرق لهذا الهاجس، ما يدفع إلى التساؤل حول ما إذا كان ماكينزي يتصرف بشكل قاصد وعن سابق تصور وتصميم لتأخير انتقال القوات الأميركية إلى الشرق من خلال سلوكيات متعددة، فهل الاحتكاك المبالغ به في العراق وتقديم اقتراح لاغتيال قائدَي لواء القدس والحشد الشعبي كان لأجل الحفاظ على وتيرة تورط مرتفعة؟ في مقابلة أخرى يقول إنه «في حين أن إيران تفتقر للقدرة على تدميرنا، فإن كراهية نظامها للولايات المتحدة وترسانة الصواريخ الباليستية المتزايدة، وقدراتها السيبرانية، وعمق واتساع شبكاتها الإرهابية، تضعها بوضوح كأولوية، على الرغم من أنها ليست الرئيسية بشكل واضح وغير قابل للنقاش»، يشعر بأنه يحتاج إلى تبرئة ساحته وتبرير مواقفه دوماً وإثبات أنه لا يعمل لعرقلة الاتجاه نحو مواجهة القوى العظمى، في مكان آخر يقول: «توجه استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية (NDS) الولايات المتحدة للعمل مع الشركاء لحرمان النظام الإيراني وعبر جميع المسارات من حيازة سلاح نووي وتحييد النشاط الإيراني الخبيث. في حين أن هذا ليس سوى جانب واحد من استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية (NDS)، إلا أنه توجيه لوزارة الدفاع ومهمة رئيسية لكل من القيادة المركزية الأميركية والقيادة الأوروبية»، كلام يشي بوجود جدالات بينه وبين القيادات العليا في الجيش والبنتاغون حول هذه المسألة، وخلال العام الماضي حصل جدال بين المنطقة الوسطى ومنطقة الشرق الأقصى حول نقل قطع بحرية من الشرق الأوسط إلى بحر الصين، كان ماكينزي يصر على إبقائها بحجة التوتر مع إيران، يقول في هذا السياق: «في حين أن فترات انخفاض التوتر قد توفر الوهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، إلا أن هناك معلومات استخباراتية كثيرة تشير إلى رغبة النظام الإيراني في مواصلة العمليات الخبيثة التي تهدد الأرواح وتعطل الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة وتهدد حرية الملاحة والتجارة الإقليمية والطاقة العالمية».
مؤخراً استطاع الجنرال أن يقنع الإدارة الأميركية بضرورة إنشاء قواعد أميركية في المنطقة الغربية للسعودية، رغم أن توجه الإدارة وضرورات وأولويات المواجهة واضحة، لكن ماكينزي لا يتحرك لوحده بل هو ضمن لوبي واسع وهذا ما يسهل حركته، فهو يمارس دوراً أساسياً إلى جانب وظيفته العسكرية، ولا نغفل عن أن ماكينزي هو واحد من مئات الضباط الذين يشكك أنهم شاركوا في إتلاف التقارير العسكرية لحربَي العراق وأفغانستان.
فهل يا ترى هناك ما يخفيه هذه المرة؟ وهل هناك تخوف زائد لديه يدفعه للإمساك بمعلومات في دفتره الخاص أينما ذهب؟ هذه الظاهرة ليست الأولى في الجيش الأميركي، فكما تشير التقارير والأبحاث عن حرب فيتنام فإن إخفاء التقارير من قبل القيادات العسكرية والاستخباراتية قد أدى إلى تأخير الانسحاب من المستنقع الفيتنامي لعشر سنوات.
لوبي الأغنياء
كشخصية نشأت في بيئة فقيرة وأجادت فن التسلق دون الدخول في المخاطر القتالية المباشرة استطاع أن يستفيد من مرحلة رئاسة ترامب للانخراط في اللوبيات المالية على طريقة نظيره الديبلوماسي دايفيد شينكر، والذي يشغل مكانه الآن بشكل مؤقت جوي هود الذي كان ينشط في لوبي الأغنياء نفسه الذي يتحرك ماكينزي في ظله.
يوسف العتيبي سفير الإمارات في واشنطن يدير شبكة من الخبراء وممثلي شركات النفط ومدراء مراكز دراسات وإعلاميين ومسؤولين سابقين من بينهم جون برات، جون ديرك انتوني، بيج بيترسون، بول سوليفان، هيرمان فرانسن، إلين والر، فيليب كورنيل، تركي فيصل الرشيد، يقوم هذا اللوبي بتقديم ماكينزي إعلامياً فنراه متنقلاً بشكل دائم بين مراكز الدراسات ليقدم مطالعاته ويعرض حججه التي تخدم أهداف اللوبي.
ليس هناك مؤشرات على وجود صفقات مالية بين ماكينزي والعتيبة أو حركة أموال على طريقة اللوبيات، لكن ثمة تساؤل مشروع ها هنا، لماذا يعمل ماكينزي للإبقاء على التورط الأميركي في المنطقة، في حين أنه موظف سيغادر يوماً ما مسؤوليته في المنطقة المركزية إلى مكان آخر.
لقد تمت إقالة دايفيد شينكر مباشرة بعد تسلّم بايدن وتولي بلينكن وزارة الخارجية، يبدو أن انخراطه التجاري المفضوح وعلاقته العضوية بوزير الخارجية السابق مايك بومبيو قد عجلا بترحيله، لكن من يخدم أجندة شخصية بشكل أكثر فعالية وبهدوء وبدون آثار جانبية هو ذلك الجنرال الوصولي الآتي من بيئة فقيرة ومتزمتة تحميه شخصيته التشكيكية الحذرة.
الاخبار